أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطورُ التحديثِ في السعودية (2)














المزيد.....

تطورُ التحديثِ في السعودية (2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 11:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يركز الباحثُ مشاري عبدالرحمن النعيم في دَور الفكر الديني المحافظ في عرقلةِ التطور باعتبارهِ العقبةَ الكبرى فيقول:
«لم تزل المؤسسة الدينية التقليدية خلال معظم العقود المنصرمة تتصدر مجتمعها. ساد الخطاب الديني التقليدي المحافظ الثقافة العامة ورسمَ أطرا صارمة للنقاش العام والخيارات المجتمعية»، ص 72، «لقد أحكمت المؤسسةُ الدينية التقليدية قبضتها على الخطاب الديني في معظم مؤسسات التنشئة» ص .73
والباحث يعيدُ ذلك إلى أن «أزمة الخطاب الديني التقليدي السائد في مناهج التعليم مرتبطة بأزمة الفكر السياسي الإسلامي فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان»، ص.77
إن إعادة الباحث مشكلات التطور السياسي الاجتماعي إلى الفكرِ المجرد يعوقهُ عن تحليل المشكلة، فالسلطةُ التحديثية المحافظة المتداخلة حسب التكوين المشار اليه سابقا، بين القوى التقليدية والفئات المالية العليا، تجد نفسها منساقة للتطور الحديث ومواكبة الغرب ولكن قواعدَها الاقتصادية لا تساعدُ على تعميق هذا المسار، فالسكانُ أغلبُهم يعيشُ في بُنى اقتصادية تقليدية أو في مؤسسات الدولة، والقليل يعيش في الاقتصاد الحديث عبر المؤسسات الحرة التجارية والانتاجية المختلفة، وتتوجه أغلبيةُ الفوائضِ للطبقة العليا والفئات المتوسطة وللاستثمارات الخارجية وللعمالة الأجنبية في البلد.
وهذا الواقع يجعل أغلبيةَ السكان مستمرين في الثقافة الدينية السائدة، فالحداثةُ تتطلب أن يكونوا هم من يصنعها في المتجر والمصنع والمختبر، ولكن إذا كانت مؤسساتُ الدولة متضخمةً بالموظفين، وأغلبية النساء لا يعملن أعمالا خارج المنزل، وأغلبية المنتجين من الأجانب، فتغدو هنا المناهجُ المدرسية تراثيةً ونصوصيةً ونظرية، والقليل منها في التقنيات الحديثة والدراسات العليا. ولهذا تكون المحافظةُ سائدةً والتجديد نادرا.
إن مشكلةَ سيادةِ الثقافة الدينية العبادية والنصوصية والشكلية تعودُ لجذور المجتمع الذي تكونت فيه، وهو المجتمعُ الرعوي الزراعي، ولهذا كلما تبدلتْ أسسُ هذا المجتمع، ولم تتحول الوزاراتُ للرعي المكتبي، وانتشرت تكويناتُ الصناعاتِ الصغيرة والمتوسطة والكبرى ذات التوظيفات الشعبيةِ الواسعة، بمالكيها ومنتجيها، ولم تسُدْ فيها العمالةُ الأجنبية فيتم استئجار كل شيء من الخارج والجاهز، يمكن وضع أسس للعقلانية الإسلامية والإنسانية.
إنه حتى الفِرق الدينية القديمة غرقتْ في النصوصية والأحكام الجاهزة من العهود المؤسِّسة، ولم تطورْ أدوات وعيها وقراءتها، وإذا كانت الحداثةُ الحاكمةُ العربية الأموية والعباسية قد جعلت نفسَها في بؤرة المجتمع، وجعلتْ من الفقه القوةَ التالية، فإن هذا كان يعتمد على مدى نشر التحديث الاقتصادي في المدن، عبر المؤسسات الاقتصادية، لكن كان الخراجُ الزراعي محدودا ومتآكلا في البذخ، فيما الخراجُ النفطي الراهنُ يتوجه للرفاه ولتضخم المؤسسات وللتوظيفات المالية العقارية وللتوظيفاتِ المالية الخارجية، أو حتى للإنفاق الترفيهي لدى الرجال خاصة، فلا تعود أغلبيةُ الفوائض للقواعد الاقتصادية المُنتجة، وكلما تباعدَ وصولُ الفوائضِ الى القواعد المنتجةِ المحلية، ويظهرُ ذلك في عدم دعم أرباب العمل والعمال الوطنيين، عاد الخطابُ الفقهي المحافظ الشكلاني للعصر العباسي إلى الحياة الراهنة في القرن الحادي والعشرين، فالخطابُ الفقهي القديم السائد تعبيرٌ عن عدم زوال الهياكل الاقتصادية الاجتماعية القديمة في الحياة المادية وقوتها وآثارها في الحياة الروحية. ولا بأس هنا من التغيير على الصعيدين المادي الاقتصادي وعلى الصعيد الثقافي.
هو خطابٌ فقهي شكلاني لأن صانعيه هم جزءٌ من البيروقراطيةِ الحكومية والجماعات التقليدية، وحين تتغير القواعدُ الماديةُ الاجتماعية الثقافية لحياة شيوخ الدين وأسرهم وعالمهم الاجتماعي الواسع لابد أن ينعكس ذلك على قراءاتِهم، واستثمارهم للعلوم الاجتماعية الحديثة في فهمِ الإسلام وقراءة أحكامهِ في ضوء العصر وحاجات تطور المسلمين الى التقدم.
ولهذا فإن نمو قوى التحديث المالية والاقتصادية والسياسية الكبيرة وتعاونها مع الشرائح الوطنية الواسعة عبر برنامج حقيقي واسع لتطور المؤسسات الانتاجية والثقافية الوطنية سيضعان القواعدَ لتطور أعمق فيما يلي من سنوات وعقود.
لكن الأمور لا تعتمد فقط على التكوين الموضوعي بل على النشاطين الفكري والسياسي الداعمين لمثل هذا التطور، وهو الأمر المقرب للحداثة وتنامي فهم الجذور الدينية بأشكال عقلانية تحديثية.
إنهاض السكان رجالا ونساء، ودعم المناطق كافة بالمشروعات الملائمة، يخففان من المركزيات المدنية والتضخم السكاني فيها الذي يغدو في بعض الأحيان مشكلات وليس عنوانا للازدهار.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطورُ التحديثِ في السعودية (2)