أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية














المزيد.....

الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 07:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعبرُ الاصطدامات الدينية الثقافية عن تباين مستويات التطور بين كل من الغرب والعالم الإسلامي الذي يعيش في عالم تقليدي.

لم تعد الدول الغربية معنية بشؤون الأديان وثقافاتها، أو قضايا الفكر، فهذه متروكة للقوى المدنية تمارس فيها حرياتها وتجاربها. النزاعات حول الأديان ورموزها كان هذا شأن الغرب قبل قرون ولكنه الآن غير معني بها، فقد تجاوزها، ليس كلية فهناك أناس مازالوا يشاركون الشرقيين هذه الثقافة، لكنه تجاوزها كبنية.

الغربُ يعيشُ عصراً مركزاً على ثقافة الحياة والحاضر، فيما العالم الإسلامي عامة ينمو نحو الحداثة، وله مقاييس مختلفة في الثقافة والسياسة والدين، وهي كلها لديه عجينة واحدة.

الحياةُ الدينيةُ في الغرب تغدو هامشيةً أكثر فأكثر، والصراعات حولها وحول رموزها ليست في بؤرة الحياة الفكرية والاجتماعية.

لكن هذا يناقض العالم الإسلامي الذي كانت ومازالت له الثقافة الدينية مسألة رئيسية، بل تفاقمت هذه المسائل مع قيام دول ومجموعات بتحريك مسائل الصراعات الدينية والطائفية واستثمارها في السياسة الحالية.

إن الدول والجماعات الشرقية التي لم تحل قضاياها القومية وتتحول إلى دول متماسكة النمو ومتجهة للتحديث ليس لها من ثقافة مشتركة سوى المذاهب.

فالصراعات في باكستان وأفغانستان ليست دينية بل هي قومية بين قومية البشتون الكبيرة والقوميات الصغيرة الأخرى التي تصارعها على النفوذ، لهذا تدخل مسألة الدين والمبالغة في طرح قضاياه لدرجة التطرف من أجل بقاء اللحمة القبلية القومية ضد الأطراف الأخرى.

أن هذه الدول والجماعات مثلها مثل العديد من الدول الإسلامية تؤكد هويتها القومية غير القابلة للدخول في الحداثة والديمقراطية فتضخم المسألة الدينية لتمرير هذه الشموليات.

قضية سلمان رشدي على سبيل المثال ليست قضية أدب من مهاجر هندي يتطلع لصعق المسلمين بذاتيته المتضخمة التي لم تجد في الغرب متنفساً عقلانياً، بل هي كذلك السياسة الإيرانية وهي تريدُ الظهورَ بمظهر الدفاع عن الدين وأنه تحت وصايتها العالمية.

إن إزدراء وتحقير الرموز الإسلامية لدى بعض المهاجرين الفاشلين في تشكيل ثقافة عقلانية وطنية في بلدانهم ورفضهم الحفر الصبور في هذه المجتمعات لتطويرها، وإستغلالهم الحريات العامة في الغرب بشكل إستعراضي ذاتي، يفاقمون المشكلات في دولهم ويخلقون صدامات مجانية. خطواتهم تعيد البشرية للوراء، وأعمالهم التي لا قيمة فنية لها هي من أجل أهداف ذاتية.

ولهذا فإنه ليس الغربيون أساساً من يثيرون قضايا النزاعات الثقافية الدينية بل هم الشرقيون الذين رحلوا إلى الغرب، والشرقيون المهتاجون، الموجودون في الشوارع للفوضى والتأثر السطحي بالمعارك الوهمية.

إن بعض الشرقيين عموماً ينقلون صراعاتهم إلى الغرب، وهم يعرفون نقاط الضعف في بلدانهم، ويستثمرون نقاط القوة في المَهاجر، وهم يريدون الشهرة والنقود، ويعرفون إن الهجوم على الرموز المقدسة سوف يحولهم إلى شخصيات عالمية.

والأوساط الغربية التي تستغل العاملين المسلمين والعرب والكثير من القوميات الأخرى المهاجرة بسبب تدني أجورهم تعاني المشكلات التي يطرحها هؤلاء، حيث يطرحون مستويات ومشكلات تعود لمحيطيهم وهي في الغرب تعود لقرون خلت وتم تجاوزها، وهذه المشكلات تضربُ البنيةَ الاجتماعية الثقافية المتماسكة التي نتجت خلال قرون من تحديثٍ لم يساهم فيه المهاجرون ولم يدرسوه أو ينقلوه إلى بلدانهم.

يغدو الاستغلال الغربي للعمالة المهاجرة عودة للوراء بالنسبة لمستوى تطوره، مثلما أن الهجرة للعمال ليست سوى فرص لأكل العيش لا للتطور.

الشرق يصارع مستوياته وجماعات فيه وتناقضات داخله لكنه يحول ذلك إلى هجوم على الغرب، الذي كرس الحريات واعتمد عليها في ازدهاره وقوته، ولا يحول هجومه إلى تغيير في حياته ومستوى ثقافته وردود أفعاله ويحل مشكلاته داخله بدلاً من أن يصدرها للآخرين.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية