أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - حول استبدال الأوطان بعلب السردين














المزيد.....

حول استبدال الأوطان بعلب السردين


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:37
المحور: القضية الفلسطينية
    



يخرج علينا يومياً الأخوة ممن يسمون أنفسهم جماعة الحل السلمي، بالعديد من المقترحات والمسميات الجديدة لحل القضية الفلسطينية، أو السير بما يسمى العملية السلمية، على أساس أن هنالك حرباً قائمة بين دولتين، ويجب التوصل لحل يرضي الطرفين كما يقول الأخ شعث أو غيره، ويشددون على ضرورة التوصل لحل نهائي.
إلا أن الغريب لدى هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على شعبنا الفلسطيني يتجاهلون تماماً منذ عودتهم من الخارج عام 1994، وبعد تلقيهم العديد من الدورات التفاوضية في أقبية المخابرات الأمريكية، والأردنية، والمصرية، والتونسية، أن التسوية التي ينادون فيها منطلقها الرئيسي المساواة، والعدالة، وهذا لا يمكن أن يتم في ظلَّ وجود سرطان استيطاني متنامٍ لا يرونه، أو بالأصح يرونه ويدعمونه عبر استيراد الأسمنت المصري له ليشتد عوده أكثر، بعد أن تحول العديد من رجالات منظمة التحرير لرؤساء شركات، ووسطاء تجاريين، وسماسرة أراضٍ، وهذا ما تؤكده العديد من التقارير الصحفية والشهادات الحية من الناس حول الدور المشبوه الذي تلعبه شركات يرأسها نبيل شعث وأحمد قريع وطيار الرئيس السابق، وغيرهم، نشطت مؤخراً في إقناع أصحاب الأراضي التي صودرت بعد بناء جدار الفصل العنصري، ببيعها بسعر زهيد بحجة أن هذه الأراضي ستصادر عاجلاً أم أجلاً، وتبين أن الهدف الحقيقي من وراء عملية الشراء الجماعية هذه مخطط مشترك بينهم وبين الإسرائيليين لتحويل هذه الأرضي بعد بيعها لمناطق صناعية مؤهلة، بمعنى نقل المصانع من داخل المدن الإسرائيلية إليها.
عملية التجارة بالأوطان هذه بهذا الشكل الوقح والصريح تضع الشعب الفلسطيني بمأزق أكبر واكثر ضحالة مما وضعه فيه أوسلو، وخاصة أنه ومنذ البداية كان متهماً ببيع أرضه.
فقد شَهِدَ العالم كله زوراً حول المذبحة الكبرى التي ارتكبت وما زالت مستمرة من سنة 1948 في فلسطين، ولم يقل أحد أن هنالك شيء حدث، الكل أجمع بشهادته الإعلامية أو السياسية، أو حتى الأدبية أن ما يحدث في الأرض الفلسطينية مجرد معارك داخلية، أو صراعات عشائر، وليس هنالك احتلال أو استعمار، معتبرين أن الستة ملايين يهودي مرتزق جمعوهم من كل بقاع الأرض بعد أن تقيأتهم كل شعوب العالم هم جزء من الأرض الفلسطينية، بل وفوق ذلك سطوا على التاريخ الفلسطيني وحرفوه، مدعمين كذبهم بأساطيرهم الدينية التي صدقناها نحن العرب، وسطوا على التراث وحتى على الموسيقى العربية.
وحتى من زعموا الفلسفة وأقاموا لها مدارسا مثل سارتر الذي طالما نادى بالوجودية، أنكر وجوديته في انحيازه الأعمى للصهيونية وشهد كذلك زوراً أن لا نقطة دمٍ سالت من عربي
ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد هجّروا الناس، وسلبوهم بيوتهم وأموالهم وأرواح أطفالهم، وحاولوا أن يسترضوهم بمجموعة من علب السردين وتنك الزيت وأكياس الطحين، التي تزينها دوما كالعادة عبارة «تقدمة الشعب الأميركي» والتي حرصت وكالة التنمية الأميركية على أن تكون على أكياس الطحين وعبوات الزيت وصناديق الأدوية التي تقدمها في مختلف دول العالم للمنكوبين إما بفعل الطبيعة أو بفعل أمريكا.
بذات الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة، أو الويلات المتحدة أكياساً من الذخيرة، والصواريخ الحاملة لرؤوس نووية، ومليارات الدولارات لإسرائيل.
وحين حاولوا إبدال الشعب الفلسطيني وطنه بعلبة سردين منتهية الصلاحية، اتهمه العالم اجمع أنه فرط بالأرض، بل أنه من استبدلها برضاه بعلب السردين والزيت الفاسد والطحين المنخور بالسوس. حتى دولنا العربية شهدت زوراً ضد الضحية حين أخفقت متعمدة عن إرجاع الحق، فطائراتها دُمرت في ارض المطارات والطيارين يرقصون في الأندية الليلية التي عدت خصيصاً للدخول لها بالبزة العسكرية، والجيوش العربية الجرارة مجتمعة التي عجزت عن صد هجوم بعض مليشيات صهيونية، وادعت الجيوش المهزومة أن هذا الجيش الغربي لا يقهر، إلا أن الفضيحة الكبرى حدثت حين هزم بعض مقاتلين عرب في جنوب لبنان هذا الجيش الذي لا يقهر في الوقت الذي كان هذا الجيش يمتلك أكثر من مجموعة بنادق إنجليزية، فقد كان يمتلك قنبلة نووية وطائرات أف 16، ودبابات ميركافا، وبالرغم من ذلك هُزم.
فكيف سيرانا العالم اليوم، ذات العالم الذي شهد علينا زوراً حين كانت المذبحة والتشريد حقيقي، ونحن نجيّش أنفسنا بالسلاح والعتاد والإعلام لصد عدوان حماس في غزة متناسين العدوان الحقيقي المستمر منذ أكثر من ستين عاماً، وهل سيعطينا علب سردين جديدة غير منتهية الصلاحية حين نوقع أمامه برضانا على بيع أراضينا لتصبح مدناً مؤهلة، والكارثة أن عمليات البيع هذه تتم بإشراف ومباركة، ورعاية قادتنا المبجلين " حماة الحق السلمي".
وهل بقي ما نفقده من متعاطفين مع قضيتنا بعد أن فقدنا الصين التي اعترفت بإسرائيل بعد أوسلو بعد أن كانت رافضة الاعتراف شأنها شأن كوبا وفيتنام وفنزويلا وغيرها من الدول القليلة جداً في العالم ؟
حين كرر الغرب التجربة الدموية في العراق وأبدلوا الشعب العراقي وطنه وقيادته بطغاة جدد بدل الطاغية السابق، وبالدم بدل النفط ... بقي العالم صامتاً.
لم يشأ أحدٌ في هذا العالم أن يعيد النظر بما قاله سابقاً حول تبديل الأوطان بعلب السردين، لأن الجميع يتوقع أن تعاد التجربة في العراق، ويتحول زعماء الطوائف في العراق لسماسرة أراضٍ وسلاح.
فقط يثور العرب كالثيران حين ينطق أحدٌ من الشرق مثل إيران مثلاً وتنكر المذبحة اليهودية، فتعقد الدول العربية والإسلامية في أكبر دولة إسلامية "إندونيسيا" مؤتمراً ضخماً يدعى له كل الصحافيين والإعلاميين والكتاب المختصين بالتاريخ والمذابح في العالم للرد على أحمد نجاد حول إنكاره محرقة اليهود، فيما لا يلتفت أبداً أحداً من هؤلاء المجتمعين على روثهم لما يحدث يوميا في فلسطين والعراق والصومال. لأن ما يحدث في سجون حكوماتهم العربية والإسلامية بالتأكيد أعظم مما يفعله الأمريكيون فينا.
ولأن الأوطان صارت مثل أي سلعة تباع في الأسواق، وتسن لهذا الغرض الكثير من القوانين في الدول العربية، من أجل تقديم التسهيلات لمن يسمونهم "المستثمرون الأجانب".



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيباً على ما يحدث دوماً ... حول استبدال الأوطان بعلب السرد ...
- بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشر ...
- فوضى كتاب الطفل العربي .... ما بين مأزق الكتابة واشكالية الت ...
- تراثنا ... الأمانة التي نفرط بها
- شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...
- القناعة المطلقة بالخيانة ودفاع الضحية عن الجلاد
- يمضي عيد الأم ويأتي يوم الأسير...
- فلسطين ... حرب طبقية بين المنظمات، لا حرب أهلية
- الذين حاصروا أنفسهم في بطن الحوت...
- إيران وسوريا والمشروع الروسي في مقابل الشرق الأوسط الأمريكي ...
- دور النفط بالمعركة الفلسطينية
- نفديك للأبد يا -أبو العبد-*
- أطفال غزة ... كبش فداء المشاريع السياسية
- الديمقراطية تعتدي علينا
- شهيداً.. شهيداً.. شهيداً
- بالسني الفصيح
- من يعتذر للشعب الكردي عن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية -إس ...
- شقائق النعمان : فرقة تراثية فلسطينية تعيد الروح العربية للمد ...
- سيناريو الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بالأدوات السعودية


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند صلاحات - حول استبدال الأوطان بعلب السردين