من المال العربي الى البيت الكردي

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 18:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تستعين الكردية بكلمة (مال) العربية للاشارة الى البيت كما في (مالمان) اي (بيتنا) او (مالي نازنين) بمعنى (بيت نازنين). لا تشير كلمة (مال) الى (الدار) كبناية بل الى (البيت) لانها تضم سكنة الدار و لكننا لا نعلم لماذا اتجهت الكردية الى كلمة (المال) دون غيرها. هل لان (المال) يشير الى الثروة و الملك؟ طبعا هذا لا يعني بانه لا توجد كلمة في الكردية لتلبية حاجتها لانها لديها (خان) او (خانوو) او (خاني) رغم ان جميعها تشير الى (الدار) فقط و لا تضم العائلة.

و لكن السؤال يبقى كيف وصلت العربية الى فكرة (المال) و (التملك) Have لانها تعبر عنها بـ (الكوثر) و هي تفضل حروف الجر مثل (عند) و (لدى) و (مع) و (لـ) للاشارة الى الامتلاك و للتعويض عن الافعال؟ لربما نستطيع ان نستنتج فلسفيا ان فكرة الامتلاك هي فكرة حضارية ليست بدوية او تبدأ مع الجشع و الطمع و ان في (عندي بيت) تواضع اكبر من (املك بيت) لان الانسان لا يستطيع الامتلاك الى الابد اي ليس هناك امتلاك في حياة الانسان بل اعارة و كما تقول الالمانية القميص الاخير (لباس الدفن) ليس له جيوب و هذا هو سبب تهديد القرآن رجال من نوع (ابو لهب) بالجهنم عندما بدؤوا بالتجارة و تكديس الاموال. اما اليوم فتغيرت فكرة التملك و زاد طمع الناس الف مرة على طمع ابي لهب لان همها الوحيد اصبح المال (اريد بيت و سيارة و رصيد بالبنك الخ). كيف يمكن ان نتهم ابو لهب بالطمع و نحن اسوء منه طمعا و جشعا؟

لذا علينا ان نبحث عن اصل كلمة (مال) لانها قديمة في اندماج (ما) مع حرف الجر (لـ) اي (مايعود لي) او (ما لي) و ربما صيغت كلمة (ملك) من اندماج (ما) مع (لك) اي (مايعود لك) اذا لم تكن صياغة من اسم الملك و الملائكة تماما مثل كلمة (ملكوت) التي تعتبراستعارة من السريانية او من لهجة ارامية اخرى.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل