أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - عن خروج الشيوعيين العرب من جلد اليسار














المزيد.....

عن خروج الشيوعيين العرب من جلد اليسار


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزابُ الشيوعيةُ في العالم، بعد أن فقدت حاضِنَتَها التاريخية "الإتحاد السوفيتي" لم تستوعب أنها كانت اشتراطاً تاريخياً مرتبطاً بالدولةِ الشيوعية وبالتالي لا بدَّ من إعادةِ النظر في برامجها الأيديولوجية والسياسية بعد انهياره، بل إنها رغم تحجرها فكرياً منذ نهايةِ الثمانينيات نتيجة لانهيارِ الحاضنة الطبيعة التي كانت تُمثل لها حالة النتاجِ الطبيعي للجدل المولد للأفكار ومصادرِ التمويل المالية، فوجئت بتحول روسيا من أقصى الاشتراكية الشيوعية إلى الإقطاعية والرأسمالية البدائية بطيئة النمو والتطور.
تلك الصدمةَ لم تكن حافزاً كما فعل البعض بالبحث عن برامج "ماركسية" أكثر تطوراً، أو إعادة قراءة الفكر الماركسي ضمن المرحلة كما فعل القلّة من الشيوعيين، بل جعلَت الصدمةَ التاريخية هذه تلك الأحزاب تبحث عن حواضنَ بديلة، وفي الحالة العربية لم تجد تلك الكتل السياسية المتصدعة سوى أنظمةً كانت سابقاً حليفَ سوق للاتحاد السوفيتي مثل سوريا "الأسد" وعراق "صدام" وليبيا "القذافي" لتضعَ (بيضاتها في سلتها) ونتيجةً لتحجرها أو تطوير النظرية، رأت تلكَ الأحزاب بالقومية الشوفينية لحزب البعث "الاشتراكي اسماً" بديلاً للفكرةِ الأممية واكتفت بالقشرة الاشتراكية التي تغطي بها عوراتها تلك الدول المحكومة من أنظمة مستبدة، ورأت فيها بديلاً عن أراء لينين وتروتسكي وغيرهم من منظري الشيوعية، وبذلك وضعت تلك الأحزاب الشيوعية نهايةً مريرةً لنفسها بخروجها من بحرِ الأممية لمستنقعِ العبث القومي والشوفيني الذي استطاع "أي النظام العربي" تدجينها أولاً ومن ثم إعادة توظيفها مقابلَ التمويل البديل لصالح تلميع صورته القميئة الدموية.
على الأحزاب الشيوعية المفترضة اليوم وتحديداً تلك القائمة بحضنِ أنظمة عربيةِ وعالمية ضيقة الأفق؛ إما أن تَحُلَّ نفسها أو تُجري تحولاتٍ جذريةٍ بكل برامجها، أو تُعلنَ صراحةً أنها صارت جزءاً من الأنظمة القومية الحالية وأنها بذلك تخلت عن مبادئها وأفكارها مقابل بقاء مكاتبها ورواتب أعضائها، وأن شخصياتٍ مثل ماركس ولينين لم تعد مرجعيتها بقدر ما صار البوطي وحسن نصر الله مرجعيات مناسبة لها، وأيضاً أنها تخلت عن الجدلية المادية والتاريخية في مقابل قناعتها بضرورات ولاية الفقيه.
التوصيف للحالة يشمل الأحزاب الشيوعية المرخصة والقائمة بشكل قانوني بداخل أنظمة ديكتاتورية مثل الحزب الشيوعي السوري والحزب الشيوعي الأردني والفلسطيني وكذلك الإسرائيلي ومنتسبيه من الفلسطينيين الذين لم يروا في انتماءهم لحزب شيوعي "إسرائيلي" التي تعتبر وليدة الإمبريالية ذاتها، عاراً فكيف سيرون بموقفهم المؤيد للنظام السوري عارا؟
ومن المضحكِ جداً أن يجري توصيف تلك الأحزاب "شبه الحكومية" بأنها تُمثل اليسار، على الرغمِ من أنها من اللحظة التي قررت بها الذوبان ببوتقة الأنظمة العربية ودول الاستبداد تخلت عن مبادئها القديمة وخرجت تلقائياً من توصيف اليسار باعتباره موقفاً اجتماعياً وانحيازاً "للبروليتاريا" التي قصفتها وقتلتها ودمرت طبقاتها الوسطى، تلك الأنظمة العربية والرأسمالية العالمية" ويبدو مثيراً للسخرية جداً أن يُوَجه نقدٌ لتلكَ الأحزاب الخارجةِ من لونها بأنها تمثلُ اليسار، ونحن ندرك أنها قد فقدت وظيفتها، بالأحزاب السياسية والأيديولوجية ليست مكاتب وأفراد منتسبين ولا برامج سياسية بقدر ما هي أدوار وظيفية حقيقية تقوم بها تلك الأحزاب باعتبارها أحد أهم مشكلات المجتمع المدني.
ننسى هذه الأيام ضمن دوامة التخاذل والسقوط في مستنقع الأنظمة العربية منذ القذافي مروراً ببشار الأسد اليوم، أن الشيوعيين الحقيقيين من أمثال جبهة العمل الشيوعي في سوريا، رغم تفكك بنية الحزب، بقي أفراده يساريون حقيقيون ينتمون لطبقاتهم الاجتماعية، حالةً متفردةً إنسانياً وتحملُ طابعها اليساري والإنساني المنحاز لطبقاته الشعبية، سواء من بقيَ حتى اليوم منهم في سجون النظام السوري أو من خرجَ منها أو من جرى إعدامه بداخل سجون صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وبقية الأنظمة العربية الشوفينية.
الأحزاب الشيوعية العربية وأيضا بقايا القوميين والأحزاب التي فقدت فاعليتها الحقيقية كمعظم أحزاب اليسار الفلسطيني التي تفرغت من محتواها وذابت منظوماتها في داخل الدولة الاستبدادية العربية جميعها كتل سياسية لا منظومات حزبية حقيقة، فاقدة جميعها لمضامينها الإنسانية قل أن تكون فاقدة لأسباب وجودها بعد أن تحالف مع الديكتاتوريات والسلطات السياسية ضد الشعوب والطبقات.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحولون .. أحزاب ومواقف عربية على شفير الهاوية
- بالنسبة لي
- تكفيريون علمانيون ... الثقافة والسلطة مرة أخرى
- خارطة طريق سورية مرة أخرى
- حول ما يسمى استحقاق أيلول الفلسطيني
- سوريا: الثورة والطوائف والنظام الفاشي
- لتجربة التونسية ومعوقات تكرارها عربياً
- عن الأصوات الأدبية الجديدة وغياب النقد في فلسطين والأردن
- حماس وسعودة المجتمع الفلسطيني
- الفلسطيني المتهم عربياً حتى تثبت إدانته!
- العالم الثالث ودلالات المصطلح السياسية
- (نخلة طيء؛ كشف لغز الفلسطينيين القدماء) ينسف الروايات التوار ...
- العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن
- هزيمة حلفاء أميركا، ما بين معركة غزة وبيروت
- المأزومون بالهزائم..
- ملحمة غزة... وفلسطينيو «الطرف الثالث»!
- صور ورسوم الدم المسيئة للعرب والمسلمين
- مات واقفاً وفياً لكامل التراب الفلسطيني
- مواضيع زائدة عن الحاجة
- الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية


المزيد.....




- مصر.. ما يحصل بالبحر المتوسط ومصير مدن مثل الإسكندرية بعد في ...
- ترامب يمارس -ضغوطا هائلة- لتمرير مشروع قانون يثير قلق الجمهو ...
- ميكروبات تحوّل النفايات البلاستيكية إلى باراسيتامول
- هل تشكل صحة العظام قلقا للرجال؟
- مصدران أميركيان: إيران أجرت استعدادات لتلغيم -مضيق هرمز-
- موجة حر مبكرة تجتاح دولا أوروبية.. وتسجيل درجات حرارة قياسية ...
- أكسيوس: إسرائيل مستعدة لمحادثات مع حماس لإتمام صفقة الرهائن ...
- بسبب انخفاض المخزون.. أميركا توقف شحنات أسلحة إلى أوكرانيا
- دولة أوروبية تحظر استخدام الألعاب النارية ليلة رأس السنة
- الاتحاد الأوروبي يعلن استعداده لتسهيل استئناف مفاوضات البرنا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - عن خروج الشيوعيين العرب من جلد اليسار