أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة














المزيد.....

السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عدم حل مشكلات المجتمع، وتصعيد المعارضة الجوفاء الفوضوية، والصرف عليها من خلال قنوات لا أحد يعلم بها ويقبض عليها، وتخريب تطور الشعوب العربية، صارت ملاحظة في أكثر من بلد عربي مشرقي خاصة، وها هي الكويت البلد الشقيق يفترسُها المرض نفسُه.
وتبدأ القصةُ بالإصلاح ورفض هيمنةِ طرفٍ على السلطة ومواعدة (الجماهير) على تغيير حياتها الاقتصادية والمعيشية والعمل ضد الفساد، وهي كلها لافتاتٌ مشرقةٌ تخلبُ ألبابَ البسطاء الذين لم يتعودوا هذه الجمل النارية تتفجرُ بينهم وتدفعهم الى الحراك في الطريق الذي يخطهُ هؤلاء الطائفيون السياسيون الرجعيون.
أناسٌ أهدافُهم هي السير بالبلدان العربية للوراء، وفرض حكم الكهنوت عليها، لكنهم يخدعون الناس ببعض الألفاظ الثورية الزائفة، وأنهم سوف يحققون الاصلاحات بل التحولات الكبيرة في المجتمعات، ولكن الأمر غير ذلك على الصعيد العملي وفي التطبيق السياسي، وكمثال على ذلك شطحاتهم في البرلمان الكويتي وإرادتهم لفرضِ عقوباتٍ غيرِ مسبوقة في جوانب لا تحتاج إلى مثل هاتين المغالاة والتجارة في الدين.
وفي الكويت اسهمت الأجواءُ العربية السياسية خلال العام الماضي في تصعيد مثل هذه التيارات لنقل الكويت من حالةٍ ديمقراطيةٍ متدرجة إلى تخبط سياسي مجهول، ومن وضع اقتصادي اجتماعي معقول إلى فوضى.
ومن نقد مقبول للفساد إلى فتح صراع سياسي مفتوح مجهول وغير مقبول.
هناك اتهاماتٌ بمؤامرة من الإخوان المسلمين بتشكيل دول متقاربة يسيطر عليها مرشد الإخوان، وهذه الشائعات لم تُثبتْ بأدلةٍ قاطعة، والحال أن وعي الشعوب العربية ذات التوجهات المذهبية السنية متقارب وأن دور هذه التوجهات السياسية طويل ومؤثر، ومن الممكن أن تحدث مؤامرات وأشكال من التعاون الذي تفرزهُ ظروفُ التقارب الموضوعية، ولكن عمليات الأزمات السياسية لها جذورها المحلية ومشكلاتها الوطنية، ولا تستطيع قوةٌ سياسيةٌ خارجية خاصة أن تلوي ذراعَ دولة أو تحرك سكان بلد بمجمله. هناك ظروفٌ موضوعية وذاتية جعلت العديد من الدول العربية قاصرة عن الارتفاع الى مستوى التحولات الديمقراطية المتصاعدة بسرعة في العالم أجمع، لكن ذلك يحتاج الى تطور متدرج وحل لمشكلات الناس وإشراكهم في العمليات الديمقراطية، لا أن نجد قوى سياسية بلا برامج محددة خاصة في الشأن السياسي الاقتصادي، بل لديها عدة شعارات حادة وتتغير هذه الشعارات الحادة كل بضعة شهور، ومع هذا تقومُ بتحريض الناس ودفعهم الى أعمالِ الاحتجاجات الفوضوية وهي لديها مجالس منتخبة وبلديات وتستطيع أن تغير من خلالها.
عدم قدرتهم على تغيير الأوضاع دليل عدم وجود برامج دقيقة لديهم لفهم الاقتصاد والأجور والأسعار والدخول المختلفة وكيفية حل مشكلاتها، لأن أغلب هؤلاء بلا علوم وأناس بسطاء جعلوا من الحماسة بضاعتهم السياسية الوحيدة.
الكويت جرى فيها السيناريو نفسه، حين قامت القوى الطائفية المحافظة وجماعات أخرى ليبرالية بتعطيل دور المجلس التشريعي المنتخب وعدم استثماره لبناء التحولات الاقتصادية والسياسية التي يريدونها.
الحجة الزائفة التي يكررونها هي ضعف السلطة التشريعية أو عدم قيامها بقفزات نوعية وهم لم يستمروا في العمل البرلماني سوى بضعة اشهر.
العينات نفسها من البرجوازيات الصغيرة الفوضوية والمغامرة التي استولت على التنظيمات اليمينية و(اليسارية) وخربتَها وصعّدتْ المعارك في الشوارع وزادت الناسَ مشكلات واضطرابات.
وخاصة أن المشرق العربي الإسلامي محاصر وممزق ومخترق بالهيمنةِ الإيرانية وبالمال السياسي النفطي المحافظ المغامر، وكلا الجانبين يلعب معا لعبة لهدم الدول العربية بدعوى الإصلاح والثورة، في حين أن دول شمال افريقيا موحّدة بشكلٍ أكبر وبعيدة عن حصان طروادة الإيراني.
لماذا لا يتركون الشعوبَ تقرر مصيرَها وتنتخب برلماناتها وتعمل بهدوء وعقلانية لإصلاح أمورها؟ وكم من سنواتٍ مرت تسود فيها الجعجعة السياسية نفسها وهم أناس لا يملكون تصورات عملية لتطوير الأوضاع الاقتصادية وليست لديهم خبرة سياسية في إدارة أي مؤسسة ويريدون السيطرة على دول!
وها هم يتغلغلون في الكويت ليحدثوا سيناريو الفوضى نفسه ورفض البرلمان ومقاطعته وتفجير الشوارع بدلا من المشاركة والتغيير من الداخل وتصعيد التطور بعقلانية وبتطور علمي لهذه التيارات الثرثارة عادة وبمقاومة كل مظاهر الفساد وتبذير المال العام.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي
- من أسبابِ الحروبِ الأهلية
- الأيديولوجيا والتكنولوجيا
- الطبقة الضائعة المنتجة
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة