ليس سن الرشد (البلوغ) 18 سنة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 21:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

ليس سن الرشد (البلوغ) 18 سنة
او تستطيع ان تسأل لماذا لا يفهم الانسان الشرقي الحياة؟ او كيف يفهم الانسان الشرقي الحياة؟ الجواب بسيط لانه لا يفهم ان الحياة ليست تغيرات فجائية بل تحويلات و تحولات اوعمليات او مسيرات تطور و نمو او ما تسميها الانجليزية بـProcesses لربما لان هذه الفكرة الغربية لا توجد لها مكان في قواميس اللغات الشرقية و اكثر الترجمات ركيكة ناقصة في حاجة الى وصف و شرح بكلمات كثيرة. ليس هناك شيء في الحياة لا تخضع لعملية الطبخ كما نرى في تطور جسم الانسان نفسه. لكل شيء وقته اي حتى الحب الحقيقي في حاجة الى النمو و النضج. ليست الكوارث استثناءات بل هي ايضا نتيجة عملية نمو و تطور و تقول الالمانية الحل يكمن في الوقت Kommt Zeit kommt Rat اي عندما ياتي الوقت يأتي الحل. كل سلعة تخضع لعملية صنع تتضمن خطوات كثيرة احيانا تستغرق 15 او 20 سنة او اكثر كما نرى في عملية صنع الادوية.

تتكلم الناس عن الربيع او الشتاء العربي و كانما هذه التغيرات ليست بحاجة الى عملية تطور. عاشت الشعوب الشرقية تحت دكتاتوريات لفترة طويلة نسبيا و هي اليوم في حاجة ان تتعلم ماهي الديموقراطية و ماهي فوائدها و مضارها و كيف تنمو و تنضج الديموقراطية. نعم هناك فساد و هوسة و خربطة بعد الاطاحة بالكتاتوريات كما في العراق و مصر و غيرها لكن هذه الشعوب المسكينة في حاجة الى وقت لا يمكن الحكم عليها بسرعة. وقفت الدكتاتوريات عمليات التطور و النمو و النضج و لكن الانسان لا ينضج اذا لم يتطور و ينمو. ليس سن البلوغ 18 سنة بل 30 او 40 سنة او اكثر.

نخضع للاسلام منذ اكثر من 1600 سنة فكيف نتخلص منه بثورة؟ ليست الثورات Revolutions عمليات ناضجة Evolutions بل ساذجة غبية لانها:
اولا تؤمن باحداث تغيرات جذرية في وقت قصير
ثانيا تؤمن بالاملاء كما حاول العنصري اتاتورك منع الحجاب دكتاتوريا. لا تفرض التطورات كالضرائب بل تنمو مع الزمن
ثالثا تجهل ان التغيرات لا تأتي من الاعلى الى الاسفل Top down بل من الاسفل الى الاعلى Bottom up
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل