أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القوميتان والصراعُ الاجتماعي














المزيد.....

القوميتان والصراعُ الاجتماعي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعيش المشرقُ العربي الإسلامي صراعَ القوميتين العربية والفارسية بشكلٍ أكبر من عمليات الصراع الاجتماعي المتوجهة للديمقراطية والتقدم.

تصعيدُ المجتمع الإيراني لصراعهِ القومي ضد العرب هو شكلٌ من الهروب لحل صراعاته الاجتماعية الداخلية ولعدم عقلنة مشروعه القومي على مدى عقود.

لم يتوجه العرب في المشرق للصراع المباشر ضد الحكم الإيراني إلا بعد إنحراف الثورة الشعبية نحو تسلط الإقطاع الديني الذي وجد الطرقَ مسدودةً أمامه تجاه الديمقراطية والتغيير الحديث، وجعل من تسلط الجماعات الدينية الشمولية المسيسة طريقه للهروب إلى الأمام.

لقد جاء قمعهُ ضد القوى الليبرالية والتحديثية إعلان فشل خطير في مشروع تحديث المجتمع القومي الفارسي المغلق وعدم القدرة عن الانفكاك عن ميراث الإقطاع والخرافات، والعجز عن عقلنة التراث والثقافة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية عامة.

مشروع رأسمالية الدولة العسكرية اصطدم بمستويات التطور الليبرالية الوطنية في العديد من الدول المجاورة.

مشروعات التطور الليبرالية في الدول الأخرى المؤثرة في الجوار كانت تنمو ببطء في دوائر العلاقات بالغرب والرأسمالية الحديثة دون أن تقدر على مقاربتها في بناها التحديثية الديمقراطية العلمانية.

رأسماليات الدول العربية الليبرالية أقل من الديمقراطية، حيث لا تزال أجهزةُ الدول تلعبُ أدواراً محورية في الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والثقافة، لكن ثمة مساحات وهوامش للحريات، لا ترتقي لمستويات إعادة تشكيل المجتمعات بشكلٍ رأسمالي ديمقراطي حر.

الكثير من العلاقات التقليدية لاتزال مسيطرة، والاختلالات في البُنى تعبرُ عن عدم انتقال مركز التغيير نحو البرلمانات ولظهور برجوازيات حرة، ولهذا فإن برلمانات عدة تطالبُ بإصلاحاتٍ أعمق والقدرة على النفاذ إلى التحولات الهيكلية الاقتصادية الاجتماعية.

حتى هذا الظهور للبرجوازيات يتسمُ ببقايا القبلية والطائفية وهي أمور تشير لعدم قدرة هذه الفئات المتوسطة على ممارسة الفعل الديمقراطي على مستويات عميقة؛ على مستوى إنتاج ثقافة سياسية ديمقراطية عقلانية، وعلى مستوى إنتاج وعي قومي عربي، أي وعي وطني متلاحم في كل بلد، وخلق إقتصاديات تقومُ بتجسيد هذه الشعارات في ميادين الانتاج.

المشروعُ الديمقراطي في الضفةِ العربية لم ينضجْ ويتطور ويغدو قوةً سياسيةً إقتصادية فاعلة، ولهذا فإن انهيارات الأنظمة الاستبدادية وإقتراب النظام السوري من الترنح، أو تعمق الديمقراطيات الأخرى بشكل وطني توحيدي قوي، هو في الاحتمالات القادمة وليس في الفعل الراهن والحضور المؤثر.

ومن هنا تغدو رأسمالية الدولة العسكرية الإيرانية أقوى، رغم كونها دولة واحدة في مواجهةِ فسيفساء من الدول والقوى المحلية والدولية، في المدى المنظور الراهن وليس في احتمالات المستقبل المتصاعدة المؤدية لانهيار هذا النموذج الحتمي.

هذا يتيح لها استثمار قوى اقتصادية واجتماعية لوقف التحول الديمقراطي، داخل مجتمعها وخارجه، والاشتغال على الموروث العقائدي الضبابي، الذي يشكلُ لغات إيديولوجيةً تُخفي الصراعات الاجتماعية، ويُحيد العقلَ عن الحفر المعرفي، ويستثير الغرائز، ويخفي العلاقة بين القومي والديني، بين الوحشي والإنساني، ويقيم ثنائيات مطلقة غير عقلانية لتضييع الأبعاد الاجتماعية للمواقف السياسية وجر المجموعات الفقيرة المُستلبة إلى خنادق الفاشية.

لهذا فإن المعركة هي في تصعيد ثقافة العقلانية والديمقراطية والعلمانية وحرية القوميات وحقها في دول مستقلة، وحصر دور الدول الاقتصادي المطلق، وتطوير حضور البرلمانات، والانتقال من الحرب الباردة الإسلامية إلى الاقتصاديات الإسلامية التعاونية، وتفكيك الرأسماليات العسكرية العابرة للحدود والدول، وخلق تعايش سلمي.

إن العلاقات القومية العربية الفارسية على مدى التاريخ كانت ملغمة ومتفجرة، وهي الآن تحتاج لعلماء ومثقفين ومناضلين قادرين على فحصها ونقدها على مستوى الطرفين وبث ثقافة مختلفة، ثقافة التعايش بين الجماهير الحديثة، وليس بين قوى الإستغلال الحادة المتعصبة، التي أنتجت خروقات الاحتلالات والتعصب القومي والكراهيات الطائفية على مر القرون، وسوف تتعاظم أهمية مثل هذا الإرسال الديمقراطي الإنساني الإسلامي المشترك مع تفاقم العصبية السياسية وإخفاقات مشروعات التغلغل وتغيير الخرائط الوطنية، مع ضرورة تبادل ترجمة الآداب والعلوم وخلق قوى السلام المشتركة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق
- القومياتُ الكبرى وأزمةُ التحول الديمقراطي
- سقوطُ الحربِ الباردةِ الفلسفية
- الماضي أغلالٌ
- وتائرُ تطورِ الرأسمالية
- ثقافةُ التحليلِ وثقافةُ التحلل
- التناقض الخلاق والتناقض المدمر
- تحقيبٌ اجتماعي لفلسفةِ ألمانيا
- الطائفيون وخرابُ البلدان
- افتراق قطبي المسلمين
- الوطنيون والطائفيون
- الفردُ والشموليةُ الساحقة
- الوعي الوطني ومخاطرُ اللاعقلانية
- أزمةُ مثقفٍ (٢ - ٢)


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القوميتان والصراعُ الاجتماعي