أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)














المزيد.....

الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 10:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



كان عجز الحزب الاشتراكي اليوناني عن التصدي لسياسةِ الإلحاق الأوروبية وقبوله بتحويل اليونان حديقةً خلفية لكبريات الدول الرأسمالية الأوروبية، وتطرف الحزب الشيوعي اليوناني وخصومته المستمرة للاشتراكيين، أدت إلى تضعضع حكم اليسار وإنتصار اليمين في الانتخابات الأخيرة خلال هذه السنة.
وجرى التحالف بين اليمين المنتصر وحزب الاشتراكيين الذي تراجعَ للمكانةِ الثالثة بدلاً من الأولى فيما سبق بسبب خضوعه لشروط القرض الأوروبي فجعل إقتصادَ اليونان تحت الإشراف المباشر لتلك الدول الأوربية الرأسمالية الكبيرة.
وهو أمر يعني عدم التوجه لوجوه الفساد والتبذير الداخلية بل التضييق على ظروف اليونانيين الاقتصادية في العيش عبر تجميد الأجور وتوسيع ساعات عملهم وإنتاجهم ومشكلات أخرى تلوحُ في الأفق.
وفوز حزب اليمين ممثل الرأسمالية اليونانية الكبيرة بالمرتبة الأولى في البرلمان، هو نتيجةٌ لدور هذه الطبقة وسيطرتها على موارد كبيرة وعلى الصحافة ووسائل الإعلام، وعدم رفض الاشتراكيين في التصدي لشروط المجموعة الأوروبية وطرح بديل آخر، وهكذا فقد ظهرتْ قوةٌ سياسية اجتماعية تحالفية يمينية في الأعلى من أجل استمرار النظام السابق بطريقة بنفس أسس التبعية ومن خلال الأشراف الأوروبي الصارم المتقشف على حال العاملين لا على المؤسسات المالية.
في المقابل واجهتْ الطبقاتُ العاملة لأولِ مرة السياسات اليمينية بتحالفٍ شعبي واسع تمكن من تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات وصعد ليكون الحزبَ الثاني في البرلمان وبالتالي فإن العمال غدوا مؤثرين على سياسات الطبقة الحاكمة.
سُمي الحزب التحالفي الواسع بـ (سيريزا)، والاسم يعني التوجه نحو الجذور، وهو إئتلافٌ يضم الحركات اليسارية والبيئية والجماعات الشيوعية.
وقد تجمع لسبب عدم الانصياع لشروط المجموعة الأوروبية ولطرح سياسات لا تتوجه لوضع فاتورة الاصلاحات على عاتق العمال، ولرسم سياسات جديدة ترفض إلقاء العبء الاقتصادي على الطبقات الشعبية وتنفيع المؤسسات المالية والسياسية الحاكمة.
وقد فاجأت جبهة سيريزا المراقبين وصعدتْ من تسعة مقاعد إلى ثلاثة وخمسين مقعداً، من أصل ثلاثمائة، وتضم تيارات ترفض التوحد الأوروبي وأخرى تؤيده، ومدافعين عن البيئة، وهذا التحول يشير إلى الاهتراء السياسي للأحزاب القديمة وتصاعد ممثلي الطبقات العاملة المجددة في الوعي والشعارات والبرامج.
حزب الاشتراكيين الذي يمثل العمود الفقري لليسار يفقد شعبيته بعدم وجود حزم لديه تجاه الهيمنة الأجنبية وعدم تطوير القوى المنتجة الوطنية، ومثل صعود الفاشيين اليونانيين للبرلمان علامة خطيرة أخرى في المسار الاجتماعي السياسي المضطرب، في حين يرفع الحزبُ الشيوعي اليوناني لافتتات متطرفة ففي رأيه يجب القيام بهجومٍ مضاد على النظام الرأسمالي، ورفض الدعم الواسع للأحزاب لهذا النظام، ولمحاولاتها تطويره، عبر فرض سلطة والاقتصاد العماليين الشعبيين، وفك ارتباط اليونان بالاتحاد الأوروبي وإلغاء الديون من جانب واحد والتملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج!
الحزب الشيوعي اليوناني لا يقدم بهذا حلولاً نضالية حقيقية وهو كلام عام في الهواء، خاصةً إذا كانت رؤية الحزب متطرفة على مستويي السياسة الداخلية والخارجية فهو مؤيدٌ للدكتاتوريات الشرقية وللأنظمة الفاشية في العالم العربي الإسلامي كالنظامين السوري والإيراني كما تظهر من بياناته في تأييد سياسة الأسد في المذابح!
لكن أمام الحزبين الحاكمين في اليونان مشكلات كبيرة خاصة إذا توجها للتسريحات في صفوف عمال القطاع الخاص، وزيادة الأسعار وبيع المُلكيات العامة!
ولهذا فإن تحميل الجمهور العادي فواتير الأزمة العميقة التي سببتها الطبقةُ الحاكمة الثرية بهذا الشكل سيؤدي إلى انفجارات أكبر وانتخابات جديدة وأزمة سياسية اجتماعية طويلة!
اليونان مرتبطة بالدول العربية والإسلامية ومقاربة لنا وحالتها تفيدنا في فهم حالة التطور الاجتماعي الراهنة للشعوب، وخاصة في كيفية تصديها لنفس مشكلاتنا.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي
- من أسبابِ الحروبِ الأهلية


المزيد.....




- مسلسلات تركية.. -ورود وخطايا- مسلسل جديد يجمع مراد يلدريم وج ...
- أمير قطر بالأردن.. ما الذي تحمله زيارة الشيخ تميم بعد -القمة ...
- لا تهاجمها إسرائيل.. كيف تشكلت مجموعة ياسر أبو شباب وما خلفه ...
- ترامب يحظى باستقبال ملكي في وندسور: 1300 عسكري وعربة ذهبية
- لوحات مفاتيح تضمن سرعة الاستجابة لتحسين طبيعة اللعب
- واشنطن تُدرج أربعة منها على قوائم الإرهاب، ما هي أبرز المليش ...
- الذكاء الاصطناعي يصنع نجمات -ساحرات- للعلامات التجارية في جن ...
- كيف ينظر المجتمع الإسرائيلي إلى الحرب في غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يمهل سكان مدينة غزة 48 ساعة لإخلائها
- الربو لدى الأطفال.. لماذا تكثر الحالات في كل دخول مدرسي؟


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)