أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - رأيت الجنة














المزيد.....

رأيت الجنة


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


الإهداء ..
لفردوس كلاً منا


الجائع يحلم بفردوس مليء بأسواق الخبز وموائد عامرة بتخمة الأطعمة
والعطشان يحلم بأنهار ماء عذبة لا تنضب
والشاعر يحلم بغابة من الأشجار وقمراً مستنيراً وبحراً حالم وناي حزين
واالفيلسوف يحلم بجبل من الكـتب وأرفف لمكتبة من الخشب البني العتيق
وحوارات ثرية وتأمل سرمدي
والمغني يحلم بقيثارة وبتراتيل الملائكة وبسمفونية السماء
والنحات يحلم بتماثيل من الرخام والمرمر والذهب وبقصور معتقة بالنحت
والغرائزي يحلم بفردوس من الحواس اللاهثة وبشهوة أبدية
والعالم يحلم بالتطور وبالكواكب الأخرى وبإستمرار المادة التي لا تفنى ولا تستحدث من عدم
والصوفي يحلم بفردوس روحي بلا طعام أو شراب أو غرائز ترابية

كلا منا يبكي على ليلاه
كلا منا يحلم بــليلاه
ينتظر تعويض ما
عدالة ما
جائزة ما
انتقام ما
كلا منا ينحت وجه فردوسه
ويزرع شجيراته
ويبحث عن أحبائه

كل هذا مقبول ومشروع وإنساني
غير المقبول أن تتناحر الفراديس
أن تكفر بعضها بعض
وتحارب بعضها من أجل البقاء للفردوس الأقوى
أن يتكبر فردوس على فردوس آخر
شيء مضحك
وفي بعض الأحيان مـُبكي
فالتواضع هو سمة الفردوس المجهول
فردوس لا يتخيله جائع
ولا يستهوي عطشان
ولا يجذب لــُعاب شهواني
لا يخطر على قلب إنسان
ما لم تراه عين
وما لم تسمع به آذان
مدهش ومفاجئ ومبهر ومتواضع
يفاجئ كل الحالمين به
وكل منتظريه
كل طالبي الشهادة للوصول اليه
حيث عزاء للنائحين
وسعادة للفقراء والمساكين
وعدالة للمظلومين
وأكاليل للقديسين
والحرية المطلقة من أجساد الزنازين
كلا منا يحلم بفردوسه
كلا منا ينتظر جنته

والوجه الآخر لحلمنا هو
الفردوس ينتظر من ؟
حالم أم شهواني أم ترابي أم مثالي
قاتل أم بريء
ظالم أم مظلوم
فقير أم غني
أبيض أم أسود
تقي أم مستبيح
حرفي أم روحي
متعصب أم مستنير
مـُحب أم أناني
الفرودس ينتظر من ؟

كل فردوس يجذب أصحابه
وكل هاوية تعرف من عاهدها
وكل قلب يمسك بطرف خيط فردوسه
كطائرة ورقية تسبح في سمائه

كل فردوس مخلوق على صورة الكفار الجوعى
وكل جهنم مخلوق على صورة المؤمنين الرحماء
حقيقة بشريتنا الترابية المحدودة والعاجزة والمتناقضة
حيث بعض العلم وبعض المعرفة وبعض الحب
وبعض التخيل وبعض التوحش وبعض الأحلام

صدق أو لا تصدق ..
من ادعو الزهد في الأرض
والتخلي عن الشهوات
من صاموا وصلوا لضبط غرائزهم
هم أكثر الناس شهوانية وغرائزية واستباحة في جنتهم

صدق أو لا تصدق ..
أن من ادعو الرحمة والحب والغفران في الأرض
هم أكثر الناس غلظة وسادية وانتقام في جهنمهم


وستظل الحقيقة تفوق كل ما نفتكر أو نتخيل
المسافة بين فردوسنا والفردوس المحتجب
غير الأناني .. غير المنتقم
مسافة نحاول أن نعبرها فنسـبـح
فنكتشف كل يوم عمق جديد
فتتواضع فينا الأجابة
ويتواضع فينا فردوسنا
ويكبر فينا السؤال
فنتحرر فنسبح بسرعة أعمق
فنحب فنستنير فنسبح فنتواضع
فيسقط النير الثقيل المكبل أجنحة التحليق فينا
ويصبح النير هين .. وتكن لا مشيئتنا النرجسية السرابية
بل مشيئته .. مشيئة الحب
فنتحرر ونحب ونعدل ونتواضع ونحلق من جديد



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كانت تايتانك
- الإملائي
- مرايا التنبؤ
- كمال اللعوب !!
- الطرف الثالث
- متلبس بصندوقك الأسود
- أفيون الوحشة
- هرطقة اللامنتمي
- جمهورية العرائس العربية
- الله يسكن في التفاصيل
- ما أجمل الفقراء !!
- ما أجمل العداء !!
- قد جدف .. لأنه قد أحب
- ما أجمل الغرق !!
- عصا الحُب السحرية
- حواريي السر المُحرف
- كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
- مومياوات تحارب ثوار
- كل لعنة تنحت صاحبها
- لماذا ينتصر الظلام ؟


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - رأيت الجنة