أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - خارطة طريق سورية مرة أخرى















المزيد.....

خارطة طريق سورية مرة أخرى


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيامٍ قليلة، كتبتُ مقالاً بعنوان "خارطة طريق سورية" حول لقاءٍ جمعَ المعارضة السورية بالخارج، مع ضباط مخابراتٍ إيرانية، الأمر الذي لم يرق لبعض الإعلاميين، وشككوا بصحة الخبر، مؤكدين على أن إيران ستبقى حليفاً قوياً للنظام السوري، غير مدركين طبيعة السياسة الإيرانية التي لا تعول أبداً على الضعيف، بل على العكس، ومع تورط الأسد في مذابح بشعة ضد شعبه، عادت إيران بعد أقل من أسبوعين من اجتماع مخابراتها مع المعارضة السورية الذي لم يلقى اهتماماً إعلامياً، لتعلن بالعلن هذه المرة عن دعوات إيرانية رسمية لبشار الأسد لوقف مذابحه ضد شعبه والكف عن استخدام العنف المفرط ضده.
هذه الدعوة حملت تكذيباً لفكرة العصابات المسلحة التي يتحجج بها النظام السوري لقتل شعبه، وتبرئة عناصره من القتل، وأخيراً تكذيباً لضخه الإعلامي الطائفي لتقسيم شعبه، باعتبار شعبه، أي الشعب السوري عدو النظام الأول، وليس إسرائيل أو الأمريكان كما يدعي نظام المقاومة والممانعة. ومن جانب أخر يشير الموضوع لأن الإيرانيين لا يختلفون كثيراً عن الأمريكان في التخلي عن حلفائهم حين تسقط أوراقهم.
وعند الوقوف أكثر على الخبر العابر الذي مضى، أو ربما لم يشاء أحد الالتفات إليه، والذي كان خبر اجتماع المخابرات الإيرانية ببعض مجموعات المعارضة السورية بالخارج، وأية رسائل يحملها هذا الاجتماع للنظام السوري ولأقطاب الثورة السورية، هذا الخبر جاء متزامناً مع خروج النائب العام "المحامي الأول" في حماه ليعلن استقالته على شاشات التلفاز بسبب قيام النظام بإعدام ما يزيد عن سبعين شاباً سورياً في داخل المعتقلات في حماه وحدها، ما يعني أن أرقاماً مشابهة وربما أكثر حصلت في مدنٍ أخرى لم يتم الكشف عنها بسبب صمت المدعين العامين في المحافظات الأخرى.

الرسالة التي حملها اجتماع المعارضة بالمخابرات الإيرانية لم تجد حتى تعليقاً رسمياً من قبل النظام السوري ولا من أنصاره، وكأنهم لم يسمعوا، ممارسين بذلك ذات الصيغة في نداءات سيقت إليهم إبان اقتحام الجيش لمدينة درعاً، فوضع الساسة السوريين في أذن طين والأخرى عجين، لتتدهور الأوضاع وتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، كما يفعلون اليوم بخبر محاولات حليفهم الأساسي الإيراني الذي يحمل رؤى وأفق أوسع منهم، بالبحث عن بدائل لهذا الشريك ولو على المدى البعيد، كونه يحمل رؤى للمستقبل أكثر منهم بكثير.

سواء اختلفنا أيضاً مع الحراك الشعبي أو الانتفاضة الشعبية السورية أو اتفقنا معها، فمن يتحمل مسؤولية هذا الحراك بالمحصلة وبشكل مباشر هي أنظمة لم تستطع تحقيق عدالة اجتماعية ولا انفتاح لشعوبها فخنقتها وجعلتها تتسول حقوقها وتستجديها وتأخذها فتات على شكل هبات من النظام، هذا الكلام طبعاً لا ينطبق على سوريا أو ليبيا وحدهما، فليبيا كانت حالة منفردة بعد ما يزيد عن أربعين عاماً من التخلف وانعدام القطاع الصحي والبنية التحتية للدولة، بينما هنالك نموذجين لهما إيجابيات مقارنة بالسلبيات، لكنهما مارسا عبر سنوات من حكمها كل المبررات التي حملت شعوبهما للتحالف حتى مع الشيطان ضدهما.

أذكر أنني جئت للأردن في العام 2000 وقبلها سبقتها زيارات في التسعينيات، وحينها كان واضحاً انتشار لما يزيد عن مليون عراقي يعملون ضمن ظروف إنسانية صعبة، كما وتولدت حالة تهدم اجتماعي في داخل هذه الطبقة العاملة رافقه عمل بالدعارة كان مشهوراً في حينها بالأردن، وهذا ليس إفرازاً اجتماعياً من داخل المجتمع العراقي المحافظ بقدر ما هو انعكاس لحالة الجوع التي وصل لها الشعب العراقي وجعل للأسف يصل لهذه الحالة من التردي وانهيار طبقته الوسطى تماماً، جراء الحصار الدولي على العراق، في حين كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يصرف ملايين الدولارات في بناء قصور جديدة في هذه الفترة، ويبني طبقة تجار حروب أشهرها طبقة المهربين لمنتجات كثيرة من بينها رفاهيات القصور كالكحول والكافيار الروسي والسوجار الكوبي للطبقة الحزبية الملتصقة بالسلطة.

كذلك الأمر بالنسبة للنظام السوري فقد ربى النظام في سوريا عبر ما يزيد عن أربعين عاماً طبقة مشابهة من تجار الحرب، وطبقة من المهربين الذين يقودهم أبناء عم الرئيس أبناء جميل الأسد، وتضخم المجتمع، ولم يصل للحد الذي وصل إليه المجتمع العراقي إلا أنه ضاق ذرعاً بالقمع والمعتقلات المرافقة للجوع.

يحسب لهذين النظامين الشموليين بأنها استطاعا تحقيق نهضة علمية في العراق وسوريا، لكنها للأسف أسفرت فيما بعد عن تهجير الكفاءات منهما بسبب انعدام الحرية والفقر وبناء طبقات فاسدة مستأثرة بالحكم وانتشار الفساد بكل هيكل الدولة.

سقط نظام صدام حسين على يد حلفائه السابقين الأمريكان، في حين النظام السوري سيسقط ليس بسبب تحالفه مع الأمريكان كما فعل صدام، إذا ما تجاهلنا دوره في عاصفة الصحراء ووقوفه ضد العراق وحربه عليها إلى جانب قوات النيتو، إنما جراء عدم قدرته على القضاء على الطبقة التي ساهم فيها النظام من الفساد إلى جانب خنق الحريات بحجج مختلفة من بينها الممانعة والمقاومة التي بقيت شعاراً كبيراً خاوياً من أي تطبيق، فالهدنة المعلنة مع الاحتلال منذ عام 1973، وعدم رده على الضربات الإسرائيلية لمواقعه في داخل سوريا، والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة تؤكد خواء هذا الشعار.

قد يكون النظام السوري اليوم جاداً بالإصلاح، لكن للأسف هذا الإصلاح الذي يأتي بعد فوات الأوان، بعد الدم والقمع والقتل، كان بإمكانه، أي النظام السوري أن يبدأ بحلٍ سياسي وإصلاحي لأزمته الحالية، قبل أن يلجأ للحل الأمني وليس العكس، واليوم هذا النظام بحاجة لخارطة طريق تخرجه من الأزمة قبل أن يقضي كسابقه البعثي في العراق، ويضع سوريا في مصير مجهول بين معارضة غير واضحة الأفق موزعة على يسار بلا مشروع، وطائفيين من أمثال السلفيين، ومعارضة مخترقة من قبل الإسرائيليين والأمريكان من أمثال البيانولي، ومفكرين يحملون مشاريع لكنهم لا يجدون شارع يلتفت لمشاريعهم مثل الدكتور برهان غليون والطيب تيزيني وعارف دليلة وميشيل كيلو وآخرون.

وخارطة الطريق هذه لا بد أن تبدأ بحل ما يسمى حزب البعث، وقف احتكارات الشركات لصالح مقربين من عائلة النظام، والوقوف بشكل جدي على عمليات الاستفراد بالسلطة التي يقوم بها أعضاء البعث وأقارب الرئيس، والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية بوقت محدد، وقبل كل شيء إعادة النظر في مسألة توزيع الثروات في سوريا.

وإلا فإن الحالة العسكرية الليبية ستكون الحل بالنسبة للشعب الذي يرى اليوم أن لا عودة للخلف، وسيجري البحث عن ملاذ آمن لقوى مسلحة بشكل جدي قد تكون حلب مثلاً لقربها من تركيا أو جسر الشاغور والمناطق الجبلية المحيطة به، هي المنفذ لتشكيل بنغازي السورية والبدء منها بمعركة مع النظام ستؤدي لتدمير لا يريده أحد للدولة السورية. وبكل الأحوال القادم لن يكون أفضل لكنه للأسف الضرورة التي تحملها هذه الانتفاضات الشعبية والتي انطلقت في الأساس من مطالب إصلاح اقتصادي سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو سوريا.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ما يسمى استحقاق أيلول الفلسطيني
- سوريا: الثورة والطوائف والنظام الفاشي
- لتجربة التونسية ومعوقات تكرارها عربياً
- عن الأصوات الأدبية الجديدة وغياب النقد في فلسطين والأردن
- حماس وسعودة المجتمع الفلسطيني
- الفلسطيني المتهم عربياً حتى تثبت إدانته!
- العالم الثالث ودلالات المصطلح السياسية
- (نخلة طيء؛ كشف لغز الفلسطينيين القدماء) ينسف الروايات التوار ...
- العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن
- هزيمة حلفاء أميركا، ما بين معركة غزة وبيروت
- المأزومون بالهزائم..
- ملحمة غزة... وفلسطينيو «الطرف الثالث»!
- صور ورسوم الدم المسيئة للعرب والمسلمين
- مات واقفاً وفياً لكامل التراب الفلسطيني
- مواضيع زائدة عن الحاجة
- الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية
- الشباب والمشاريع الثقافية العربية
- -لاجئو الداخل الفلسطيني- الملف المنسي للتهجير القسري
- الشباب العربي والفضائيات
- يومياتُ حمارٍ سياحي


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - خارطة طريق سورية مرة أخرى