جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 20:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ماهو الفرق بين (القلب) و (الفؤاد)؟
يأتي اهتمام الاستاذ الالماني Tilman Seidensticker بالقلب و الفؤاد لثنائية الكلمتين و لعدم وجود تفسيرات عربية مرضية مقنعة عن اسباب ظهور الكلمتين جنبا الى جنب و الفرق بينهما و فيما اذا كانت الكلمتان تشيران الى نفس العضو و اسباب اختفاء الفؤاد من الوجود او لماذا اصبح هامشيا و تحول الى كلمة غير عصرية عدا وروده كاسم للرجال لربما بسبب استعماله في الشعر تحت تأثير دكتاتورية القافية او بسبب معناه رغم ان اسم (فؤاد) ايضا في طريقه الى الاختفاء.
نحن نعرف ان الفؤاد نادر الاستعمال اليوم او اختفى من الوجود تقريبا و من ناحية اخرى نعرف ان القلب هو الذي يطغي في جميع الاستعمالات العصرية سواء كانت طبية او نفسية او رومانسية دون ان نعرف سبب هذا الطغيان بالضبط. هل كان السبب لفظ او معنى القلب و مرونته في صياغة الصفات بمساعدة النسبة (تحياتي القلبية) رغم وجود (الفؤادية) المصرية ام ان نظرة الانسان تغيرت من الحرق (الفؤاد) الى التقلبات و الحركات (القلب) لان القلب يدق و ينبض باستمرار؟ ماهي اسباب فوز القلب على الفؤاد في هذه المعركة؟ تعددت استعمالات القلب اليوم: ابيض او اسود او طيب القلب و القلب يخفق و ينبض و لكن الفؤاد نادرا ما يخفق. راجع مقالي السابق (القرآن بين القلب و الفؤاد) على هذا الموقع:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341633
سواء كانت المعاني متساوية او كان الفؤاد اكبر من القلب او وسط القلب او جزء منه او رجالي و لهذا يرد كاسم للرجال فان جميع هذه المحاولات لشرح الفرق بين القلب و الفؤاد نتجت بسبب مشكلة وجود كلمتين جنبا الى جنب. من الجدير بالذكر ان مايقابل القلب و الفؤاد في كتاب العهد القديم هو العبرية leb او lebaab الذي هو من نفس اصل العربية (ًلُب) اي لا توجد كلمة تقابل القلب او الفؤاد. القلب كالنفس محرض على السوء من ناحية و طيب من ناحية اخرى اي ان الكلمتين جزء من نظام ديني اخلاقي بين الانسان من جهة و الله من جهة اخرى. اصل الفؤاد و القلب هي العواطف فالثلاثي (فأد) يعني (حرق) لاحظ عبارات من نوع (حرق فؤادي) لذا اعتقد ان الفؤاد اقدم من القلب فقلب العواطف و تغيرها اقل وطأة من الحرق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟