أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية














المزيد.....

سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شبين ألمانيا وروسيا مشابهةٌ واختلاف، كلتاهما تأخرتا في النمو الرأسمالي، ولكن ألمانيا تسارعتْ خُطاها في القرن التاسع عشر بشكل كبير. شكلتْ وحدتها الوطنية بشكل غير ديمقراطي عبر الجيش وسيطرة النبلاء والإبقاء على الإقطاع، وهذا أزم تطورَها الديمقراطي، وبقيت العلاقاتُ الاجتماعيةُ والثقافية مصابةً بالتقليدية والمحافظة والقومية المتعصبة وأظهرتْ فلسفاتٍ عديدةً متقوقعةً في الذاتية والدين.

روسيا تأخرتْ كثيراً حتى وصل تأخرُها عن التحولات الديمقراطية للثلث الأول من القرن العشرين، لكن عبر سلطة المغامرة الشمولية قفزتْ في الهواء وجعجعتْ عن الاشتراكية والبروليتاريا وأخافت الدولَ الرأسمالية الأخرى وظنوها اشتراكيةً حقيقيةً ساحقة لرأس المال. وزادت الحصريةُ الفكريةُ الاجتماعية والخوف السياسي وأنتجت دكتاتوريةً دموية أخرى في ألمانيا ودول أخرى.

انعكس ذلك في الفكر الفلسفي حيث كان المختبرُ الرئيسي لها هو ألمانيا، وتصارع الاتجاهان السابقان فيها، ووقفا على حافةِ الهاوية، وسقطتْ ألمانيا في حرب إستعمارية بسبب الطموح القومي المجنون، ثم جمعت أشلاءها وخاضت حرباً أخرى أكثر جنوناً.

في هذه العقود الحاسمة لتطور أوروبا الاجتماعي السياسي، لم يقم الفكرُ بواجبه التحليلي العميق، قوى البرجوازية الصغيرة من المثقفين والمتعلمين تنتجُ في حمى دكتاتوريات ومن أجل الأموال، تتبعُ عمليات تحليلٍ غير متجذرة، وهي مصابةٌ بالتعصبِ القومي خاصة وتسعرُ ثقافةَ الحروب والعداء بين الأمم والشعوب والأديان والطبقات.

ماكس فيبر مؤسسُ علم الاجتماع في العالم هو ألماني نشأ في هذه الحقبة، ركز في أبحاثه على الجوانب الايجابية التي تنشأ من الرأسمالية خاصة علم المحاسبة والعقلانية وهما عماد المؤسسة الاقتصادية والسياسية.

ركز فيبر على تنمية الجوانب الفردية والديمقراطية والمكاسب في الأفراد، ولإنشاء مجتمعات مغايرة للدكتاتورية وتقدير الجوانب العملية الأخلاقية المفيدة في الدين لتطور التحديث. ولكنه ضد الغيبيات والظلاميات والشموليات في الأديان والأفكار عامة ولكن لم تتجل ديمقراطيته السياسية بعمق تحليلاً ومجابهة.

(تصب رؤية فيبر في الإلحاد المتدين للعصر الإمبريالي؛(غياب الإله)، (زوال المقدس)، يُقدمُ بوصفهِ هيئة زماننا الخاصة التي يجب قبولها كظاهرة تاريخية لا مفر منها)، لوكاش، تحطيم العقل، ج٣، ص .٢٩

(حيثما ينقل ماكس فيبر بصرَهُ لا يرى سوى الظلمات، ولهذا يركز على الفضيلة الرئيسية وهي على حد قوله(النزاهة الفكرية وحسب). والذين ينتظرون المُخلصين عليهم أن يتذكروا اليهودَ،(لنستخلص الدرسَ إن الحنين والانتظار لا يحلان شيئاً، ولنفعل بالأحرى شيئاً آخر: لنذهب إلى عملنا، لنأخذ في حسابنا أمر(الساعة) بوصفنا رجالَ صنعةٍ لا أكثر)، السابق.

عارضت الماركسيةُ بشكلها الشمولي مثل هذه التوجهات الديمقراطية في ألمانيا وهي التي أنتجتْ ظاهرتي روزا لكسمبرغ ولينين اللذين قاما بثورتين في ظروف الحرب العالمية الأولى وكوارثها الرهيبة وضدها ولكن تتالت بعدها الحروب.

تكمن وراء هذا عقدٌ كبيرة للأمم، ودور ماكس فيبر المفترض قراءة أعماق ألمانيا لا سطوحها مع أهمية تطور العقلانية في الدين والاقتصاد، وضرورة قراءته وتحليله للعلاقات الإقطاعية المعرقلة لتطور بلده، وانعكاسها في العسكرية والقومية والنهم للمستعمرات من قبل شركاتها، وكان واجب الماركسيين دعم التطورات السلمية والديمقراطية لا إنشاء دكتاتوريات أخرى والوقوف ضد التعصب القومي ومع التجارة العادلة مع الأمم الأخرى وإستقلالها.

العرب والمسلمون في الشرق يعيشون لحظات مشابهة الآن وهي لحظاتٌ لا تقل خطورة عن وضع ألمانيا وروسيا وقتذاك، ولكنهم بلا عِددٍ فكرية متينة وبلا تجليات سياسية في مستواها فلا ماكس فيبر يدرس الوقائع والتطورات الاجتماعية الحياتية الدقيقة، وتسيطر الدوغما الفكرية، والسطحيات المبتذلة، وشعوب تُحرق أو في سبيلها لذلك، وفاشيات بصور مذاهب دينية، ولابد من قراءتها بأشكال مستمرة لاحقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)
- أزمةُ مثقف
- رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب
- المنبريون والجمهور
- إصلاحُ رأسمالية الدولة
- الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية