أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية














المزيد.....

أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشابه اسم الرياضة الاولمبية العراقية إلى حد كثير عنوان كبير يسمى الإمبراطورية الرومانية المقدسة لان هذا المسمى الفارغ لم يكن بالأساس إمبراطورية ولا رومانية وبالتالي لم تكن مقدسة .
والرياضة الاولمبية العراقية بقيت حالها حال المشاهد البسيط يسترق النظر بعيونها المليئة بالتراخوما من شاشات الفضائيات ذات النقل المباشر والمعاد تشاهد أبطال العالم في بلد الضباب يعلقون ميداليات الفوز بعيون تضحك بدموع النصر .
لا يعرف التاريخ الاولمبي أبدا مسمى عراقي دخل تاريخه ولم تتشرف سماء الاولمبياد برفعة علم ميسوبوتاميا في أجوائها إلا بيوم برونزي يتيم حققه الرباع عبد الواحد عزيز أيام الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم باولمبياد روما 1960 .
ومن ذلك التاريخ المنسي إلى مسار هذه اللحظة بقيت الرياضة العراقية بكل طبولها المقرعة ودعايتها الفارغة بألعابها الفردية والجماعية مصابة بالشلل الرعاشي لا تستطيع عضلاتها الواهنة مجاراة الأقوياء من دول لا تتملك نصف أو ربع ميزانية نفط ميسوبوتاميا الدافق .
والذي يريد تحليل الأسباب وفك غموض هذا اللغز المحير لكي يصل بالتالي إلى نقاط الاستنتاج الرئيسية ومعرفة الأسباب يجد إمامة جبال من العوائق الهائلة.
وصلت الرياضة العراقية إلى أوج قمتها بعصرها الذهبي للفترة الزمنية (1978- 1990) ودخل منتخبها الاولمبي أجواء موسكو 1980 بالتزكية رغم خسارته أمام الكويت في المباراة الحاسمة بعد مقاطعة دول حلف الناتو بزعامة أميركا للدورة بعد غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان .
تخطى المنتخب العراقي منتخب فنلندا وكوستاريكا بإقدام فلاح حسن وتعادل مع يوغسلافيا ووصل إلى الدور الثاني وخرج برباعية ثقيلة من ألمانيا الشرقية ولم تحقق الألعاب الفردية شيئا بعد أن ضاع رباعوا ميسوبوتاميا أمام رباعي الكتلة الشرقية وعادت البعثة الرياضة آنذاك بخفي حنين وتكرر الأمر باسوا منة في اولمبياد لوس انجلوس حتى بعد مقاطعة الكتلة الشرقية وإبطالها لهذه الدورة وخرجت الكرة العراقية مهزومة من قبل الأسود الكاميرونية قبل أن تطحنها الماكينة اليوغسلافية بالرباعية ولم تستطع القبضات العراقية من اختراق حصون القبضات الكوبية والأميركية لتخرج مهزومة بالقاضية إمام أبطال العالم لتعود الرياضة العراقية بعد ذلك بأربع سنوات بدعاية هائلة يوم وطئت أقدامها ارض سيئول ووصل الأمر بحماس الجمهور والأعلام إلى إجراء استفتاء على صفحات مجلة " ألف باء " توقع فيه القراء بنسبة 60 % أن يصل المنتخب الاولمبي العراقي بكرة القدم إلى المباراة النهائية وتوقعت كل المجلات الرياضية برؤساء تحريرها أن تحرز الرياضة العراقية المتمثلة برفع الأثقال . الملاكمة .المصارعة أوسمة فضية على اقل تقدير بدورة اجتمع فيها "الناتو " وحلف وارشوا " لأول مرة بعد 18 عشر سنة من القطيعة .
ولم تكن سيئول بأحسن من سابقاتها بعد أن خرجت كرة بلاد الرافدين من الدور الأول متبوعة بالملاكمة والمصارعة لتضيع الرياضة العراقية تماما بعد كارثة الكويت بزمن استمر حتى هذه اللحظة .
رياضة اليوم أصبحت بضاعة تنتج أبطالها مصانع عملاقة تعتمد على تقدم التكنولوجيا الهائلة دائمة التحسين وهي بالتالي ناتج من نواتج هذا التقدم وهذا ما ظهر جليا عبر اولمبياد لندن حيث نالت الدول المتقدمة تقنيا وتكنولوجيا كل ميداليات المعدن النفيس واحتكرت أقدام أبطال هذه الدول منصات التتويج .
لذلك فان أول استنتاج يطرح نفسه بقوة ليس هناك رياضة بدون تقدم تقني هائل في كل مجالات الحياة يتبع باستكشاف حقيقي للمهارات والمواهب بعيدا عن روح المحسوبيات والوصوليات المقيتة والولاء السياسي للايدولوجيا لذلك فان أمام رياضة ميسوبوتاميا شوطا طويلا قد يكون محسوبا بالعقود الزمنية أن لم يكن بالقرون في بلد بدائي الفكر والممارسة يفتقر إلى كهرباء القرن الثامن عشر وتفتقد أرضة لغة البضاعة ودوران المصانع قبل أن تسمع آذاننا من جديد ترنيمة الرائعة "هيفاء حسين " وهي تتغنى بأبو جاسم بصوتها الساحر:
" العب يحبيبي تمرن ..العب عل الطوبة تفنن "
"يعجبني أشوفك لاعب ... اسمك يملي الملاعب "
بعد أن غادرنا أبو جاسم بغير رجعة .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة ألم شيوعية من أولمبياد لوس انجلوس
- فؤاد النمري : آخر البلاشفه الصامدين
- إلا من مغيث يغيثنا ؟
- تقدست عبد الكريم قاسم أيها -المسيح ابن الشعب-
- وتمنياك يا -محمد مرسي - عراقياً
- لا مشايخ السنة أبا بكر الصديق ولا ساسة الشيعة علي بن أبي طال ...
- مسرحية لعنايت الله رضائي اسمها :لينين إمبراطورا
- الخصام على ستالين والمسالة القومية بين الياس مرقص وبسام وبسا ...
- العراق :كوميديا تصديق الأزمة
- فلنضيف للبيان الشيوعي فصلا أخر أسمة . بروليتاريون وخدميون
- ماذا أقول في عزيز سيد جاسم يا عريف الحفل ؟
- تكتيك الحزب الشيوعي في المجتمع الخدمي
- الأحزاب الشيوعية العراقية بعد عشر سنوات : قراءة ماركس مقلوبا
- أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني
- شلنا بالقمة العربية ودوخة الراس
- ماذا كتبت -روز اليوسف -عن البارازاني وجلال طالاباني قبل خمسي ...
- من يتجاسر ليقول لصدام حسين _إنهم العبيد _؟
- مانع- احترق يا مولانا العراف
- الديالكتيك المادي والمادية الديالكتيكية وبراءة إنجلز والنمري
- أميركا والتكفير عن تحرير العراق


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - أولمبياد لندن : ميدالية من الخشب للرياضة العراقية