أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - نصيحة














المزيد.....

نصيحة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" إكتشفتُ عن طريق الصُدفة ، ان إبن صديقي ، يُخالط بعض الشباب المتهورين والفاسدين ، وكنتُ واثقاً من تلك المعلومة ، فرأيتُ انه من الضروري ، إخبار صديقي ، لكي يردعه وينصحه ويتدارك الموضوع .. لكنني تفاجأتُ بِردة فِعل الصديق ، الذي إمتعَضَ وقال بأنه لايُصّدِق على الإطلاق ، ان ولده الشاب الخلوق المؤدَب ، يلعب القمار ويشرب الكحول ويُدخِن ... الخ . بل انه أي صديقي ، لم ينجح في إخفاء إستياءه من كلامي ، وأشعَرَني بأنني مُخطئ تماماً " . على أية حال ، لم أندم على صراحتي معه ، وتحذيري له من مَغَبة سلوك إبنه .. لأنني أعتبر نفسي صديقه فعلاً .
بعد أشهُرٍ قليلة .. إتصَل بي الصديق ، وأخبرني ان إبنهُ مُعتَقَل ، حيث قُبِضَ عليه مُتلبساً في سرقة أحد المحال التجارية بِمعية زمرته الفاسدة .. وإعترفَ بأنه مُشارك في وكرٍ للقمار وسبق لهم القيام بعدة سرقات اُخرى من ضمنها سرقة منزله ! . طلبَ مني صديقي ، أن أتصل بالمُحامي الذي أعرفه ، عّله يُخّفِف بعض الشئ من العقوبة المتوقعة .
المُشكلة ، أن أحدنا " يعتقد " أنهُ أحسن الناس وأكثرهم ذكاءاً وأحقهم بِنَيل الإمتيازات.. وتَجُرهُ العاطفة الخادعة ، الى الإعتقاد بأنه مركَز الكون .. وأن عائلته متفوقة على أي عائلة اُخرى .. وان أولاده وبناته ، فوق كُل الشُبهات .. بل يصل به الأمر ، فيعتقد ان أي نصيحة او إنتقاد .. هو دلالة على الحَسد ، ومحاوَلة للإنتقاص من موقعهِ الإعتباري .
والمُشكلة الاكبر .. ان الأمر لايقتصر فقط ، على العلاقات الإجتماعية العادية والبسيطة .. بل في الواقع ، ينجرُ أيضاً على نظام الحُكم والإدارة بصورةٍ عامة .. فأمثال صديقي أعلاه ، الذي أعْمَتْهُ العاطفة الساذجة ، عن رُؤية الحقيقة .. وقادهُ الحماس وجرَيان الاموال بين يديهِ ، الى نُكران إحتمال خطأ الإسلوب الذي يُدير بهِ عائلته .. الى أن إنكشفتْ الخفايا بِقسوةٍ ، آذّتْهُ ولم ينفع الندم . أمثالهُ .. على الأغلب ، هُم الذين يُديرون معظم مفاصل الحُكم عندنا .. ويستحوذون على السُلطات بأجمعها . وحتى لو كانوا يمتلكون أصلاً .. بعض الصفات الجيدة .. فأن غالبيتهم ، وبعد مُزاولة " السُلطة " لمدة .. فأنه يفقد هذه الصفات وسط خضم الإغراءات المتوالية .. ويتعود على الإمتيازات .. ويُصّدِق تدريجياً : أنه [ مُختلِف ] عن الناس العاديين .. وأن من حَقِه الحصول على مكاسب كبيرة .. وليسَ هذا فقط .. بل انه من الطبيعي ، ان يُعّين أقرباءه في المكان الذي يديره .. وينمو في خلايا مُخه ، تَصّورٌ جازم .. انهُ وعائلته وأبناءه وأقرباءه .. ليسوا مثل الآخرين .. وان هذا المنصب قد خُلِقَ له هو بالذات ! .. وأن أبناءه الحلوين ، مِثالٌ رائع للجيل الجديد ، الذي يجب ان يتحضر لإستلام المَهام في المرحلة المُقبلة .. وأن مُستشاريهِ ومُساعديهِ .. مُختارون بِدقة ، وانهم عنوانٌ للإستقامة والإخلاص والنُبل ! .
مثل هذا المسؤول .. لاتنفع معه النصيحة ، ولا الإنتقاد ولا تشخيص السلبيات .. لأنه لا يسمع إلا ما يُريد هو ان يسمعه .. فبدلاً من " دَوشة " المُنتقدين وإزعاج الناصحين .. فأنه يُفّضِل الإستماع الى المديح والثناء والنكات والتهريج ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي الراحل والجّنة
- لا وجود لأي فسادٍ في أقليم كردستان
- بين تركيا وحزب العمال .. مُلاحظات
- مُحّمَد ( ص ) يدعمُ مُظاهرات الموصل !
- كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟
- مَشهدٌ بسيط من الحِراك الفكري
- في العراق .. المياه لاتعود الى مَجاريها
- الإسلام السياسي ، مُشكلة بحاجة الى حَل
- خريجون بلا مَعرِفة
- الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !
- لا ثورة حقيقية في الموصل
- صراعٌ أقليمي على -رأس العين-
- المالكي يُهنئ خليفة بن زايد
- الطبخ على الطريقة العراقية
- التَعّود
- صراعٌ على دستور أقليم كردستان
- سوء الحَظ
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
- مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
- من وحي الثلج


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - نصيحة