أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأيديولوجيا والتكنولوجيا














المزيد.....

الأيديولوجيا والتكنولوجيا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأتُ في الفترة الأخيرة مقالات للباحث المصري مراد وهبة في جريدة الأهرام فدهشتُ ان الرجل لايزال يكتب في الصحافة، وهو أكاديمي متخصص ويبلغ من العمر ثمانية وثمانين عاما، وقد كانت بدايات كتاباته التي رأيتُها في مجلة (الطليعة) المصرية أيام الناصرية حيث كان يكتب كتابات مكثفة كلها أسئلة مختصرة غامضة، بحيث انك من الصعب أن تلم بفكره، ولهذا طُرد من الجامعة حيث انه يقلق الطلبة بأسئلته كما قال مدير الجامعة.
(ومراد وهبة بروفيسور وأستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس وعضو في مجموعة من الأكاديميات والمنظمات الدولية المرموقة كما أنه المؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير عام 1994م)، موسوعة ويكيبيديا.
له بضعة كتب يتوجهُ بعضها لقراءة برغسون الفيلسوف الفرنسي الروحاني، أو لدراسة قضايا تجريدية كفكرة العقيدة المهيمنة على كل شيء.
وهو يكتب في الأهرام الآن ليعدد أحداث التاريخ المهمة من وجهة نظره وببساطة شديدة.
ومن أحداث التاريخ المهمة التي يرويها انعقاد مؤتمرٍ فلسفي في فارنا ببلغاريا قبل عقود، يتناولُ العلاقةَ بين الأيديولوجيا والتكنولوجيا، وقد لفت نظره في هذا المؤتمر (التاريخي) هجومٌ من قبل أحد الباحثين على ماركس وكونه سياسيا وليس صاحب فلسفة، فيما دافع باحث بلغاري عنه بوصفه منتج رؤية غيرت التاريخ.
والعلاقة بين الجانبين الفكري والتقني حسب رأي مراد وهبة، انها تكشف عن خاصية أساسية لدى الانسان وهي التزامه بضرورة تغيير الواقع إلى الأفضل، (والمفارقة هنا أن الواقع عندما يتغير فانه يتجاوز الايديولوجيا التي صنعته، الأمر الذي يلزم الايديولوجيا بأن تصبح مطلقة حتى تمنع الواقع المتغير من مجاوزتها، والخروج من هذا المأزق يستلزم نسف الايديولوجيا التي أصبحت مطلقة والبحث عن ايديولوجيا جديدة) من مقالته في الأهرام.
مراد وهبة يعبرُ دائما عن ضرورة تجاوز الشموليات الدينية والسياسية ويتمحور فكره على الليبرالية، ويعتبر الصراع بين الليبرالية التحررية والأصولية الدينية هو جوهر الصراع السياسي في مصر، وإذا انتصرت الأصولية انتهى التحديث فيها كليا.
إنه يخلقُ تناقضاتٍ مطلقة بين التيارات الفكرية ويعلقها في فضاءٍ مجرد، ولا يدرس البُنى الاجتماعية التي أسست هذه التيارات المتضادة.
(يمكن القول ان ثمة توترا بين الفلسفة والعلم من جهة، والدين من جهة أخرى، أو بالأدق علم العقيدة، وهذا التوتر مردود إلى أن علم العقيدة يزعم امتلاك الحقيقة المطلقة، ومن ثم فإن نقده يستلزم تكفير الناقد، ويلزم من ذلك أن مقولة التكفير كامنة في علم العقيدة، وليس في الإمكان إزالة هذا التوتر إلا بإزالة مقولة التكفير، وليس في الإمكان إزالة مقولة التكفير إلا بإزالة علم العقيدة)، من كتابهِ مُلاك الحقيقةِ المطلقة.
ولكن ليس بالضرورة أن ينشأ هذا الالغاء المتبادل، أو التناقض الكلي، في عالم التعددية، فهذا ينطبق فقط على العقائد الشمولية.
فالاشتراكية الديمقراطية هي كذلك بين فلسفة خلاقة وايديولوجيا محنطة، فهي فلسفةٌ حينما تكون حرة، وتغدو أدلجة سياسية مختنقة في التنظيمات والأنظمة الشمولية. هي طورت الفكرَ قبل الاتحاد السوفيتي وغيره، والآن تطور الفكرَ بعد ذهابه.
وهكذا هي الأديان والمذاهب والتيارات في الأنظمة الشمولية تجمدت وهي قابلة للحياة مع فك أسرها.
ومن هنا فإن الصراعَ في مصر وغيرها من الدول العربية هو بين التيارات الشمولية وبين التيارات الديمقراطية، بين قوى لديها برامجها النصوصية المُسبقة الخانقة للحريات وبين قوى مغايرة لذلك، وعلى مقاربة التيارات لحاجاتِ الأغلبيات الشعبية وتعبيرها عنها بشكلٍ مستمر ديمقراطي، قابلٍ للنقض والنقد والتجاوز، تتكونُ بأشكالٍ فكرية جديدة قابلة للحياة، ولهذا فإن كل قوى الحاضر السياسية في الأديان والمذاهب والتيارات والسلطات بحاجة الى الديمقراطية لكي تكتشفَ نفسَها مع الجماهير عبر صندوق الاقتراع، وحيث تتجه القوى الطليعية الى تغيير قوى الانتاج البشرية والمادية وليس فقط التكنولوجيا وهو تعبيرٌ تجريدي آخر، يغيبُ البناءَ الاجتماعي، فالجمهورُ يحدد القوى التي تحكم وتكون قيادات الانتاج والسلطات، عبر هذا الجدل مع التيارات الفكرية ومدى قدراتها على فهم حاجاته وفهم قوى الانتاج وضروراتها وشبكاتها العلمية.
الصراع في مؤتمر فارنا الذي علقَ عليه مراد وهبة هو شكلٌ للصراع بين القوى البيروقراطية الرأسمالية في الشرق وقوى التحررية الرأسمالية الغربية المكتسحة لأسواق العالم، في عالم الحرب الباردة حيث تؤدلج تلك الصراعات الاجتماعية بشكلٍ فكري مجرد وتُلغى فلسفة الاشتراكية من جهة وتؤبد بشكلها الاستبدادي من جهةٍ أخرى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الضائعة المنتجة
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟


المزيد.....




- شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ ...
- الناشطة الحقوقية نصيرة ديتور لفرانس24: -لن أسكت وسأواصل النض ...
- نتنياهو: إسرائيل تعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله لكنها لا ...
- الإفراج عن حميدان التركي بعد 19 عاما قضاها في السجن بالولايا ...
- الجزائر ترد على رسالة لماكرون طالب فيها بمزيد من -الحزم- تجا ...
- علي صالح عبدي.. لحظة إنقاذ الطفل السوري من بئر عميق في ريف ا ...
- صفقة جديدة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ 35 مليار دولار ...
- الولايات المتحدة تبدأ فرض التعرفات الجديدة على منتجات عشرات ...
- خمسة قتلى وعشرة جرحى بغارة إسرائيلية على شرق لبنان (وزارة ال ...
- شاهد.. متجر لبيع الروبوتات في الصين بينها واحد يشبه آينشتاين ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأيديولوجيا والتكنولوجيا