أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأجهزة والتجارة














المزيد.....

الأجهزة والتجارة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين لم تقدرْ التجارةُ أن تتطور بشكل واسع ظهرت ملكياتُ الدولِ الحكومية الرأسمالية.
نمو التجارة كان مستمرا حتى في زمن الاستعمار لم تكن ثمة حواجز سياسية واقتصادية تحول دون تفجرِ التجارة بكلِ ينابيع الصناعة والنمو الاقتصادي المتعدد الألوان.
لكن عهود الاستقلال وبرامج الأنظمة والحركات التسريعية السياسية الاقتصادية خلقتْ الإدارات البيروقراطيةَ التي أفادتْ التطورَ على المدى القريب وأضرت به على المدى البعيد.
في كل دول الشرق يُلاحظ هذا النمو السريع في الأزمنة الليبرالية والوطنية الأولى، ثم تجيءُ عهودُ الاضطرابات لاحقا.
رغم أن هذه الفترات اللاحقة تتواكب مع حصول ثروات أكبر واكتشاف ينابيع إنتاج جديدة.
يُلاحظُ انفصال الإدارات عن التنمية الحقيقية وتصاعد البذخ الإداري، بضخامةِ الوزاراتِ والأجهزة بحيث ان الميزانيات تغدو صرفا على الحكومات أكثر من صرف الحكومات على التنمية.
وبدل أن تكون التجارة رديفا للتنمية تتحول إلى أن تكون عنوانا عريضا على الترف والإخلال بالموارد، فالموادُ الأوليةُ التي لا تمتلكُ هذه البلدان غيرها، تغدو في مقابل استيراد السلع الاستهلاكية، التي تكونُ في البدايات هي السلع الضرورية بشكلٍ غالب.
السلعُ تزدادُ كما وتغدو مختلفةَ النوعيةِ بأشكال متزايدة، وتغدو سلعا معمرة مرتفعةَ الأثمان، وتتضخم هذه السلع بأشكالٍ مفرطة، ومع ذلك فإن التناقضات الاجتماعية تزدادُ بين الطبقات الغنية والفقيرة.
ومع ازدياد استيراد السلع الثمينة فإن مصادر الانتاج الأساسية التقليدية تتدهور، لكون هذه المصادر لم تعد قادرة على منافسة السلع الأجنبية، أو لأنها تتدهور بسبب تضخم الاستهلاك، ونضوب الثروات الطبيعية من مياه عذبة وغابات ومواد أولية.
الأشكالُ الأساسيةُ من الإنتاج الوطني في البلدان النامية تتدهور حسب هيمنات الرأسماليات الحكومية، وهي الشكلُ البيروقراطي الفوقي لإدارة التنميات، أي التنميات المؤدية الى الأزمات المالية والاقتصادية والانتاجية المختلفة.
وكلما كانت الإداراتُ المركزية واسعة ومكلفة وشمولية عجلت بهذا التدهور.
والاضطرابات السياسية تعقب عمليات التدهور في البيئات الانتاجية القديمة، وخلال ازدهار عمليات الاستيراد الضخمة للسلع المعمرة الثمينة، ولا تجد المدن القديمة إمكانيات التطور الاقتصادي الناجح، وإبدال العمارة وأشكال المساكن، وتتعقد العملياتُ الاقتصادية مع نزوحِ العمالة الريفية أو استقدام عمالة أجنبية، فتحدث مظاهر لاضطرابات متعددة متفاعلة.
كانت عمليات التنميات وما قيل انها(ثورات اقتصادية) في بعض البلدان حيث تتضخم عمليات استيراد الأجهزة والمصانع والسيارات المصنعة محليا، وتُشادُ معامل المواد الأولية، وما يحدثه ذلك من فيض مالي وحراك عمالي واقتصادي، فتبدو هذه المظاهر كلها كما لو أنها انفجارات اقتصادية كبيرة.
لكن ضخامة استيراد السلع الباذخة وتدهور إنتاج السلع الضرورية، كلها علاماتٌ لمرضٍ عميق، وكون هيمنة الإدارات البيروقراطية على الثروات، وسوء توزيعها، ثم تدهور حتمي لمراكز الانتاج الوطنية التقليدية وحصار القطاعات الاقتصادية الوسطى والصغيرة، ونزول لخط الاستهلاك الذي كان صاعدا متألقا، هي كلها مظاهرٌ لبُنى مأزومة بالمنحى البيروقراطي الموجه للسوق، الذي يُغرقُ السوقَ في خاتمة المطاف بسبب التناقض معه.
فالضبط الإداري الاجتماعي هو الذي يحكم السوق وليس العكس، وهذا ما يثأر له السوقُ بعد سنوات، فغيابُ التخطيط وغيابُ بناء السوق الوطنية بشكل موضوعي وحسب آراء القوى الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، يدفعان الثروات الوطنية الى الخارج، ويهرب الذهبُ كما هربَ من الحضارة العباسية نحو مدن جنوب إيطاليا.
إن هذه البلدان تعيشُ لذةَ البذخِ سنوات محدودة ثم تدفعُ ضرائبَ باهظة في عقود أخرى، فالمدنُ تصبحُ هرمة غير صحية مليئة بالزحام والتلوث، والأجيال الجديدة غير منتجة، ذات تعليم ثقافي نظري في الغالب، والنساء في الإدارات أو في البيوت، والعمال الأجانب يتدفقون بكثرة.
وتصبح العودة لحكم التجارة والسوق صعبة، وتغدو الإداراتُ البيروقراطيةُ السياسية والايديولوجية التي تكونت بفضل هذا الاستهلاك البذخي الواسع غير المنتج غير باحثةٍ عن المشكلات العميقة فيها، وغالبا ما يُرجع هنا الى الثقافات الدينية المختلفة لتوظيفها، واستغلال طابعها المقدس الذي ليس له علاقات مع هذه الظروف غير السليمة، في إنتاج تفاسير مع أو ضد التطور، لكن من دون القراءات الموضوعية.
أو تُقدمُ تحولات جزئية لا تعالج المحاور الأساسية في الخلل، وتقود إلى مزيد من البذخ السياسي المالي الاجتماعي، وهي الأمور التي تعمقُ المشكلات لا أن تحلها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأجهزة والتجارة