مقال في القرآن و قال

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 15:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كثير من الافعال العربية المهمة للحياة اليومية ليست صحيحة لا يهم سواء ذهبت الى (قال) و (قام) و (نام) و (خاف) و (جاء) و (باع) و (مشى) و (أتى) و (نسىى) و (رأى) و (وصل) و (وضع) الخ يصعب على المتعلم ان يتعلمها و بالتالي لا يستطع ان يعبر عن اهم حاجات الحياة اليومية الا بعد التعرف عليها و تعلم قواعدها في الاختصار. و السؤال هو لماذاهذه الافعال المهمة غير صحيحة؟ هل السبب يكمن في الاختصار و السرعة في النطق بسبب قاعدة المقاطع في العربية الرسمية التي لا تسمح الا بالترتيب الاتي:
CV اي Consonat + Vowel
CV: اي Consonat + Long Vowel
CVC اي Consonat + Vowel + Consonant

لماذا يبالغ القرآن في استعمال (قال)؟ أليس ترديد (قال) و (قال) و (قال) مملا يحول النص الى قصص او الى الكلام المباشر و غير المباشر reported speech ؟ ام ان (قال) في صيغة الامر صيغة قوية (قل هو الله احد) تجبرك و تخضعك و تناسب اعطاء الاوامر الدكتاتورية؟ هل لان لـ (قال) معاني متعددة؟:
اولا نطق – اخبر - اجاب – زعم (قيل)
ثانيا سرد قصص و اساطير و الامثلة (اقوال)
ثالثا تأليف شعر او مقال
رابعا لان القول هو الحكم (قول الفصل) او اشاعات (اقاويل)

يعتبر قال من الافعال التي تبدأ جمل اسمية في النصب بـ (أنّ) مثل (سمع) و (كتب) و (قرأ) و (علم) و (عرف): قال ان المعلمين شربوا الشاي. يحتاج الانسان الى (قال) لنقل خبر لا يستطيع التأكد من صحته اي سرد قصص عن الاخرين و يبتعد بنفسه عن اثبات صحة القول. و لكن طغيان الفعل (قال) في القرآن يعكس تقاليد شفوية قديمة في سرد القصص و الحكايات لان العادات و التقاليد القديمة كانت شفوية محكية لعدم توفر الكتابة بالشكل الذي نعرفه اليوم. لذا ان (قال) و (حكى) تقع ضمن التقاليد الشفوية السابقة و بذلك ليس القرآن الا (حكي) و (قول) و (سرد) القصص شفويا و على ظهر القلب تناسب الحياة البدوية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل