أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند صلاحات - بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشرقية تجاه المرأة















المزيد.....

بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشرقية تجاه المرأة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ثمة رؤية في رواية "بنات الرياض"، للروائية السعودية الشابة رجاء الصانع، قد تبدو بأنها جاءت من حيث الاسم والمضمون، والحكاية، رواية "سعودية" تحمل خصوصية المكان، إلا أن الرواية تحمل أبعاداً مهمة بالنسبة للمجتمع الشرقي ككل. فعلى الرغم من مرور بضع سنوات على صدورها، فهي أنها بحاجة لإعادة قراءة دائمة، حيث أن المنحى الأدبي لها لا يمكن أن تقارن بروايات أخرى من الناحية الشكلية أو الفنية أو حتى لغوياً. وخاصة أن الرواية كانت فاتحة لروائيين سعوديين اخرين ليفتحو باب المسكوت عنه في المجتمع بكل تفاصيله من الشذوذ الجنسي، إلى المجتمع المخملي، وغيره الكثير.
إلا أن أهميتها تكمن في عناصر مهمة، فمن الناحية الاجتماعية خرجت بها كاتبتها من رحم مجتمع "ثيوقراطي"، يسلب المرأة حقوقها بسلطة الدين، يمنعها من قيادة السيارة، أو الخروج وحدها للسوق، وكما يقول السعوديون أنفسهم؛ مجتمع يخجل باسم المرأة، لذلك فهي دائماً تسمى "العائلة" والتي يقصد بها الزوجة، في حال وجد الرجل السعودي نفسه مضطراً لأن يذكرها في سياق الحديث. أما من الناحية الشكلية، فقد خرجت عن الشكل النمطي أو التقليدي للرواية العربية، والتي يجب أن تتقيد بقواعد وأسس الكتابة، واضعة رجاء روايتها بشكل عفوي في إطار الأدب الروائي ما بعد الحداثي، حيث يعتبر البعض أن الرواية ليس إلا مجموعة رسائل بريدية إلكترونية تتحدث فيها الكاتبة عن قصص صديقاتها، ولذلك كانت تُسهب رجاء بين كل مقطع، أو رسالة إلكترونية، بشرح ردة الفعل على الرسالة السابقة، إلا أن هذا أيضاً يمكن أن يدخل ضمن التحديث في فن الكتابة الروائية، بل يمكن اعتبار الرواية ككل، ثورة اجتماعية أدبية، على المجتمع بقيمه الطبقية، والاجتماعية، والدينية، وكذلك فن كتابة الرواية العربية.
فرجاء الصانع على الرغم من الخلاف حول ماهية الجنس الأدبي الذي أنتجته، وركاكة اللغة لديها في مواضع كثيرة، إلا أن روايتها كانت عبارة عن دراسة أدبية اجتماعية مبسطة في طبيعة المجتمع السعودي، انتقدت بوضوح وجرأة، القيم الاجتماعية والدينية المبتذلة في مجتمعها، آخذة أربع فتيات كشخوص رئيسية في روايتها -ولا أعتقد أنهن حقيقة- بل استطاعت عبرهن أن تعبر عن شريحة شملت تقريباً مع الشخوص الثانويين الذين ارتبطوا بالشخصيات الرئيسية، سواء الأهل، أو الأفراد، عن كل المجتمع السعودي المخملي.
الفتاة المتدينة وطريقة تفكيرها، ونظرة المجتمع لها بالرضاء لهذا السبب، والفتاة التي يدخل في تركيبتها الجينية عرق أجنبي، وكيف يرفضها المجتمع لمجرد أن أمها أجنبية، بالإضافة لنقدها وبشكل جريء جداً الخطأ في النظرة للمرأة ككيان إنساني، والتطرق لأهم أسبابها، وطريقة تفكير الرجل الشرقي، الذي جسدته "بخطيب" صديقتها –المفترضة- والذي طلقها لمجرد أنها جلست معه وحدها ومنحته ما يمكن أن يكون بين أي خاطبين وفقاً للشريعة الإسلامية، منطلقاً من قاعدة من تهبه شيئاً من جسدها، يمكن أن تهبه لغيره.
الأهم من ذلك، طرقِها لباب الصراع الطائفي المسكوت عنه في داخل المجتمع (السني -الشيعي) بأسلوب جميل دون أن تعلن انحيازها لأي طرف، مظهرة بذات الوقت الاضطهاد الذي تعانيه الأقلية الشيعية في المجتمع السعودي من خلال المجتمع السني، ونظرته، وطريقة تعاطيه معهم، وليس من خلال التعاطي الحكومي الرسمي.
النقطة الأهم أن رجاء دون أن تعلن الانحياز لأي من شخوص روايتها، تجعل القارئ رغماً عنه ينحاز لشخوصها دون أن تعلن صراحة رغبتها بذلك، وهذا النمط من القدرة على الإمساك بدفة القيادة العاطفية بالرواية ليس بالأسلوب السهل لدى روائية مبتدئة، خاصة أن فن الرواية كما هو متعارف عليه –عرفاً- فنٌ يكتبه الأديب بعد سن النضوج الأدبي، حتى أن غالبية الروائيين كتب الرواية بعد سن الأربعين، مثل الروائي السوري حنا مينا، والذي نظّر كثيراً لذلك، مما يعني أن رجاء الصانع لم تخرق فقط الشكل الروائي، ولا طبيعة المجتمع، بل أنها كسرت قاعدة عمر الأديب الروائي.
مرة أخرى، بنات الرياض هي رواية تمهد لدستور الثورة الاجتماعية، بالإضافة لاحتوائها -على الرغم من بساطة رجاء- على بعض التقنيات الفلسفية البدائية، فمثلاً تقول: أعلم أنني لن أجد اليوم من يقف مؤيداً لما أقوله، ولكنني على يقين بأنني لن أجد من يعارضه بعد عقد من الزمن.
مثل هذه العبارة، تفيد بأن الكاتبة على الرغم من صغر سنها، استطاعت احتواء التناقضات، وإنها مدركة لحجم الرسالة التي قررت أن تحملها، ومدى تأثيرها مستقبلاً.
كل ذلك يحمله مضمون الرواية، أو الدراسة الاجتماعية، التي أراد النقاد محاكمتها عليها كرواية ضعيفة "لروائية"، فهي ليست بالروائية، لأن شكل الرواية مقارنة بالنمط التقليدي يبدو ضعيفاً، والآلية التي كُتبت فيها، لم يكن شكل كتابة رواية، لذلك قلت إنها ربما تكون أحد أشكال الرواية الحداثية، ولغتها الركيكة التي استخدمتها ربما أضعفت منها أكثر، وجعلتها ضمن إطار الرواية الوطنية التي لا يفهمها إلا مواطني دولة الروائية، أو من يعرفهم جيداً، فقد استخدمت رجاء الكثير من المفردات السعودية العامية، وبعض المفردات الخليجية، رغم محاولتها تفسير هذه المفردات لأنها قد تبدو غير مفهومة بالنسبة للبعض ممن لم يعش ولم يخالط مجتمع الخليج، إلا أنها قد تحمل نوع من التوظيف للمفردة العامية ضمن النص، مما يبسطه أكثر، ويقربه لذهن القارئ، ونوع من تبادل الثقافة العامية، على الرغم من أن هذا الاستخدام للعامية جاء لأسباب تتعلق في أن روايتها كانت مجموعة من الرسائل الإلكترونية الموجهة عبر مجموعة بريدية إلى السعوديين فقط، وكذلك كونها ليست في الأصل كاتبة أو أديبة لديها القدرة على استخدام تقنيات اللغة العربية الفصحى بمجازاتها، ومرادفاتها.
وربما يُطرح السؤال، لماذا وبعد مضي سنوات على صدور الطبعة العاشرة من الرواية يعاد البحث فيها ؟
ببساطة لأن ما طرحته رجاء الصانع لم يكن أزمة اجتماعية مؤقتة، ولم يكن استعراض طارئ لحالة، بل كان نقد مباشر لحالة المجتمع الشرقي المستمرة، رغم التقدم التقني، والعلمي في المجتمع، وتغيراته وتحولاته المستمرة، إلا أن عاداته وتقاليده لم تزل تنتقص من إنسانية المرأة العربية، بكل قيمه الدينية، والاجتماعية، ومن ناحية أخرى، قبل أيام صدر تقرير التنمية عن الأمم المتحدة، وخرج بنتيجة هامة، أن الحد من إشراك المرأة في الحياة العملية يعيق عملية التنمية في المجتمعات النامية، لذلك يمكن اعتبار هذه الرواية، حملت رسالة تبشيرية بالتحول الاجتماعي في أكثر المجتمعات العربية تشدداً نحو المجتمع المدني، الذي يبدأ بتشخيص الحالة قبل البدء في تحديد العلاج.







#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى كتاب الطفل العربي .... ما بين مأزق الكتابة واشكالية الت ...
- تراثنا ... الأمانة التي نفرط بها
- شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...
- القناعة المطلقة بالخيانة ودفاع الضحية عن الجلاد
- يمضي عيد الأم ويأتي يوم الأسير...
- فلسطين ... حرب طبقية بين المنظمات، لا حرب أهلية
- الذين حاصروا أنفسهم في بطن الحوت...
- إيران وسوريا والمشروع الروسي في مقابل الشرق الأوسط الأمريكي ...
- دور النفط بالمعركة الفلسطينية
- نفديك للأبد يا -أبو العبد-*
- أطفال غزة ... كبش فداء المشاريع السياسية
- الديمقراطية تعتدي علينا
- شهيداً.. شهيداً.. شهيداً
- بالسني الفصيح
- من يعتذر للشعب الكردي عن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية -إس ...
- شقائق النعمان : فرقة تراثية فلسطينية تعيد الروح العربية للمد ...
- سيناريو الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بالأدوات السعودية
- المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور
- فيروس الشرق


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهند صلاحات - بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشرقية تجاه المرأة