أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني















المزيد.....

أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 22:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني
هي ليست مذكرات بالقدر الذي تؤرخ لمشاهد تبقى مرسومة تصور حجم مأساة تلاشت تكون عصية على التصديق لذلك الذي لم يكتوي بنارها الحامية. نحن والبعث ومسيرة بدأت فصولها بعد انقلاب "شلة تكريت" على الرئيس احمد حسن البكر وإدخال العراق نفق العسكرتاريا المقيتة وإعادة تاريخ الهتلرية السالف وتحويل العراق إلى ثكنة عسكرية مقيتة .
سن الطفولة الخامس الابتدائي : بعمر التسع سنوات وقعنا ونحن لا نعرف ما هي الحياة على تعهد يقضي بالإعدام يتضمن عدم الانضمام إلى أي حزب أخر غير حزب البعث من قبل معلم الابتدائية ومسؤول مكتب الابتدائيات في نهاية سبعينيات القرن الماضي .
وارتدينا ملابس الطلائع الزرقاء المزينة بخارطة الأمة العربية وسرنا في طوابير تسير على إيقاع الصفارة في مراكز الشباب مثل "شبيبة هتلر" أنشدنا عند الصباح " شعلة البعث صباحي .. وجبين الشمس ساحي ".
وأصبح للطلائع برنامج تلفزيوني أسبوعي تقدمة "رقية عبد الحسين " مساء كل سبت .
خالطنا البكاء حسرة بطفولة تجد نفسها باكية يوم الجمعة عندما تأخذك سوح التدريب على مشاهدة أفلام الكارتون صباح الجمعة حين يكون ثمن الغياب تلقي الأيدي الناعمة ضربات العصي صباح السبت .
الأول المتوسط : بداية عقد الثمانينات تم جباية ما يسمى" بدل الاشتراك " برسم مقداره مئة فلس عن كل طالب من قبل المسؤول البعثي ولبسنا ملابس الفتوة وتعرفنا هذه المرة على بندقية الكلاشينكوف وان كانت بيد المدرس الذي أصبح يسمى "بالرفيق المسؤول" .
الرابع عام : منتصف الثمانينات لبسنا الخاكي المتسخ واستلمنا بنادق الكلاشينكوف من مشاجب السلاح ودخلنا بامتياز خدمة العلم من باب الجيش الشعبي "سي الصيت" فككنا الكلاشينكوف الروسية الصنع عيار "7.6 ملم" وعرفنا أنها تعمل بقوة الغاز ونابض الإرجاع بخطوة تصنع منا رجالا كما يريد "القائد الضرورة " وبقيت هذه المعلومة تراوح مكانها وتعلك نفسها لمدة ربع قرن من الحياة.
الخامس العلمي : دخلنا مراكز التدريب الحقيقية في نفس المحافظة كمقاتلين حقيقيين وعرفنا كم حقيرة هي الحياة العسكرية بكل مفرداتها وسكانها من العرفاء والجنود وأصبحت العطلة الصيفية كابوسا مرعبا يرتدي لون الخاكي الحقير الذي منعنا إن نشاهد الساحر مارادونا وهو يرفع كاس العالم في " الأزيتيك " .
لم تقبلني الكلية العسكرية بين قاعاتها لأكون ضابط يحمل مرسوما جمهوري كما كان يريد مني والد رحل باكيا بأمنية لم تتحقق وان كان معدلي الدراسي عاليا بسبب ماضي لم أكن أنا من بين مفرداتة لتنموا مابين جنبات النفس عقدة كرة لكل ما يحمل اسم العراق .
أيام الجامعة : أصبحت العطلة الصيفية جحيما لا يطاق أصبح معها الإكمال في المناهج الدراسية وسيلة للخلاص من خدمة الخاكي القسريه أيام العطلة الصيفية على ارض معسكرات " فايدة - الموصل " .
وتسربلنا أخيرا بقسر الخاكي اللعين في أحقر الأماكن وأبعدها عن عيون الأحبة في ألوية لا يحتمل واجبها اقوي الحيوانات صبرا .
احتملنا شتائم ضباط التدريب و أمراء السرايا وحملة شارات الأركان من مناطق " عفترة "التي يكون فك رمزها ( عانة . فلوجة .تكريت .راوة .هيت .) أصبحت الأجازة أمنية تطول كثيرا وكثيرا تصبح معها مدة الثلاثين يوما كأنها كل العمر لتنعم برؤية أم باكية وطفلة صغيرة لازالت تنام مع القماط .
و خلصنا من براثن "خدمة الألم" بعد مسيرة سنة ونصف لم تكن كافية للخلاص من شكل البعث حتى بعد تدمير كل العراق بعد هزيمة الكويت ليعود البعث يعزف هذه المرة سيمفونية جديدة تغنيها حنجرة القائد الملهم " أبو الليثين " عنوانها تحرير القدس وتبدأ فصول مسرحية جديدة اشد مرارة من كل الفصول السالفة .
وبدئنا هذه المرة نلعب مع "رفاق البعث" لعبة القط والفأر . غيرنا أماكن النوم بعد أوقات الغروب في بداية الأمر للإفلات من قطعان الذئاب البعثية وهي تداهم البيوت عند منتصف الليالي أيام حملات جمع المقاتلين لقواطع جيش القدس سي الصيت .
أصبحت سلطة البعث تنزف نسغ حياتها في هذا الوقت بعد انطلاق قنوات المعارضة في الخارج وتهديدات البيت الأبيض بإسقاط نظام صدام حسين . تفشت الرشوة العلنية في صفوف الجيش وناغم القائد ضباطه المفلسين بإعادة خدمة الاحتياط لكي تكون موردا مدرا للنقد لجيوبهم الخاوية عبر بيع الإجازات لطالبي الحرية من جحيم ساحات العرضات بعد انهيار سلطة الدينار العراقي إمام الدولار الجاذب لكل الهاربين من ارض العراق عبر بوابة الأردن .
وجلسنا نضحك على ضباط الركن في أخر المطاف ننتظر دبابات الفاتحين وهي تحث الخطى منتشية نحو مقر الشر في بغداد لوحنا لها بالأيدي ورمينا أمام سرفها الهادرة بنادق البعث المهزوم برفقة الخاكي المتسخ .
وانهار البعث ورحل بعيدا مع كل أوجاعه وماسية ولم نعرف لهذا الراحل من هوية محددة تكشف عن نفسه و مبادئه وهل هو من أهل اليمين أو أهل اليسار كما ذكر لي جدي لامي وهو يتذكر قصة بطلها " عزة الدوري" وهو يقص الشريط لمشروع أروائي في جنوب العراق أيام السبعينات وكيف هم بخنق احد الشعراء الشعبيين بعد أهزوجته التي قال فيها :
"هلة بحزب اليمين واليسار وياة " فلم يكن من عزة الدوري إن اخذ بتلابيبه وخنقه بكلمات " ولك منهو حزب اليمين ومنهو هذا اليسار وياة " ولم تنفرج المسالة إلا بتدخل بعض المسؤولين بان هذا الرجل لا يعرف شيئا عن أهزوجته .
ونحن نتذكر ماسي الأمس نتطلع لمستقبل أخر نتمنى معه التغيير من قبل ذلك الذي يمسك دفة السلطة أيا كانت هويته وملته سائدة أو متنحية دينية أو علمانية يمينية أو يسارية مؤمنة أم ملحدة إن يقرءا الماضي بتفاصيله مبتعدا عن فرض نفسه على الرقاب بايدولوجيا عقيمة تجسده " كقائد ضرورة " أو أب جديد لأطفالنا الصغار تعيد شكل الماضي العتيق تجعلنا نستجدي الفاتحين ونلوح لهم بباقات الأزهار من جديد .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شلنا بالقمة العربية ودوخة الراس
- ماذا كتبت -روز اليوسف -عن البارازاني وجلال طالاباني قبل خمسي ...
- من يتجاسر ليقول لصدام حسين _إنهم العبيد _؟
- مانع- احترق يا مولانا العراف
- الديالكتيك المادي والمادية الديالكتيكية وبراءة إنجلز والنمري
- أميركا والتكفير عن تحرير العراق
- لذكرى الفقيد الشيوعي :-الرجل الذي هو أنا-
- اشهدوا لي عند الأمير بن زياد أنها فكرتي المسروقة
- لينين : صورة حية في عيون الرفاق
- وإن تفتت العراق - الصورة باقية يا ريبوار حمه سعيد-
- النبوءة السادسة والخمسون لانهيار الولايات المتحدة الأميركية
- الشيوعيون العراقيون اليهود في كتابات فاضل البراك -مدير الأمن ...
- نحو جيشٍ عراقيٍ محترف
- وا أسفاه .لم تصبح ميسوبوتاميا الولاية الثانية والخمسين
- بعد تفجيرات الخميس : سلطة بدائية وبغداد ليست ستوكهولم
- رحلة في سجون العراق العظيم ح2 والأخيرة
- رحلة في سجون العراق العظيم ح1
- وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -
- الربيع العربي فوز إسلامي ساحق = وعي طبقي هابط جدا
- بكاء الكويتي في عاشوراء :هل هو اغتراب نقد أم اغتراب مكان ؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد كاظم - أيدلوجيا البعث : كنا وقودها المجاني