استمرارالنقل من الغير

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 23:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

استمرار نقل الحضارة العالمية الى الجزيرة العربية
ابدعت العرب منذ الاسلام و الى يومنا هذا في مسألة النقل من الاجنبي و التبني و الاستعارة. لم يتغير شيء لحد الان و لكن لا اقصد هنا التقليل كما يعتقد البعض بقدر نقل الحقائق. تماما مثل اليوم عندما يتم بفضل بترودولارات السعودية و عرب الخليج نقل الهندسة و التقنية و العلم الغربي و الشرقي الى الجزيرة العربية و الامارات متمثلا بمشاريع ضخمة مثل نصب برج العرب او بالاحرى (برج العجم) و غيرها من المشاريع قام الاسلام بنقل الحضارات الاجنبية من الارامية و الساسانية و اليونانية و البيزنطيية باستمرار الى الجزيرة العربية ابتداء باعتبار القرآن ابراهيم (الخليل) اليهودي بـ (حنيف) و اول مسلم بما انه كان اول من آمن بوحدانية الله تم تسمية سورة باسمه في القرآن و تم الاحتفال بعيد الاضحى و الحج في مكة بمناسبة تأسيس الكعبة. كلمة (حنيف) من السريانية (حنپا) اي (وثني) بعد تحويل (الپاء) الى (الفاء) مما يدل على انها استعارة قديمة قارن (فيروز) و (فردوس) من الفارسية.

ثم ياتي القرآن ليحلف بـ (التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الامين). لاحظ هذه السورة المكية القديمة و القصيرة جدا تحلف بخمس كلمات جميعها اجنبية. فهي اولا تحلف باشجار لا تنمو في الجزيرة العربية . كلمة (التين) هي استعارة من السامية الشمالية فالتين و الزيتون تكثر في المناطق الارامية الكلاسيكية مثل سوريا و فلسطين. لربما تعود كلمة (الزيت) الى السريانية او لغة سامية اقدم لان اللاحقة (ون) في (زيتون) صعب تعقيبها الى اصلها (و الزيتون انما هو بالشام لا بتهامة و شجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن).

لاحظ العلاقة بين التين و الزيتون و جبل سيناء و سبب ورودها في القرآن مع البعض. لاحظ ايضا ان كلمة (دهن) لم تعني اكثر من الدهن بالاصل كما في الارامية. لربما تعود كلمة (بلد) الى اصل لاتيني palatium و (الطور) اي (جبل) من السريانية (طورا) و (الاطوار) اي مراحل كما في (غريب الاطوار) مشتقة من نفس الكلمة اما كلمة (سينين) فهي (السيناء) استعارة من العبرية (سيناي) اختيرت هذه الصيغة بسبب قافية النون.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل