أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التوحيدُ والتطورُ السياسي














المزيد.....

التوحيدُ والتطورُ السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كتابهِ المعنون بـ (الفكر السياسي الوهابي: قراءةٌ تحليلية) الصادر من دار الشورى للدراسات والإعلام، يقدم لنا الباحث أحمد الكاتب قراءةً مهمةً في تطور الوعي الديني السياسي في شبه الجزيرة العربية. وخص بالدرس الإمام محمد بن عبدالوهاب مؤسس الدعوة الوهابية.
وقد نشأت الوهابية كإمتدادٍ للحنبلية وآراء ابنِ تيمية في واقع صحراوي مختلفٍ عن الشمال العربي الأقرب للزراعة والتحضر المدني.
لقد غابتْ الموازينُ التحديثية الشعبية الصارمة التي نشأت في بداية الإسلام بعد تغلب أسر الأشراف على الحكم، فقد غدت القوةُ أكثر فأكثر هي مصدرُ السلطان. وعبرت الأفكارُ الفقهية السياسية عن التطور السياسي المعقد للأممِ الإسلامية، ففكرةُ الشورى الأولى المعبرةِ عن ديمقراطيةٍ شفافة كلية للمسلمين، انقسمتْ إلى فكرةِ الشورى العامةِ غيرِ المحددة القسماتِ الديمقراطية لدى السنة، وفكرة الوصية لدى الشيعة.
وكان هذا بدءُ انسياب للوعي السياسي الإسلامي تجاه الهيمنات القومية المتوارية في الحياة الاجتماعية، إلا أن الشورى لم تعدْ قائمةً عملياً، والوصيةُ لدى الشيعة دخلتْ مرحلةَ الانقطاع، فالمتغلبون الاجتماعيون فرضوا أنفسهم على الجميع بشكلٍ متدرجٍ عبر القرون الأخيرة.
وذلك كان من نتاجِ صعودِ المترحلين البدو العسكريين بطبيعةِ وجودهم ومعاشهم، من التركِ والأفغان شرقاً حتى البربر غرباً.
لهذا كانت أفكارُ الشورى وجماعات أهلِ الحل والعقد، وهي النخبُ المتنورة المتفتحة المثقفة والاجتماعية المؤثرة، قد أُزيحتْ جانباً في هذا التدفق البدوي الواسع، الذي كان بعضُهُ همجياً كفعلِ الهلاليين وهم خرجوا من الجزيرة العربية واكتسحوا جنوبَ وشمالَ أفريقيا كإعصار، وبعضه حضارياً كالأيوبيين.
إن المتغلبين فرضوا أنفسَهم على الحواضر الإسلامية، وهذا أخذ يؤثر على طبيعة الحكم والشروط الإسلامية التي فُرضتْ في البداية المؤسِّسة، فضَعُفتْ شروطُ السنةِ في صفات الحاكم وفي طبيعة الشورى المُلزمة، فجاءتْ الحنبليةُ في خاتمة المطاف بالموافقة على أي حاكم خوفاً من الفتنة والحروب.
ولهذ قال الإمامُ أحمد بن حنبل:(إن من غلبهم صار خليفةً وسُمي أميرُ المؤمنين، ولا يحل لأحدٍ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أن يبيتَ ولا يراه أماماً عليه، براً كان أو فاجراً، فهو أميرُ المؤمنين)، وقد ذكرَ هذا الاستشهاد مؤلفُ الكتابِ: أحمد الكاتب.
كانتْ الحنبليةُ تعبيراً عن هذه البدوية العسكرية التي تغلغلتْ وفرضتْ نفسَها على أهم مدينةٍ عربية وهي بغداد، وتحالفتْ مع البدويات العسكرية الزاحفة على عاصمة الخلافة كالترك والديلم وغيرهم، فنشأت شروطٌ جديدةٌ للخلافة، وقد غاب هنا شرطُ العروبة من الإمام، وكانت العروبةُ في قريش وحدها وهي من الشروط المُلزمة للحاكم لدى بعض الاجتهادات الفقهية رغم أن بعضَ كبار الصحابة لم يعتد بها ما دام الحاكمُ المسلم عادلاً، وكان ذلك تعبيرٌ عن تدهور مكانة العرب وعن مساواة الأقوام البدوية المسلمة عامة أيضاً، لكن القوة تفرضُ نفسها.
ومن هنا فابنُ تيمية يركزُ على شروط القوة والعدالة في الحاكم، ولكن إذا لم تكن معه الصفة الثانية فلا يجب أن يمسَّ الشريعةَ فهي الأساس الذي اعتمده مع القوة.
وبهذا فإن أي شخص في الأقسام الاجتماعية لديه قوة سكانية صار بإمكانه الوصول للحكم، وبقدر ما كانت هذه الفكرة ديمقراطية شكلاً فهي شمولية بحدة وخطرة سياسياً واجتماعياً، بعد غياب الشورى وتطورها لأنظمة برلمانية انتخابية.
ويعبرُ ابنُ تيمية هنا عن هذه البدوية الإسلامية وقد وصلتْ لمستوى الفلسفة والنظر الفكري المجرد، وعبرَ عن مساهمةِ المثقف في الشمال العربي السوري خاصةً مع العرب البدو الجنوبيين، الذين تصاعد دورهم الاجتماعي السياسي، للرد على الاقتحامات الفارسية شرقاً والاقتحامات الصليبية غرباً، حسب وعي هذه (القوميات) والمجموعات المتصادمة وقتذاك.
والمنظرُ هنا هو ابنُ زمنهِ وجماهيره، وقضايا عصره الملحة، وتأتي إسهاماتُهُ خاصةً عبر المدرسة الحنبلية التي انبثق منها، لكنها تقومُ بدورها في لحظتها في تحريك الوضع الاجتماعي بأدواتِ زمنه.
وقد كان هجومُ ابنِ تيمية على العناصر العقلية في الفلسفات الإسلامية عبر إبطال دور التأويل العقلي كما لدى الأشاعرة وهم من السنة المحافظين، تعبيراً عن هيمنةِ النص الحَرفية ورفض الاجتهاد، وهي العناصرُ الفقهيةُ والفكرية التي غدت مهيمنةً لدى المثقفين السنة في جنوب العراق حيث كان الإمام محمدُ بن عبدالوهاب يدرسُ ويتأثر وينقل ذلك إلى نجد وشمال الجزيرة العربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - التوحيدُ والتطورُ السياسي