أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف














المزيد.....

المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الجراثيمُ الفاشية غيرَ ملاحظةٍ في خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين في منطقة المشرق العربي الإسلامي، في كل من إيران وسوريا ولبنان والعراق، حيث جرى التمدد الإيراني.
في إيران توقفتْ الماكينةُ الإصلاحيةُ عن ضخ أي تحولٍ ممكن، والزعاماتُ المسماةُ إصلاحية عجزتْ عن تغيير أي شيء، فاُخرجتْ من السلطة أو حُوصرت أو اعتقلت، وجاء نجاد معبرا عن هذه العامية الدينية الرأسمالية الحكومية التي تريد أن تمضي بالبلد بشكل آخر غير الاتجاه اليميني الديني التقليدي، أي أن يساعد على نمو رأسمالية خاصة من الخصخصة ومن طرحِ مقولاتِ دينية شعبية سحرية تزحزح الخطاب الديني التقليدي، لكنه فشل، لأن تغافل نمو الاتجاه الليبرالي الديمقراطي له عواقب وخيمة مع عدم وجود التراكمات الديمقراطية العقلانية بين التيارات.
الموجاتُ الرأسمالية التحديثية والعمالية الشعبية تدق أبواب إيران بقوة، وأهداف الشعب في مقاربة الحداثة الديمقراطية لم تَضعف، خاصة في الأوساط المدنية الداخلية والمهاجرة، وكذلك حصار الدول الغربية للاقتصاد الإيراني العسكري المعبر عن وقوف الفاشية المتنامية على مدى عقود التي أطاحت بممثلي الثورة الخضراء والآن جاء دور الرأسمالية البيروقراطية الداخلية التي تريد تغيير البنية التقليدية السياسية الاجتماعية الرافضة أي ليبرالية.
مقاربة السلطة أكثر فأكثر من العسكر لاتزال بعد في مخاض، فالجمودُ الهائلُ في السلطة الدينية السياسية وعدم التراجع عن الخط الشمولي الكاسح لأي تحديث ليبرالي، يعبران عن الغيتو القومي الطائفي التقليدي المتشدد والمرفوض كذلك حتى من مرجعيات دينية كثيرة، فهو يمثل السير نحو الهاوية، والمغامرة الكلية.
ثبات هذا الخط احتاج الى تصاعد الهجوم في الداخل والخارج، حيث أحسّت هذه السلطة الكهنوتية الحربية بأن التغيير بدأ يقرعُ بابَها، وعليها ان تستقبل الثورةَ الآن التي تصدرُ مسوخَها للخارج، وكان خلطُ الأوراق تكتيكا حكوميا إيرانيا بامتياز لخداع البسطاء ووضع الثورة المضادة بدلا من الثورة الحقيقية، وإدخال رمح التسلط في الكلام المعسول النضالي، وحيث تُستبدلُ شعارات الحسين بسيفِ الشمر، وهكذا كان فعل حزب الله تمزيقا للبنان ودمارا له، وتفتيتا لصفوفه، وجعل إسرائيل تسرح وتمرح، مثلما أن السلطة السورية تتفرغ لذبح الشعب وتترك الجولان.
الانقضاضُ على التحولاتِ النضالية للشعوب في إيران والعراق وسوريا والبحرين ولبنان والعراق كان مضمونا حتميا لتصاعدِ الفاشيةِ في ولاية الفقيه، حيث لا برنامجَ للحياة بل للموت، وحيث لا تستطيع الرجعية القادمة من الكهوف أن تواكب تحرك البشر نحو الحرية، والديمقراطية، والسلام، فلابد لها من تسعير النيران واستغلال الهوس الديني وإدخال الكثير من الجمل الثورية الزائفة في السم القومي.
وبهذا فإن الإجهاز على ثورة الشعب السوري غدا جنونا سياسيا، والارتكاز على الشموليات العسكرية الآسيوية وضح المخاطر المشتركة لعدم تنامي الديمقراطيات، وضعف أنصاف الإصلاحات والحلول من قبل الديمقراطيات الغربية، وتماهيها مع الطائفيات السياسية وتمزيق العراق ونهبه، ونقل السيناريو الناري للجزيرة العربية، كلها أجندة تعرضُ المنطقةَ لأخطارٍ كبيرة.
البؤرة المركزية للفاشية المتصاعدة وهي النظام الإيراني مثلت الهيكلَ لكل هذه العفاريت الطالعة من الكهف الطائفي الرجعي الإيراني وتحريكها في الفضاء العربي، عبر استغلال مشكلاته ونقص إصلاحاته واضطرابات تحولاته الاقتصادية الكبيرة وبدء مؤسساته التحديثية الديمقراطية، لابد أن يستدعي تحالفات جديدة بين القوى العربية تغير بالفعل حال الناس.
كل شيء لدى الفاشية من أجل الخراب العربي، ولعدم قدرة النمو العربي على الوحدة والتقدم والديمقراطية ولعدم جذب المجموعات والطوائف في الكيانات الوطنية والقومية المتجهة للتوحد والصراعات داخل الوحدة وللتقدم والإصلاح ضمن الكيان المستقل.
النموذج السوري يقدم لنا كيف تندفعُ قوى هذه القومية الفارسية المستغلة للمذهبية إلى جنون سياسي واسع لا يقف أحدٌ بمواجهته بشكل واسع ويمكن أن تجربه على شعوب أخرى، والقضية هي كلها في قبول التنوع السياسي في الأمة الفارسية وتخليص المنطقة من كل هذه الصراعات الكبيرة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف