جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 15:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
احيانا نتعجب: كيف نستطيع ان نكتب و نحن نعيش في بلد بعيد عن الحروب و الويلات و الدمار و الخراب و بعيد عن الفضائح و الفساد و السرقات؟ كيف نستطيع ان نكتب في بلد لايحدث فيه شيء مثل سويسرا و المانيا؟ عليّ ان اعترف الكتابة و البدعة صعبة و حتى التفكير صعب في هذه الدول. يجب السفر و رؤية ما يحدث في العالم حولنا لكي لا تقتصر انطباعاتنا على ما نشادهه في التلفزيون او ما نسمعه في الراديو او نقرأه في الكتب و الصحافة فقط.
و لكن الذي يعيش في سلام دائمي قاتل و لا يلتهي بمسائل كسب المال و حياته الاقتصادية مضمونة نوعما يتوفر لديه الوقت ليتأمل و يفكر و يتساءل و يبحث في عالم خاص يخلقه ليستطيع ان ينتج و يكتب.
بعيدا عن مسائل الاحداث و الخبرة و العمر يحاول كل انسان ان يخلق عالمه الخاص ليستطيع بواسطته ان يخرج من العالم الحقيقي و يدخل عالم الخيال الذي يبنيه على امنياته و رغباته و احلامه اي انه يوسع عالمه الحقيقي باحلامه و بذلك يعطينا فكرة اوسع عن شخصيته و عالمه لان الخيال هنا لا يخرج عن الحقيقة في رسم صورة كاملة. لا نستطيع التعرف على شخصية الانسان من حياته الطبيعية الواقعية دون التعرف على احلامه و خياله و رغباته. الكتابة او القراءة او اية اعمال مبدعة آخرى توفر للانسان هذه المساحة.
لذا المكان اهم كلمة في حياتي فانا لا ابحث الا عن المكان لان المكان اساس كل شيء فلو اختفى كل شيء في البيت و في المدينة و البلد و الكوكب و الكون يبقى المكان, يبحث الانسان عن مكان في بيت و مكان في قلب العائلة و الاقرباء و الاصقاء و الناس. في المكان خلوة فريدة من نوعها و فرصة للتهرب من الحقيقة و الواقع.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟