أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي














المزيد.....

القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بينت سياساتُ المحورين في المنطقةِ الجوانبَ المعقدةَ والخطرة في هذه الثنائية الصراعية، المتوجة بثورات وحروب، واحتمالات تطورها التي لاتزالُ كامنةً لكنها تنذرُ بمخاطر كبرى في الشرق خاصة.

مسارات التوجه نحو الحداثة واقتصاد السوق الحر لاتزال ناقصة، والهياكلُ الاقتصادية الاجتماعية الشمولية تعوقُ التطورات في المحورين وبأشكال متفاوتة، وتخلق من المنطقة الكبرى ساحات صراعات مفتوحة.

بيّن التطورُ وجودَ تفككٍ في المحور العربي وتماسك في المحور الآخر.

تماسكُ المحورِ الآخر اعتمدَ على هياكلَ شموليةٍ عسكرية اجتماعية متداخلة تجذرتْ على مدى عقود، وقد هزّتْ الثوراتُ العربيةُ وجودَ هذا المحور الآخر وخلخلتْ وضعَه المستقر الخارجي، وتكشفتْ ارتباكاتٌ على مستويات السياسة الخارجية، ثم الداخلية.

التباين بين اعتماد المحور على بُنى اقتصادية قوية كالصين أو على تصدير السلاح كروسيا كثيميتن رئيسيتين لا يعبر عن تصدع رأسماليتي الدولة الشموليتين، فيما إيران تفقد هذه السمات وتغدو رأسماليةَ الدولةِ العسكرية مهددةً خاصة مع العقوبات وتفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية، لهذا تغدو مرشحةً أكثر من غيرها الى انتقالِ الأزمةِ الاجتماعية البنيوية إليها.

إن الدولَ العربية كانت رأسمالياتُها الحكومية أسهل للتصدع والانفجار الداخلي فثمة مساحةٌ لليبرالية والديمقراطية، لكونها كانت عاجزةً عن الوصول الى المرحلة العسكرية الاجتماعية الايديولوجية الصلدة كما في سوريا وإيران، بل كانت البُنى الاجتماعية التقليدية قد خرجتْ عن الهيمنة، وهذا يبدو في تباين اللغة السياسية الايديولوجية بين قممِ الدول والجمهورِ المُسيّس. وهذا المظهر المتفاقم على مدى سنين كان يعبرُ عن عدم قدرة الطبقات المسيطرة على إعادة تشكيل البُنى الاجتماعية نحو الرأسمالية الحرة أو اقتصاد السوق الذي لا تهيمن عليه قوةٌ سياسية معينة.

بفضلِ تعددِ أجسام الأمةِ العربية السياسية وتفاوت التطور بينها، وغياب المركزية القومية المجسدة في آلةِ دولة كبرى، تمكنتْ من الحراك السياسي النضالي المتعدد الصور والمتوصل الى نتائج متباينة لكنه تائه لعدم وجود طبقة جديدة قائدة ذات قدرة على تجاوز رأسمالية الدولة البيروقراطية النخرة.

وهذا يختلفُ عن الأمم الكبرى السابقة الذكر، كذلك فإن توزيعَ الفائض الاقتصادي في روسيا والصين لم يصل إلى المستويات المتدنية لبعض الدول العربية، ولكن إيران في موقعٍ مختلف، فوضعها أقرب لدول الربيع العربي. لقد قامرتْ بشكل أكبر نحو الشمولية العسكرية وتوجيه الفوائض الاقتصادية للمشروع الاقتصادي - العسكري، وكانت تجربتها أقل زمنا وشأنا من العملاقين الآسيويين، ولهذا فإن انتقالِ الأزمة إلى إيران سوف (يفترسُ) المنطقة. وهذا متوقع مع انتقال الأزمة للعراق المرشح الكبير الى الانهيار والجار المؤثر وحدوث احتمالات سقوط الحكومة وهروب أعوانها وحدوث صدامات.

هذه هي المظاهرُ السطحية للأزمة، ولكن مسارات الدول القومية الكبرى في الشرق ذات جذور أبعد، لقد راهنت هذه الدول على سيطرة الدولة الكلية على الحياة الاقتصادية الاجتماعية الفكرية، بسبب رفضها التحول الديمقراطي على الطريقة الغربية، واحتفظت ببناها الاجتماعية السياسية المحافظة خارج عوالم الحرية والديمقراطية، وهذا بسبب وجود طبقات محافظة في جوف الأنظمة ترفض التحول واستثمرت شمولية الدولة لبقاء امتيازاتها عبر الزمن السياسي المتحول، وقد قامت روسيا والصين بتفكيكِ جانبٍ من هذه البنية الشمولية لكن بقيت القوى الارستقراطية العسكرية الحكومية تواصلُ الهيمنةَ وتغير ايديولوجياتها الفوقية الفارغة من أي مضمون شعبي، أو تبدل طريقة إدارتها من دون تغيير عميق.

هذا ما جرى في الدول العربية عبر مختلف الأقطار بتفاوت السيطرة وتوزيع الثروة، ولكن الرأسماليات الحكومية ظلت مسيطرة وغير قادرة على اقتصاد السوق الحر، وهذا ما يجعلُ البنى الاجتماعية مفككةً، بعضها حديث وبعضها يعود للعصور الوسطى، ولا تتكامل صيغ الحداثة والديمقراطية والعقلانية والسوق في كل متكامل، ولهذا فإن الاضطرابات ستتواصلُ متجهةً نحو ذلك.

الاصطفاف على مستوى المنطقة صار خطرا، وعبرت الثورة السورية عن هدم حاد جدا لتلك الرأسمالية الحكومية العسكرية الشمولية، وهو أمرٌ يوضح خطورة الانتقال من نقيض إلى نقيض، وغياب السيطرة على الحركة الاجتماعية المنفلتة، فمن نموذج المركزية الشديدة إلى الانفلات وإلى حكم الجمهور الشعبي الريفي غير المنظم في كيانات مترابطة وذات ايديولوجيا متماسكة، وهيمنة الايديولوجيا الدينية المذهبية السياسية التي تعني سطحية الوعي الشعبي، وهو الأمر الذي يؤدي الى الفوضى والقتال الداخلي وهدم إنجازات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

إن هذه الدول التي لا تترك مساحات كافية لنمو الوعي الشعبي العقلاني وأن تتشكل علاقات بينه وبين القوى الديمقراطية والتقدمية، فتواجه في النهاية بهجوم اللاعقلانية، وإعادة موروث العنف القديم، وتحول الشعب لماردٍ ضد العدو وضد نفسه، أو يحدث تفكك الاقاليم والمناطق كنموذج الهيمنة العسكرية الدينية السودانية التي حرقت البلد.

تكمن المشكلة المحورية في أن الاتجاهات الاشتراكية والقومية والوطنية المحدودة الرأسمالية والدينية في كل بلدان المنطقة رفضت النمو الديمقراطي التحولي العميق وحافظت على البيضة الاجتماعية المحافظة في حياة النساء والشعوب والعقول، وهو ما جسد سلطات ذات عملقة ومال وفير في زمن التيسير، ولكن أرجلها من خشب ويغدو انهيارها مترابطا متواصلا وهو ما يخلق فوضى تحول.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)
- أزمةُ مثقف
- رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب
- المنبريون والجمهور
- إصلاحُ رأسمالية الدولة
- الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي