أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الإخوانُ وولاية الفقيهِ














المزيد.....

الإخوانُ وولاية الفقيهِ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تأثرت جماعة حزبِ الدعوةِ العراقي بفكرةِ الإخوان لتشكيلِ تنظيمٍ سياسي طائفي في خمسينيات من القرن العشرين، والجماعتانِ تؤسسان وعي البرجوازيات الصغيرة في المذهبين الإسلاميين الرئيسيين لتشكيلِ حركاتٍ سياسية مختلفة قبل أن تذوبَ بين القوى الليبرالية والاشتراكية التي اُعتبرتْ أنها أجسامٌ خارجيةٌ منتمية الى الغربِ والشرق ولا تمثلُ الجسمَ الجوهري المستقل غيرَ التاريخي للمسلمين، وتمثلُ صراعَ البرجوازية والعمال على المستوى العالمي.
أي أن قوى المحافظة التقليدية رأت أنها ممثلة للإسلام، في حين أن القوى الأخرى هي من الخارج.
وهذا المخاضُ التاريخي للبرجوازيات الصغيرة العربية الإسلامية تنامتْ بذورُهُ في النصفِ الأولِ من القرن العشرين، حتى توسعت بشكلٍ كبيرٍ في النصف الثاني من القرن، وهو أمرٌ مثّل عجزَ قوى الحرب الباردة عن خلق تنمياتٍ كبرى في العالم العربي الإسلامي، وفشل الطبقتين الرئيسيتين القياديتين المفترضتين سواءً في الاشتراكية أو الرأسمالية في صنع نظاميهما واحترام بقائِهما معا وصراعهما الحضاري العالمي الديمقراطي المشترك.
وقد جابهتْ القوتانِ الإخوانُ وحزبُ الدعوة كل من طرفهِ القوى الشموليةَ التي طفحتْ على الحياةِ السياسية بفضل التأثيرات الغربية الليبرالية والتأثيرات الشرقية المُضادة، التي فشلتْ مشروعاتُها لعدم فهم التشكيلة التاريخية للبشرية وهو الفشل الذي تجسد بينهما بالحرب الباردة وبتناقض قوى الحداثة، أتاحَ ذلك للقوى التقليدية العربية والإسلامية المحافظة الصعودَ خاصة مع تفجر الثروة النفطية في البلدان ذات المناطق الرعوية والريفية.
وهكذا كان صعودُ اليمين المذهبي بشقيه.
وقد أدت التحولاتُ الاقتصاديةُ في تضخم هذه الطبقات الصغيرة والوسطى التي غدتْ حاضنةً لأفكارِ المذهبية المُسيَّسة.
ولكن كانت مسيرةُ كل من حزبِ الدعوة المتأثر بالإخوان وأحزاب الإخوان ذات تواريخ مختلفة، فمراكزُ المذاهبِ السنية واسعةٌ ومتعددة، وقاربتْ بشكلٍ خاص الرأسماليات الخاصة، وتصارعتْ مع الرأسماليات الحكومية الشمولية ذات اللافتات الايديولوجية غير الحقيقية، فيما صعّدتْ الرأسمالياتُ الحكومية الخليجية من جانبها الرأسماليات الخاصة من داخلها وخارجها، فتبدلت قوى السكان العربية، ولم تعد الرأسماليات الحكومية العربية الأخرى الشمولية مسيطرةً على حراك السكان العرب الاقتصادي، وغدا الوعي المذهبي السياسي التقليدي منتشرا بشكل واسع، وتضافر ذلك مع رغبةِ الدول الغربية في تنحية هذه الرأسماليات البيروقراطية المتكلسة بعد انتهاء الحرب الباردة العالمية وتكشفتْ حقيقةُ الطابع العالمي للتطور الاقتصادي الرأسمالي الواحد المتعدد المستويات، وكانت الجماهيرُ العربيةُ العمالية هي التي لعبت الدور الأكبر في التنحية وجاءتْ البرجوازياتُ الصغيرة لتقطفَ النتائج مثلما فعلتْ في زمنية الأنظمة الاشتراكية الزائفة حيث قطفتْ النتائجَ كذلك وخربتْ التجارب.
ولكن مسارَ حزب الدعوة ونظرائه في الطائفة الشيعية كان مغايرا، فالعداءُ لرأسماليةِ الدولة (المتغربة) و(المعادية للإسلام) في وعيها الايديولوجي، خاصة العراقية منها منذ عبدالكريم قاسم حتى البعث، كان مركزُ الحراك الفكري السياسي، وتنظير باقر الصدر كان هنا مهما لهذا الوعي المؤدلج، ولكن انتقالَ مركز حراك الطائفة السياسي نحو إيران وهجومَ نظامِها على قوى التحديث المختلفة، وحرب نظام صدام عليها هو الذي صعّد رأسماليةَ الدولة العسكرية الإيرانية، فتضخمتْ سيطرةُ الريفيين المحافظين على ماكينة الدولة الإيرانية، ففقدتْ الأشكالُ التابعةُ السياسيةُ من ولايةِ الفقيه والتنظيمات الشيعية الأخرى الاستقلالَ الفكري السياسي، وعجزتْ عن إنتاج مدارس ديمقراطية وعجزت عن منافسة الإخوان العرب والقوى الديمقراطية العربية على إحداث التحولات الديمقراطية الوطنية فكان حراكُها يشقُ البلدانَ العربية، بل واجه بعضُها الثورات العربية واسهم في تفكيك الدول العربية القابلة للنهوض المشترك.
إن عمليات مقاربتها للرأسمالية الخاصة كانت أقل من الجانب الآخر، وارتباطاتها بالأرياف المحافظة قوية، ولم تظهر قوى واسعة داعيةً الى التنوير والتعددية وقراءة الإسلام من منظورات حديثة.
بدأتْ الحركتانِ من شعارِ لا غرب ولا شرق، ومن رفض للرأسمالية والاشتراكية معا، لكنهما اختلفتا فيها، ففيما تغلغلتْ قوى الإخوان نحو الرأسمالية الحرة أكثر، فتقاربت مع الغرب، عادتْ الأخرى لرأسماليةِ الدولة الشمولية والحرب الباردة، وكرستْ العداءَ للغرب الديمقراطي، وعقدت علاقات خاصة مع بقايا الرأسماليات الحكومية العسكرية المتكلسة في الشرق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة
- المحور الإيراني - السوري يطحن بعنف
- الماوية وولاية الفقيهِ (2-2)
- الماويةُ وولايةُ الفقيهِ (1-2)
- قوى توحيديةٌ بين المعسكرين
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الإخوانُ وولاية الفقيهِ