الانصهارُ الوطني في النضال

عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إذ يعاني بعضُ الشعوب المشرقية العربية تغلغلَ الفاشية الإيرانية يغدو السؤالُ المركزي الساخن ما هو الحل من اختطافِ أقسام من هذه الشعوب لأجندتها وتضييعها وعيها عبر شعاراتٍ ثورية زائفة؟
كيف تصل الحقيقة لعقول ممغنطة عاطفياً ومُجمدة سياسياً؟
كيف تناضل لتطوير ذاتها وشرطه هو الكفاح ضد الفاشية الإيرانية؟!
الانصهارُ الوطني يخلق الديمقراطية، فهي لا تتحقق بالتباعد، لا نريدُ أن نصل لمدى النيران السوري، أو تخيم على رؤوسنا سحابةٌ من الصواريخ الطائفية المدار، مازلنا على شاطئ الحرية وأقدامنا تلسعها النيران.
لابد أن ترى تاريخك والنقاط السوداء فيه، لابد من نزع الخطاطيف من على رقابنا، أن نعري الرموز الدموية التي أيدناها، ذلك التاريخ من تأييد الدكتاتوريات، لم نكتشف ملايين الضحايا إلا مؤخراً، لم نكتشفْ تلوثَ بقعٍ من تاريخنا الشرقي، لم نحل عقد تاريخنا الوطني وتركناها في الظل.
شعوب مفتتة، منقسمة بسبب الطائفيات والشموليات السياسية، والحل أن تقاتل من أجل ترابها، وحرية شعوبها، ونقد العدو الرئيسي، من دون هذا النقد لا ننصهر، من دون التصدي لحرابه المتغلغلة في أجسادنا الوطنية لا نطور التحامنا وديمقراطيتنا.
نحن لا نناضل ضد الليبراليين والنهضويين خاصة إذا لم يتدخلوا في بلدنا بل نناضل ضد الفاشيين الذين يمدون شبكاتهم في حلوقنا وقلوبنا.
نناضل ضد الغزو بالوكالة.
نناضل ضد وعي شركائنا المخدوعين في الدراكولا القادم من الكهوف.
نقول لهم بضاعتكم المغشوشة سم ونارً نعيدها لكم ورداً وسلماً، وتحيةً للشعب الكبير الجبار صانع التضحيات والأمجاد الذي لن يتوقف عن صنع الحرية والسلام.
تعلمنا منه كيف نصنع التاريخ ولا نحرق أرضاً.
هزيمةُ الفاشيةِ الإيرانية هي نتاجُ نضالاتِ شعوب المنطقة بأسرها، وكلُ شعبٍ عربي مشرقي يتحملُ قسطاً من أعبائِها بقدرِ تطورِ نضاله الوطني التوحيدي، دفاعاً عن الجمهور ورفضاً لظروف استغلاله وربطاً له بالمسار الديمقراطي الإنساني.
واختطافُ الفاشيةِ لبعض الناس والجماعات هو نتاجُ تاريخٍ اجتماعي سياسي طويل توقفتْ فيه أدوات الوعي وتضخمت الدولُ والأجهزةُ وتم تصعيد حراك الطوائف، والطوائفُ ذات مسارات وجذور قديمة لا يمكن في حالة بعثها السيطرة على ردود أفعالها إلا بتضامن الشعوب وكفاحها المشترك الديمقراطي.
التاجر حين يتوحد مع عماله الوطنيين، والموظف حين يكافحُ هدرَ مال الناس، حين تتقوى البرلمانات، حين تنبعث المشاعرُ الوطنية في زقاق، وحين يكون الانتماء للتراب والوطن، وحين ينصهر الجميعُ في الدفاع عن الأرض، وحين يعود كل تنظيم لسيرته ينظفها من الصمت والقمع وأخطاء التاريخ.
حين تتلاقى زهور الوعي على الضفاف لا البنادق والحرائق.
مجموعاتٌ تختطف دولاً عربية لصالح الأجندة الإيرانية، وهي ذاتها أسيرةٌ مستعبدة، تعرقلُ تطورَ الحريات في جمهورها الذي تخلفَ ولم ينصهر في معارك النضال الوطني، وتطورها الديمقراطي يكمنُ في صراعِها ضد هذا الاختطاف ودفاعها عن حرية الشعوب من دون تجزؤ.
لا تنفصل معارك التغيير الديمقراطي بين شعوب الأمة العربية وشعوب الدولة الإيرانية، والمعركة تتسع وتتصاعد، اليوم يتضعضعُ النظامُ الفاشي السوري حتى يُهزم، وغداً يتقلقلُ النظام العراقي، وتحتدم المعركةُ الديمقراطية في الداخل الإيراني فيصدرُ رعبَه وقلاقله للخارج، ويزدادُ شراسةً، وتكثرُ الضحايا في الخارج، وكلما اقتربتْ المعركة النهائية زادت الكوارث.
الانصهار الوطني هو الطريق للديمقراطية، للتوحد الشعبي لكل بلد، لإزالة التطرف في العداء للتغيير والحداثة والحرية.

#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل