أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - لأنة إنسان حقيقي أسمة: مفيد الجزائري














المزيد.....

لأنة إنسان حقيقي أسمة: مفيد الجزائري


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعجب ضيفنا وانتابته كلمات الاستغراب وهو يدير رأسه في غرفة الضيوف يشاهد صورا لم يراها أبدا في حياته حسبها في أول الأمر أجداد العائلة.
وكسر له شرح بسيط تساير مع وعيه العشائري تنافذ في أعماقه ليعيد إلى الواقع قصصا وحكايات ترتجع بطريقة الانعكاس التي شرحها "بافلوف" تسترجع لهذا الضيف ذكرياته وهو يتفاخر ببعض أقاربه من العشيرة بأنهم ساروا بنفس الدرب الذي خطى علية أصحاب الصور المعلقة .
أخذتنا الدهشة في بداية الأمر هل ما يقوله هذا الضيف حقيقي في واقعة أم هو خيال العراقي المضطرب الناسج والملفق لقصص الخيال.
ولم يمنعه تناول الطعام عن السير إلى نهايته مع حكاياته التي أخذت منحنا آخر تشهد بالامتنان لشخص لم تتواجد صورته مع الثوار قال عنة بالحرف الواحد:
" الشهادة لله أن هذا الشخص هو صاحب الفضل لأنة ضمن لي وظيفة في وزارة الثقافة بعد أن طردني الكل ولولاة لماتت عائلتي من الجوع "
حتى وصلت الحكاية إلى منعطف آخر بالانتساب إلى احد مخضرمي النضال الشيوعي ممن وطأت أقدامهم أرضيات السجون القذرة وزاروا منافي الغربة بدئا بالعمارة إلى ديالى حتى سجن الكوت .
وبدئا نسأله على طريقة محققي إلC.I.A وإفراد إل F.B.I كما في أفلام هوليود الممولة بنفقة الدفاع والأمن القومي لنزيح الالتباس والشكوك التي بدأت تراود نفوسنا عن شخصية هذا الرجل الغارق في الدين والصلاة وهل ما يقوله هو الحقيقة أم العاطفة ومسايرة حديث اللحظة .
لان الشخص العراقي يعيش بشخصية مضطربة ويرتاد البار والجامع بنفس الوقت يستطيع التلون في كل الأماكن لم يتحدد وجودة الاجتماعي ليخلق له وعيا طبقيا بعد.
وبطريقة الغباء هذه جلب على نفسه بلاء المتسلطين حتى بالعيش بنعيم الديمقراطية لان شخصيته الداخلية يحددها المجتمع الهزيل ولأن هويته الممزقة متشتتة في قطيع المجتمع فهو لا يريد الخروج من قوقعة المجتمع ويتمسك به وبنفس الوقت يكره ويشتم هذا المجتمع القابض على أنفاسه .
فيكون هذا الإنسان تقيا مع فقهائه عربيدا في ساعات انفراده يعيش حيوانيته البهيمية وهو يعي ذلك لكنة بنفس الوقت لا يستطيع التعبير عن راية بحرية وان كان يرى بنفس الوقت صورة اللص والفقيه سيان لكنة لا يتجرأ بالنطق والبوح عن ذلك .
نجح ضيفنا في كل الاختبار وعاد تصنيف الأسماء إلى جداولها ورتب الأيام كما في زمنها بنتيجة تقول أنة لا يكذب بالانتساب لذلك المناضل العتيد الذي كانت وصيته الأخيرة للسائرين في النعش هي المرور من أمام مقر الحزب لأداء التحية والسلام علية حتى بعد توقف نبض الحياة والأجهزة الحيوية .
وفي المأتم الذي جاور ساحة الفردوس توقفت الحكاية بمطافها الأخير لتصل عاطفة هذا الشخص إلى ذروتها ليسهب في مديح ممن اعتنقوا فكرة نؤمن بها وكيف أنهم يختلفون عن كل ما شاهدهم من جنس البشر وعاد يسأل نفسه ويجيبها بسؤال محير :
"كيف لا ينتخب العراقيون هؤلاء الناس بطيبتهم "؟
لأنة رأى منهم شيئا يصعب تصديقه في ذلك المأتم الذي نصبة أنجال الفقيد وكيف وصل صاحب الفضل علية بسيارة أجرة صفراء اللون أنزلته أمام المأتم بزي لا يصدقه أبدا ممن لا يعرف أن هذا الشخص كان وزيرا سابق في تلك الحكومة التي يفوق رواتب درجاتها الخاصة البسيطة راتب ساكن البيت الأبيض وصاحب القرار الأول لكل حاملات الطائرات ببدء الإذن برشق الصواريخ العابرة الموجهة والذكية ويملك وزرائها أساطيل من السيارات وأفواجا من الحمايات الخاصة لقطع كل شوارع العاصمة .
وزاد من تعجبه هندام هذا الوزير البسيط للغاية وطريقة جلوسه وسلامة على المعزين حتى مغادرته لمأتم رفيقة في النضال باستئجار سيارة أجرة أخرى.
ضحكنا كثيرا ونحن نودعه واجبنا على سؤاله المحير بجواب ربما زاد من تعجبه بكلمة قد لا يفهمها أبدا ولن يستطيع أن يفك إسرارها بان هذا الرجل والوزير السابق للثقافة في جوهرة ( إنسان حقيقي) ربما لا يختلف عمن سبقوه من أصحاب الصور التي تتشرف الجدران وتتزين بحملها لهم في غرفة الضيوف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبارك للعراقيين قطع البطاقة التموينية ..وإنشاء الله نحو سنة- ...
- هل ستكون كردستان الحرة المستقلة منارة للحرية ؟
- تحية أجلال لأكتوبر التي أوقفت التاريخ على قدميه
- وخجلت كثيرا أن أقول باني مازلت عراقي
- بعد هزيمة مالمو بالسداسية : مازال العراق صغيرا في رياض الأطف ...
- أيها المؤمنون : حددوا لنا دينا نتبعه .حددوا لنا ربا نعبده
- الإلحاد :- ذلك المسمى الظالم - - دعوة من اجل إيجاد كلمة ينحت ...
- برحيل الفنان احمد رمزي :احمد رمزي ومسؤول التنظيم البعثي وثار ...
- الفرق الإسلامية هي المسئولة عن الإساءة وهكذا قال كتاب الغرب ...
- برافو أميركا :- اللعبة العراقية -بوش- بدئها -وميت رومني- سين ...
- سيد المتسلطين العراقيين وقائدهم
- الماركسيون قالوا ويقولون ذلك فقط
- هكذا قال لينين:- لن تحرزوا النصر بدون روسيا الشيوعية..مهداة ...
- فرقة ناجي عطا الله : لو كان البنك عراقياً لصدقناك يا عادل إم ...
- أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية
- قصة ألم شيوعية من أولمبياد لوس انجلوس
- فؤاد النمري : آخر البلاشفه الصامدين
- إلا من مغيث يغيثنا ؟
- تقدست عبد الكريم قاسم أيها -المسيح ابن الشعب-
- وتمنياك يا -محمد مرسي - عراقياً


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - لأنة إنسان حقيقي أسمة: مفيد الجزائري