أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سذاجةٌ سياسيةٌ














المزيد.....

سذاجةٌ سياسيةٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تدهورَ الوعيُ النقدي التحليلي الموضوعي، فصاروا سياسيين سُذجاً.
يغدو الشرقُ مثل الغرب، واليسار مثل اليمين، والوطنيةُ مثل الطائفية.
ليبراليٌّ لا تمتدلا ليبراليتهُ لتحليلِ الرأسمالية الحكومية التي تمنعُ تطورَ ليبراليته الشاحبةَ الشعارية إلى وعي ديمقراطي متغلغلٍ في البناء الاجتماعي السياسي، فهي ليبراليةُ المنافع الخاصةِ المحدودة المدفوعة الثمن.
الديني لا يعرفُ الإسلامَ وجذوره وفرقه وثقافته ويوجه الأوامرَ السياسية إلى (الشعب).
الماركسي لايزال يحفظ المعلبات الروسية وقد اهترأت ولم يُعدْ النظرَ في دراساته وتعليبه.
المنهجُ اللاجدلي سائدٌ؛ مع النظام ضد المعارضة، مع المعارضة ضد النظام، مع الإصلاحات والسكوت عن كشوف المال العام المخرومة، مع الديمقراطية والعنف، مع الديمقراطية وهيمنات الأقليات السياسية الاجتماعية، مع النيران المشتعلة ومع تطوير البلد، مع الأغلبية والأقلية أيهما يدفع، مع التهييج والتخريب والإصلاح أيهم يرفع.
في هذا الاهتراءِ السياسي الشعاري يكمن انهيارُ عمليات الوعي خلال عقود، الكُتاب الذين شاخوا صاروا مثل الكتاب الشباب، ليس ثمة مقاييس، وليس ثمة تراكمٌ للوعي الوطني، فالاهتمامُ بالسياسة اليومية وتحريكها في ظل مناخات نفعية، صراعية، على مستوياتٍ عدة متناقضة، تدفع بالقادرين إلى استغلال أي مادة وتوظيفها في الدعايات.
تحول الكاتب إلى دعائي، والقادرون يريدون الدعاية لا البحث عن الحقيقة ومعرفة المشكلات وتغييرها فهم أسرى لوضعهم المعقد.
الكتاب والمفكرون والأدباء والفنانون أُحبطوا على مدى عقود وتآكلت كتاباتُهم وأعمالهم بسبب الرقابات والحصارات والمشكلات المادية، ولهذا فإن أي قامات قصيرة متقزمة تستطيع أن تصارعهم وتحصل على الأضواء ويشار إليها بالبنان الملون.
هم أيضاً كانوا يتآكلون فكرياً إبداعياً، والإبداع يريد حواراً دائماً مع الواقع، مثل هذه الظروف تدفع إلى اختلاط المقاييس وضياعها، وحين تتحول هذه إلى ميدان السياسة تغدو كوارثَ، فالشباب المسيطر على التيارات السياسية هو من هذه التُربِ المدمَّرةِ معرفياً، المؤدلجةِ الشعارية المتعصبة، وشيوخُ التياراتِ والمعتقون فيها هم كذلك تآكلتْ أدواتُهم التحليليةُ المعتمدة على الشعارات بالصور السابقة؛ مع الشرق ضد الغرب، مع الاشتراكية ضد الرأسمالية، مع الإسلام ضد الكفر، وهذه العقلية لا تستطيع أن تواجه وضعاً معقداً مركباً، صار أكثر وعورة من التاريخ السابق، لأنه غدا متطوراً أكثر، يتطلب معرفةً واسعة، ومجموعة من العلوم مواكبة، ولكن الشباب تركوا الدراسةَ وضعُفتْ علاقاتُهم بالمعرفة وغدت الجريدةُ الصديقة هي التي تضخُ في عقلهم الشعارات والموادَّ الصغيرة المهيّجة، والأخبارَ الفاعلة في الاصطدامات الطائفية الاجتماعية.
عقلية القداسة السطحية الانفعالية هي ذاتُ مصدرِ وحيٍّ واحد؛ إما وإما، مع أو ضد، فالحقيقةُ تأتي من جماعتنا، ونحن مرابطون ومتخندقون ولا نسمعُ ما يقولهُ الخصوم.
ويسهل في هذا المناخ المسموم تحرك أي قوى انتهازية، والاصطياد، وتحول البعض لكتابٍ فجأة، وسياسيين بارزين للمعارضة وهم من أقصى اليمين المتصيد، أو يتحول اليساري المؤيد لجيفارا وحرب العصابات إلى ليبرالي وحصالة.
مشروعاتٌ حزبيةٌ وسياسية ثقافية وفكرية لم تكتمل، تشعرتْ ثم خَوتْ، ثم تراقصتْ على الحبال.
الأرضيةُ المحفورةُ بهذ الشكل يغيبُ عنها التراكمُ الاجتماعي الديمقراطي، فصراعُ الطوائف يعرقلُ تنامي البناءَ الاجتماعي صوب صراع الطبقات الديمقراطي المتصاعد نحو المزيد من التقدم، ولهذا فإن تيارات العمل السياسي لم يقدها مناضلون ناضجون، بعيدو النظر، أدركوا الفروقَ بين صراع الطوائف وصراع الطبقات، ولكيفيةِ البناءِ التراكمي الديمقراطي، وخلقِ الوحدةِ المؤدية للتنوع، لهذا تكون قراراتُهم الساذجة مدمرةً، وفجأة يُسكب الدمُ وتنهارُ مؤسساتٌ وتتفاقم حربٌ أهلية.
يحدثُ غيابٌ للتحليل المَوضعي للمشكلة المحورية، فلا تُفهم ما هي المشكلة المحورية، بل تتعدد مواقعها نظراً لمنهج السذاجة، ولتصادم عقليات السذاجات، لكون البناء الاقتصادي الاجتماعي غير مفهوم، وسيرورته غير مُدَّركة، وتحديد حل التناقض يضيع.
الرأسمالياتُ الحكوميةُ مسارُها الموضوعي إلى الرأسماليات الحرة بمخاطرها الجمة، وهذا يجري في موازين قوى كل دولةٍ بأشكالٍ مختلفة، وتفكيكُ الصلاتِ بين المال العام والمال الخاص هو بؤرةُ الموقف لكل مجتمع، وكل تيار له رؤية لهذا التطور، حين تنضج أدواته الفكرية السياسية، ويراكمُ المعرفةَ من تجارب القرن العشرين الخائبةِ الكثيرة والناجحةِ النادرة، ولهذا فإن هذا النظر يتحول من السذاجة المفتوحة على الانتهازيات المختلفة، إلى السير الموضوعي الوطني المتعاون من خلال أطراف عدة ذات مصالح مختلفة ومتوحِّدة لتجاوز مشكلات محورية تمثل عقبات التطور. تجاوز السذاجة ومخاطرها بالدرس العميق والعمل التعاوني.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سذاجةٌ سياسيةٌ