أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ














المزيد.....

صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعبر الصراعُ الطائفي السني الشيعي عن محدوديةِ تطور الرأسماليات في كلا الجانبين.
وإذا كان التجسيدُ عبرَ رأسماليةِ دولةٍ عسكرية فارسية متمددة قد صعّد من الجانب الآخر التطورات والصراعات السلبية، لكن الأبنيةَ الوطنية لكلِ دولةٍ هي المنتج للتطور السياسي.
إن طراز (موديلَ) الاستيراد السياسي من قبلِ دولةٍ لأخرى لا ينجح، وهذا الاستيرادُ معبرٌ عن أزمنةِ الإقطاع حيث إن المسلمين منظومةٌ اجتماعية ثقافية مشتركة بلا حدودٍ سياسية عصرية، ولم تستطعْ المنظومةُ أن تنضجَ تجربة حداثية تحولية عميقة تؤسسلا الدولَ المعاصرة فتداخلت المذاهبُ والقومياتُ والحدودُ أو تفتتْ الدولُ المعبرةُ عن قوميةٍ واحدة.
وهذه التداخلاتُ والالتباساتُ وتصديرُ النماذجِ وفرض منظومة عابرة للحدود هي كلها من تضاريس العصر الوسيط الإقطاعي، لكننا نحن نعبرُ من منظومةٍ تاريخيةٍ تقليدية لأخرى حديثةٍ ولم نستوفِ شروطَها.
علينا قراءة الشروط الموضوعية لهذا التطور، وقيام الأعمال السياسية بمقاربتِها واستثمارِها للتطور الحقيقي الباقي.
ولهذا فإن النمطين من الرأسماليات الحكومية الفارسية والعربية قاصران، والرأسماليةُ الحكوميةُ هي كيانٌ سياسي مفروضٌ على العملياتِ الاقتصادية الموضوعية، فهو كيانٌ بيروقراطي يلعبُ دورَ التخطيطِ والتسريعِ والتطور للعملياتِ الاقتصادية الاجتماعية، وكلما قاربَ التطورَ السكاني الغالب، واستجاب لحاجاته تأصل.
لكن هو كيانٌ بيروقراطي والبيروقراطية صفةٌ حميدةٌ مع التخطيطِ والحريات العامة والديمقراطية، لكنها تنقلبُ لضدِها مع فقدِها هذه الصفات.
لهذا صارت عملياتُ إعادةِ الإرث الإسلامي استجاباتٍ لفشلِ الرأسماليات الحكومية في التعبير عن الوطنية والحاجات الأهلية، لكن عودات الإرث الإسلامي للسلطاتِ السياسية والأحزابِ الجماهيرية، تمتْ عبرَ السطوح التقليديةِ التي تحجرتْ خلال نهايةِ العصر الوسيط، وليس عبر نضال المسلمين التوحيدي الديمقراطي الذي فشلتْ فيه الفِرقُ والدول.
من هنا فهي قد اتسمت بالطائفية والارستقراطية الفوقية والبيروقراطية، وغدا لكل شعبٍ سيرورته الخاصة في حدودهِ القسرية المعترف بها عالميا، وفي الجانب العربي تنوعتْ التجاربُ تنوعا كبيرا، لكن نمط الرأسماليات الحكومية فشلَ وتعددت التجارب في تجاوزه، حتى حدث التجاوز الديمقراطي في بعض الأقطار العربية في الربيع العربي. كانت الثورات العربية هي كسرٌ للنمط السائد من البيروقراطيات المتيبسة، وانفتاح للتنوع الاقتصادي السياسي الفكري وهو أمرٌ سيغتني أكثر مع الممارسات الديمقراطية، لكن هذا حدث عبر سيادة مذهبية سياسية معينة مما أثار حفيظة القوى الدينية المسيحية واليسارية، لكن هذا هو مستوى العامة، وهي ستتطور، وهذا التطور لا يعني جبهة طائفية موجهة للطوائف الأخرى، بحسب ما تصاعد في بعض دول المشرق العربي الإسلامي المسيحي التي هي أكثر حساسية لهذا المنحى، وتجسد ذلك في سوريا والعراق خاصة، لأن في الدول العربية المتحولة جوانب من الليبرالية والديمقراطية مهمة، وليس فيها التمركز حول الذاتية الاجتماعية الحادة، وهي تسعى الى التقارب بين أطراف أمة واحدة لها مصالح مشتركة، وعبر خيار التعاون والديمقراطية ومن دون فرض قوالب، لكن الخطر باق لأن التجارب لم تتجاوز المذهبية السياسية بعد.
لكن المنظومة الحكومية الفارسية شهدت خلال عقودها الأخيرة اتجاها معاكسا نحو العسكرة، ونفي العناصر الليبرالية الشحيحة داخلها، وعمقت الإرثَ المحافظ للعصر الوسيط وأدواته غير المعترفة بالحدود العصرية وتكون الأمم القومية المستقل.
هذا خلق التمزقات في الدول الداخلة في هذا الشريط الاجتماعي المذهبي المختلط. وقد غذته الظروفُ الموضوعية للمناطق الريفية التي كانت بعيدة عن الخدمات والتنمية العادلة، كما أدت الى تدهوره الجماعات السياسية المذهبية التي تبنت المنظومة السياسية الفارسية نفسها.
إن التحولات في القسم العربي ستترك آثارها في الجانب الإيراني، فهناك تملل من الوقوف في نفس خطوط الأنظمة الرأسمالية الحكومية المستبدة التي أُطيح بها، وقد قاربت التحولاتُ المحورَ وكسرته، وتهددُ بنسف مكوناته المتصلبة كلها، وقد ولّد هذا التململ والحصار والأزمة الداخلية المحتدمة داخل إيران فكرةَ العودة للإصلاحيين والاستعانة بهم مجددا ولكن أن يكونوا تحت الهيمنة، ويبدو أن الأمور ستتجاوز هذا السقف المحدود، وهذا يتطلب من الدول العربية الأخرى أن تعدل أوضاعها لمواكبة هذه التحولات العميقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ