أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - الفقراءُ والفاشية الإيرانية














المزيد.....

الفقراءُ والفاشية الإيرانية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 09:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



لكي تصطادَ الفاشيةُ الفقراءَ لابد لها من كلامٍ ثوري، ومن عباراتٍ مجلجلةٍ لسحق الظلم وعوز الفقراء وذلهم، وأن تهاجمَ بقذائف نارية الأغنياءَ والأشرار، ولكن ليس لديها خطة عمل، ولا برنامج اقتصاديا سياسيا لتطوير حياة العمال والفقراء.
أربعةُ عقودٍ من التحول السياسي الإيراني في زمن الشاه تراكمتْ فيها شعاراتُ الكراهيةِ للغرب والحداثة والديمقراطية والعلمانية، وأبرزتْ فقرَ كادحي القرى واستنزافهم من قبل الإقطاعيين والرأسماليين، وهاجمتْ الثورةَ البيضاء التي قدمتْ بعضَ الأراضي للفلاحين، ولكن لم توجد برامج لدى المنظمات الدينية الطائفية لتغيير حياة كادحي إيران ولا القوميات الإسلامية الأخرى التي تشاركها الدولةَ الإيرانية التي تمددتْ فوق عظامهم بقوة السلاح خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
حل قضايا العمال والفقراء والقوميات المضطهدة وحل قضايا التطور الاجتماعي المركب والصعب لم يُطرحا عبر برامج يمكن تنفيذها بل من خلال الخطب الدينية المتعصبة والهذيان الديني الصاخب، وعبر استغلال العبادات وتحويل المراكز الدينية لمراكز سياسية تجند الملايين من الفقراء المحبطين المعوزين التائهين في تحولاتٍ رأسمالية يرونها كفوضى وخسوف طبيعي، ولا يمتلكون الأدوات السياسية والاقتصادية والنقابية لتحويلها بشكل ديمقراطي مستمر.
كان استخدامُ الموروث الديني وشحنه بالتعصب يمثلان تناقضا رهيبا، فهذا الموروثُ المسالمُ الداعي للتعاون والحب كيف يمكن تحويله لعنف؟ كيف يمكن تحويل الشباب والأطفال لقتلة؟
هذا الموروثُ الداعي لهز الذات وعدم إيذاء الآخرين كيف يمكن تحويله لسياسة فاشية؟
تم ذلك عبر نشر العداء المذهبي، وتصوير المذاهب الإسلامية الأخرى كمذاهب معبرة عن الأغنياء الفاسدين، أو أنها تعبيرٌ عن المحافظة غير الثورية، في حين أن المذهبَ المختار هو المعبرُ عن الكادحين المظلومين، وكان تفجيرُ العصابِ المذهبي يتم حتى من خلال أسماء (تقدمية) لا تُدرك آفاق شعاراتها وتحليلاتها السطحية.
وفي مرحلة النظام العملية كان استغلالُ العبادات والشعائر يتحولُ لأجهزةٍ (بوليسية)، حيث اللجان والعصابات المسلحة في الأحياء والقرى تفرضُ ما ترتئيه بالقوة والعنف، وكان ضرب النساء والمختلفين فكريا يتحول إلى قمع واسع ثم إلى مذابح لليبراليين واليساريين والإسلاميين المعادين للدكتاتورية.
ثم في مرحلة أخرى حين يتحول الجيشُ لأداةِ حربٍ ضد القوميات الإسلامية الأخرى في الدولة نفسها ثم أداة تصدير التدخلات وتحويل الأتباع في الدول المجاورة لتنظيمات تُجرلا شيئا فشيئا لسيطرة المركز في طهران.
ولهذا فإن التنظيمات الطائفية المحافظة في الأرياف العربية يُطبق عليها هذا السيناريو عبر سنوات، حيث تظهر الأفكار النضالية (النظيفة) وشعارات الكفاح الديمقراطي وتحرير الوطن، وتحتها دعاية سوداء كثيفة ضد الأغنياء والمفسدين، وفي الداخل الطائفي تُصعدُ الشعارات المميزة للذاتِ الطائفية المنفصلة عن الشعب وعن المسلمين، وعن (النحن) المظلومة، والمحرومة عبر التاريخ، وكون السلطة قد سُرقت (منا)، و(إننا نحن) عنصر النقاء الأصيل، و(نحن) الدم النقي الذي لابد أن يُطهر من خلال القوة ومن خلال العنف.
تقوم الأجهزة الفاشية الإيرانية مع تصاعد إدارتها الفاشلة للمجتمع الإيراني، وكون الطهارة الدينية المزعومة لم تتحقق، وأن الداخل مليء بالمشكلات مع غياب الديمقراطية، والمنابر الحرة، إلى تصدير المشكلات والدعوات للخارج، والمسألة ليست نقصا في الميزانية فالميزانيةُ كانت هائلة في البداية، ولكنه نقص في البرامج، وفي الاعتراف بالتنوع الطبقي الصراعي داخل الطائفة وداخل المجتمع، وأن هذه الصراعات تُحللا في مجتمع ليبرالي ديمقراطي ولكن الفاشية هي نقيضُ الاعتراف ونقيض تجسيد الديمقراطية والإنسانية.
ولهذا لابد من تصعيد العنف، ليغدو برنامج نفي الحياة وتصعيد الحروب هو البرنامج الأصيل في عظام هذه الحركات.
في السابق في زمن الأنظمة المحافظة المتنوعة لم يصلْ العداءُ بين المسلمين الى هذه الدرجة المروعة وإلى تكوين أحلاف وخلق خندق هائل بين الأمم المتعايشة قرونا، ولكن حتى حافة الهاوية هذه خطرة وجر الشعوب لقاعها مسألة كارثية مخيفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي
- من أسبابِ الحروبِ الأهلية
- الأيديولوجيا والتكنولوجيا
- الطبقة الضائعة المنتجة
- العلمانيةُ بين المسيحيين والمسلمين
- الإخوانُ وولاية الفقيهِ
- موقفُ المتنبي (2-2)
- موقف المتنبي (1-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (2-2)
- الوعي الفكري عند ماوتسي تونغ (1-2)
- الفرديةُ الحرةُ المفقودة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله خليفة - الفقراءُ والفاشية الإيرانية