ظاهرة hypercorrection عند المسلمين من غير العرب

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لماذ يتعصب المسلم غير العربي للاسلام اكثر من العربي المسلم؟ لماذا يتعصب المسلم الاجنبي للغة القرآن اكثر من العربي نفسه؟ ماهو دخل الفارسي بعربية القرآن و شيعة علي و الاسلام و فلسطين؟

يقال ان الاجنبي يحاول دائما ان يتقن دين او لغة او ثقافة بتطرف اكثر من المنتمي الاصلي نفسه خاصة اذا كانت لغته لغة محلية او هامشية نسبيا او تحولت الى لغة ثانوية فقدت ميزتها و مكانتها العالمية السابقة. تسمى هذه الظاهرة بـ hypercorrection فمثلا يحاول بعض الاجانب احيانا تكلم الانجليزية البريطانية بسبب مكانتها العالمية او ربما بسبب جمالها باتقان اكثر من الانجليزي البريطاني نفسه.

في الحقيقة لايكمن خطر الاسلام في كونه دين بل يكمن خطره لانه لا يأتي وحده بل يجلب معه لغة اجنبية اكتسبت ميزة دينية تفرض على غير العرب من المسلمين دون الوعي بهذا الخطر الخفي اصلا. لاحظ مايلي: على غير العربي مهما كانت درجة المامه بالعربية ان يصلي بلغة لا يفهمها و يقرأ كتاب ديني قديم لا يفهمه حتى العرب ناهيك اذا كنت غير عربي.

اذا تحولت لغة اجبنية الى لغة الدين فانها تكسب اوتوماتيكيا صفة مقدسة لانه من السهل على اللغة الاجنبية الغامضة ان تتحول الى لغة مقدسة. ماذا تعتقد كانت ستكون عليها منزلة القرآن لو جاء الى الاقوام غير العربية على شكل ترجمة فقط تقرأها الناس بلغتها و تصلي بلغتها فقط؟ لو جردنا قراءة و تجويد القرآن من لغتها العربية لنزلت قيمته الدينية الى الحضيض. و لو اقتصرنا على قرآة نصوص قرآنية مترجمة بانفسنا اي اذا كانت لا تقرأ علينا و لا تجود باستمرار كما نجدها اليوم لكانت دخلت طي النسيان من زمان.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل