أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطورُ التحديثِ في السعودية














المزيد.....

تطورُ التحديثِ في السعودية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 08:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



في كتابهِ «نخب التحديث السعودية» يقيم الباحثُ مشاري عبدالرحمن النعيم قراءة نصوصية استشهادية واسعة متنوعة متقاربة ومتضادة، معبرا عن تجسيد وعي تحديثي في خطواته الأولى لتشريح المجتمع في السعودية:
«مع تواصل عملية التحديث الاقتصادي الاجتماعي الذي تقودهُ الدولة، ومع تعمق التواصل التعليمي والثقافي والإعلامي مع الغرب، ترسخت ضمن المجتمع السعودي خلال المرحلة الحالية ثنائية واضحة، هي ما عرفه الفكر العربي الحديث بثنائية الأصالة والمعاصرة»، ص 59، دار الانتشار.
يتوجه الباحث لاستخدام مصطلحات حديثة وفيرة من دون حضور التحليل الاجتماعي لها، فهي تغدو تجريدية، نظرية. لكن إذا ارادَ البحثُ أن يتوجه لدرس كيفية نشوء التحديث فلابد من قراءة تطور المدن السياسية التي قادت هذه العملية والهياكل الاقتصادية الاجتماعية السياسية التي نشأت عبر ذلك، والكتاب يحاول تلمس هذا عبر سرود تاريخية وامضة عن ماضي المملكة، ثم يبحث عناوين الاتجاهات المختلفة ويكثر من الاستشهادات الفكرية العامة للكتاب العرب والسعوديين، فيقارب بعض المقاربة الأرضَ الموضوعية للمجتمع من خلال محطات التيارات.
مع نشوء دولةٍ دينية جديدة توحيدية فقد سارت حسب ظروف ومهن الرعي والزراعة والتجارة القديمة والحج بدورهِ الاقتصادي الكبير القديم والراهن، تكونت بنية قديمة كانت بنية اجتماعية مفككة وراحت تترابط في القرن العشرين، ليحولها الاقتصادُ النفطي لبنيةٍ موحَّدةٍ متسارعة التطور.
لكونها دولة سياسية دينية على طريقة المسلمين منذ التحول الأموي-العباسي، حيث كانت هيمنةُ التحديثِ السياسي الاجتماعي غالبة على الحضور الديني التقليدي، فإن مسارات الحياة الاقتصادية الاجتماعية وحاجاتها تلعب الدور الأساسي في التطور كما حدث خاصة مع التلاقي والصراع مع الحداثة الغربية.
وما قبل ذلك كان الوعي السياسي الشعاري التوحيدي العنيف في مستوى القبلية السائدة وقتذاك بين القبائل التي تعيشُ في ظروف عسيرة متقشفة أمية، ولكن هذا الوعي لم يُحدّثْ ولم يتم تجاوزهُ بل بقي هو المظلة الايديولوجية للمجتمع، ولكنه لم يعد كذلك بشكل تام، وخطوات التحديث المتسارعة في حالةٍ راهنةٍ تفكيكية له.
وسوف نجد أن مدنَ الساحل الخليجي كالدمام والخبر تسبقُ الرياضَ العاصمةَ الحالية، في النمو وتجميع السكان الرعاة والمزارعين داخلها وتحويلهم لعمال وتجار، وغدت المدن الساحلية الخليجية أول مرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية تحوي كثرة سكانية متزايدة.
فعدد سكان الدمام سنة 2011 بلغ 900000 نسمة (تسعمائة ألف) والخبر (أربعمائة وثمانين ألفا) حسب إحصاء 2009، وهي أرقام تواكبت مع النمو الصناعي النفطي الحكومي وفي حضنه نمت التجارةُ الخاصة وتطوراتها.
لكن منذ السبعينيات تغيرتْ لوحةُ المدنِ السعودية فقفزت مدينةُ الرياض لتكون المدينة الثانية من حيث عدد السكان بعد مدينة مكة المكرمة.
«بلغ عدد سكان مدينة الرياض ما يزيد على 4,8 ملايين (مما يُقاربُ خمسةَ ملايين) نسمة مقارنة بنحو 4,6 ملايين نسمة عام 1428 هـ (2007م)، بنسبة نمو 4%» موسوعة ويكبيبديا.
مكة المكرمة المدينة الدينية المقدسة اعتمدت على سكانها والحجاج الذين سكنوا فيها على مر التاريخ، فكانت المدينة السكانية الأولى.
أما الرياض فهي مركز مؤسسات رأسمالية الدولة النفطية، حيث تأتي أغلبُ فوائض النفط النقدية، وبالتالي فإن طبقات وفئات كبيرة تتكون حسب مداخيلها الكبيرة، فالدولة هي السوق الكبرى حسب ابن خلدون.
لهذا نستطيع أن نعيد آراء الباحث لبعض ظروف الأرض الواقعية، فضخامةُ المداخيل لموظفي الدولة الكبار، وارتفاع أسعار النفط بأشكال هائلة، أديا إلى ضخامة المؤسسات السياسية والعسكرية والإدارية وهي التي استقطبت القبائل، ثم انعكس الفيضُ النقدي على الفئات الوسطى بأشكال أقل حسب قربها من الوزارات، فيما جاءت الطبقات العاملة الوطنية في مرتبة أقل.
في زمنية الحرب الباردة قُزم اليسار والاتجاهات القومية التي كانت مع رأسماليات حكومية إلغائية للقطاعات الخاصة والليبرالية، ولهذا فإن النظام في السعودية لاءم بعد ذلك بين الجماعاتِ الرأسمالية الخاصة والفئات الدينية التي عاشت كسلطة فقهية قوية.
إن الحراك بين الإقطاع كمنظومة للعصر الوسيط إلى الرأسمالية كمنظومة للحداثة، لايزال في خطواته الأولى في الجزيرة العربية عامة، بخلاف بعض الدول العربية.
وقد وجهت الطبقةُ الحاكمة ومجموعات رجال الأعمال المستفيدة الفوائضَ النقدية الكبيرة نحو التجارة وشراء الأراضي وتصاعد العقارات والمؤسسات الاقتصادية المختلفة ومن ثم النشاطات المالية الكبيرة داخليا وخارجيا أكثر من تحويلها للإنتاج الصناعي التقني العلمي في البلد ومجلس التعاون عامة، ولابد في هذه المسألة المحورية من دراسات لمعرفة أحجام التحول وقواه البشرية والمادية لكونها حاملة التحديث، بدلا من التمحور كلية حول الأفكار.
إن طبيعة التكوين التقليدي التحديثي، الإقطاعي المتبرجز، ستكون أساس تكوين المجتمع يرفده مرة التكوين الفقهي المحافظ أو يعارضه حسب التطورات وكلما زادت المسافةُ بين التوظيفات وبين القطاعات الشعبية المختلفة ازداد التوظيفُ السياسي الاجتماعي الهدامُ الذي لا يسعى الى تأسيس تطور ديمقراطي وطني متصاعد يحفظ كيانات المجتمعات رغم الصراع.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني
- الدساتيرُ والقلقُ السياسي
- السيناريوهاتُ الحادةُ واحدة
- الدساتيرُ والحراكُ الاجتماعي


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - تطورُ التحديثِ في السعودية