أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية















المزيد.....

الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 12:02
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أكثر من اغتيال في لبنان؛ باعتبار السنوات في لبنان ليس لها قيمة منذ أن أصبحت بيروت أشبه بمجموعة قنابل موقوتة لكثرة العدادات على شاشة فضائية المستقبل والمنار وغيرها دون أن يحدد أحدهم ساعة الصفر للانفجار العظيم، وأصبح الزمن يحسب بعدد الاغتيالات فيها، وتحديداً منذ اغتيال الحريري حتى اليوم والفرقاء التاريخيون في لبنان مختلفون على التوافق الذي يجري دوماً الاتفاق عليه بوساطة خارجية، فرنسية أو أمريكية أو سعودية، أو غيرها. ولا أحد يعلم ما الذي يريده هؤلاء من كل هذه الضجة التي يثيرونها زوابعَ حول العالم، فقط من أن أجل أن يجلسوا على طاولة التوافق ليتم مرة أخرى التوافق على ما تم الاتفاق عليه في كل مرة.
في حين تتغنى كل الدول العربية من شرقها لغربها بما يسمى الديمقراطية اللبنانية، والنموذج الديمقراطي اللبناني، وضرورة تعميم النموذج اللبناني عربياً، وهذا ما لا نفهمه، أي نموذج يُقصد بتعميمه عربياً؟
إن كان المقصود نموذج الحرب الأهلية المستمرة منذ مائة عام في لبنان، فقد أصبح لدينا نموذجاً عراقياً ولسنا بحاجة لواحد أخر –هذا إن سمحت أمريكا- ومللنا مشاهد الدم العراقي المنسكب داخلياً.
وإن كان المقصود بالديمقراطية اللبنانية هو التعالي على سيادة القانون، كما يفعل الوزراء اللبنانيون الذين استقالوا من الحكومة وظلوا يمارسون صلاحياتهم بالتوقيع والتوظيف والإقالة، فلدينا أيضاً نماذج كثيرة عربية، بدليل حكومة إسماعيل هنية في غزة.
أو كان المقصود هو ديمقراطية النوادي الليلية البيروتية، والدعارة المرخصة في لبنان، التي يجني أرباحها بالملايين جنرالات الحرب، ابتداء من سيد الأرز ميشال عون صاحب نظرية "حضارة الأرز وحضارة البلح"، وجعجع، وبري، والشيخ سعد، وغيرهم، فيجب أن نطمئن السيد ميشال عون بأننا أيضاً حضاريين ولدينا في الأردن والبحرين ودبي ودمشق وغيرها من دول عربية أندية ليلية وإن لم تكن بمستوى التعري و"التشليح" اللبناني، إلا أننا لا زلنا على بداية الطريق، وأول خراب الديار عارية.
أم أن يكون المقصود بالديمقراطية اللبنانية هي التفريخ اليومي للمذيعات الفارهات الفارغات؟، فأعتقد أن هذه مسالة أخرى متعلقة بالإمكانيات الجسدية الثقافية الحسية، والخلفيات الثقافية المرتفعة قليلاً، والاندفاع الفكري من المقدمة.

أليس من المخجل على كل السياسيين والمفكرين في العالم العربي النطق بكلمة ديمقراطية بجانب كلمة لبنان وهي بلد منذ نشأة بعد سايكس بيكو، وبه حروب أهلية باردة وساخنة، والأهم من ذلك أنه منذ أن تأسست تشكيلته السياسية الأولى، قامت ولا تزال على تقسيم طائفي للرئيس ورئيس الوزراء ومجلس النواب ؟
فأين الديمقراطية بكل هذا التفصيل؟ وكيف يمكن للديمقراطية أن تكون متماهية مع الطائفية أو العنصرية؟ وأي ديمقراطية هذه التي لا ينتخب فيها الشعب على الأقل رئيسه؟
وكيف يمكن أن نفسر بحسب التعريف البدائي للديمقراطية، أن هنالك دولة ديمقراطية يجب أن يكون رئيسها مسيحياً مارونياً؟ وإن قبل البعض فكيف تقبل دولة –إن صح تسميتها بذلك- على نفسها أن تقول أنها ديمقراطية وهي تقوم على تقسيمة طائفية للأقوى فقط ؟ فأين الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية من قائمة الحصص السياسية اللبنانية ؟ وأين الدروز ؟ وأين وأين ....الخ.
المشكلة ليست لدى اللبنانيين، لكن المشكلة لدينا نحن الذين نتمنى أن نصل لمستوى نواديهم الليلية، وكلنا ظن بأن هذه هي الديمقراطية، لأننا نحن في بلاد ما بين حضارة النخيل وحضارة الأرز مجرد جهلة، فالإمبراطورية اللبنانية المنشغلة بتصدير عالماتها ومفكراتها المختصات بالفضائيات لأصحاب "حضارة النخيل" بحسب وصف ميشال عون" في الخليج العربي، لتعليم هؤلاء الخليجيين "أصحاب حضارة النخيل"، الحضارة الأرزية الراقية، على يد هؤلاء المذيعات والراقصات المختصات بالحضارة والديمقراطية. ولم يعد لدى إمبراطورية الأرز الوقت لتصدر لنا نحن البلاد المتخلفة الأخرى في سوريا وفلسطين والأردن وليبيا والمغرب العربي بعض من مفكراتها العظام ليساعدننا على الارتقاء الحضاري والإنساني.
الديمقراطية بحسب التعبير اللبناني تعني أن يكون لكل زعيم مليشيا مسلحة دور سياسي، يحدد فيه جنسية وطائفة رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، وكذلك الاغتيال بطريقة ديمقراطية، فإطلاق النار لم يعد وسيلة ديمقراطية جيدة، فالسيارة المفخخة هي أفضل وسائل التنافس السياسي الديمقراطي بين الفرقاء اللبنانيين، بدليل أن الأخوة العراقيين فهموا الموضوع كذلك، حين جاءت أمريكا لتحتل بلادهم وتحمل لهم نموذج ديمقراطي "ممتاز"، فعلمتهم تصنيع السيارات المفخخة التي تدوي يومياً في بغداد وتحمل معها مئات الأرواح غير الديمقراطية.
والغريب أن هؤلاء الديمقراطيين جميعاً حين قرروا التوافق على رئيس، توافقوا على جنرال عسكري، فيما العالم كله يصرخ ضد إبقاء جنرالات الحروب والعسكر في مناصبهم السياسية، لما شهدوه منهم في العراق سابقاً، وفي باكستان اليوم، من الطريقة الديمقراطية جداً في الحكم، فحلبجا، والأنفال في العراق، وكذلك مذبحة المسجد الأحمر في باكستان، لشواهد جميلة على حكم الجنرالات للشعوب.
نسيت أن أوضح مسألة مهمة حول إمبراطورية البلح وإمبراطورية الأرز، أن اللبنانيين الغارقين بوحل الفرانكفونية وأوهامها، أفاقوا من نومهم فجأة ذات صباح ليكتشفوا أنهم ليسوا بعرب، وهذا ما دعا بعض مناصري الجنرال عون بأن ينطلقوا بألسنتهم ضد بعض العرب، ويقولوا إن جماعة "حضارة البلح" يريدون السيطرة على "حضارة الأرز"!! في الوقت الذي يعمل أكثر من نصف الشعب اللبناني ومعظمهم من جماعة عون في دول الخليج العربي، وقبل كل ذلك لن ننسى نذكر الجنرال عون بأن الملايين التي دعمته في حربه السابقة ضد سوريا أيضاً كانت من بلاد البلح التي سميت ارض السواد لكثرة النخيل فيها، لكن يبدو أن الجنرال نسي بعد إعدام صدام أن ملايين الدولارات التي أخذها غبان حرب مع سوريا في الثمانينات والتعسينات هي من أموال النفط والبلح أيضاً التي كان يهيبها صدام حسين من أموال شعبه العراقي لشعوب ديمقراطية وجنرالات حرب ديمقراطيين من أمقال ميشال عون، وغيره.
حديث اللبنانيين الدائم عن الديمقراطية يذكرني دوماً بحديث أسامة بن لادن والظواهري عن الإصلاح الاجتماعي



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب والمشاريع الثقافية العربية
- -لاجئو الداخل الفلسطيني- الملف المنسي للتهجير القسري
- الشباب العربي والفضائيات
- يومياتُ حمارٍ سياحي
- قليل مما يحدث في الضفة وغزة .... هذه حكايتنا مع الأمن والأما ...
- ما الذي يجب على الفلسطينيين أن يحملوه لمؤتمر دمشق ؟
- حول استبدال الأوطان بعلب السردين
- تعقيباً على ما يحدث دوماً ... حول استبدال الأوطان بعلب السرد ...
- بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشر ...
- فوضى كتاب الطفل العربي .... ما بين مأزق الكتابة واشكالية الت ...
- تراثنا ... الأمانة التي نفرط بها
- شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...
- القناعة المطلقة بالخيانة ودفاع الضحية عن الجلاد
- يمضي عيد الأم ويأتي يوم الأسير...
- فلسطين ... حرب طبقية بين المنظمات، لا حرب أهلية
- الذين حاصروا أنفسهم في بطن الحوت...
- إيران وسوريا والمشروع الروسي في مقابل الشرق الأوسط الأمريكي ...
- دور النفط بالمعركة الفلسطينية
- نفديك للأبد يا -أبو العبد-*


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية