أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند صلاحات - العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن














المزيد.....

العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 07:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كعادته في كل مناسبة، أطل أمير المؤمنين الموحدين، شيخ الإسلام، و زعيم عصابة القاعدة، أسامة بن لادن في الذكرى الستين لاحتلال فلسطين، ليجلدنا من إحدى كهوف تورا بورا أو قندهار، أو إحدى الدول الغارقة في تخلفها، من الإرهاب والمخدرات التي تمول الإرهابيين، وتلوثها الأصولية، وتمزقها الطائفية، بخطبة جمعة على ذات الطريقة الإرهابية إياها التي يُقدم بها تسجيلاته والبوماته المُسجلة مسبقاً شريكه في القتل والإرهاب أيمن الظواهري، لكن هذه المرة بالكثير من الغرائب والطرائف.
فقد بدأ ابن لادن خطابه بطرفة غريبة لم نعهدها من قبل، وهي توعده بمناسبة الذكرى السنوية الستين لقيام إسرائيل بمواصلة القتال ضد الدولة اليهودية وعدم التخلي عن شبر من الأراضي الفلسطينية. حيث نقلت وكالة رويترز عن ابن لادن قوله في شريط صوتي نشره موقع متطرف على الإنترنت يوم الجمعة "وإننا سنواصل بإذن الله القتال ضد الإسرائيليين وحلفائهم... ولن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين بإذن الله مادام على الأرض مسلم صادق واحد".
الغريب الطريف في خطاب ابن لادن هذه المرة أن شيخ الإرهاب والتطرف قد أفاق فجأة من سباته الموسمي في كهفه ليتذكر أن فلسطين قد احتلها الصهاينة قبل ستين عاماً، وقرر الشيخ أن يواصل الجهاد الذي لم يبدأه أصلاً، ولكن هل يعلم الشيخ أن فلسطين لا تقع في شمال أو جنوب العراق حيث يقوم لصوصه وجماعاته بتفجير مراقد المسلمين الشيعة، أو تفجير أسواق المسلمين السنة، أو تهجير المسيحيين الكلدان من بيوتهم وسبي نسائهم؟
من بإمكانه اليوم أن يصل لعند الشيخ الفاضل ويخبره أن هؤلاء المسيحيين والشيعة والسنة في العراق ليسوا هم الإسرائيليين الذين توعد من كهفه بمواصلة القتال ضدهم، وليسوا هم حلفاء إسرائيل؟. ومن سيخبر، وبأي وسيلة، الشيخ أن إسرائيل التي توعدها تقع شرق البحر المتوسط وليس ما بين دجلة والفرات، وأن الانتحاريين المجانين الذين يزج بهم قادة عصاباته ومجرميه ليفجروا أنفسهم بالأسواق والمعابد والمساجد ليسوا من حلفاء الإسرائيليين؟
هذا كان جانب من المشكلة، وليست المشكلة كلها، بل إن المشكلة الأكبر والأعظم في ابن لادن أمريكا، الرئيس الأمريكي الذي يقف أينما سنحت الفرصة أمام كاميرا ولو كانت تصور دعاية فوط نسائية ليقول لنا عبر تسجيل حي ومباشر من بيته الأبيض بأنه ماضٍ هو الأخر في مسيرة الجهاد المقدس، بإذن الله، في قتال الإرهابيين وحلفائهم من أجل نشر الديمقراطية وقيم التسامح والعدالة، ليتبين وبعد أربع سنوات من دخول قواته المجاهدة العراق أن هؤلاء الإرهابيين الذين توعدهم سيادته ليسوا إلا مجموعة فتية وأطفال ونساء عراقيات.
وأن الإرهاب الحقيقي هو الذي يوزعه ابنا لادن السعودي والأمريكي، أو بوشا السعودية وأمريكا. فلا فرق بين الرايتين، ولا فرق بين عدوهما الذي هو في النهاية مجموعة من المدنيين العراقيين، الذين إن لم تقتلهم قذيفة أمريكية من جنود بوش، قتلتهم عبوة ناسفة أو انتحاري من رجال أسامة.
ولعلها أبداً لم تكن صدفة أن يصدر ذات الخطاب الديني المتطرف من كلا الرجلين، فابن لادن الذي توعد بمشيئة الله أن يستمر في حربه ضد الإسرائيليين الذين لم يحاربهم قط في حياته، جاء في موازاته خطاب الرجل الآخر في ذات السياق في إسرائيل قبل أن يودعها باتجاه السعودية ومصر، وبمشيئة الله أيضاً، ولكن هذه المرة بلغة عبرية توراتية فصحى أمام الكنيست قائلاً "يوم استقلال سعيد لإسرائيل"، وكذلك "مسعدة لن تسقط ثانية" في إشارة توراتية لبقاء اليهود رغم عملية الانتحار الجماعي التي قاموا بها في قلعة مسعدة على الضفة الغربية من البحر الميت حين حاصرهم الرومان. ولينال بكل فخر شهادة إسرائيلية تقول: بأنه بدا صهيونياً اكثر من الكنيست نفسه على حد وصف عضو الكنيست سيلفان شالوم، الذي قال: إن خطاب بوش أمام الكنيست اثبت أن بوش صهيوني اكثر من عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية.
إلى أين سيصل العالم وهو يُحكم بالظل من رجل مجنون متطرف متعصب يجلس في كهف في تورا بورا في أفغانستان، ومن مجنون صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم، متطرف، يجلس في البيت الأبيض؟
هل هي المصادفات التي جعلت خطابات مجرمي الحرب، ومواعيدها، ومناسباتها، ولغتها الدينية المتطرفة، واحدة؟. وهل سيدرك العالم أن لا فرق بين رايات وطبول الحرب الدائمة التي يرفعها ويدقها كلاهما، وأن لكل منهم ذات المصلحة في تدمير دول وانتهاك سيادتها، وسرقة نفطها ؟
فبوش الذي ينهب النفط العراقي منذ سنوات، لا يختلف كثيراً عن إرهابيي القاعدة الذين يتقاضون في بعض مناطق العراق رسوماً عن كل برميل نفط يتم استخراجه، ويساهمون في تهريب النفط لخارج العراق، ويجعلون من العراق سوقاً للمخدرات الأفغانية التي يزرعها مجاهدوهم، وأن كلٌ من بن لادن وبوش جعل من العراق مغسلة للأموال القذرة التي يحصدونها من حروبهم الإرهابية المقدسة بحسب وصفهم؟
وهل هي أيضاً مصادفة أن يكون هدف كلا هؤلاء المجرمين هو الدم العراقي؟، وكل بريء في هذا العالم؟



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة حلفاء أميركا، ما بين معركة غزة وبيروت
- المأزومون بالهزائم..
- ملحمة غزة... وفلسطينيو «الطرف الثالث»!
- صور ورسوم الدم المسيئة للعرب والمسلمين
- مات واقفاً وفياً لكامل التراب الفلسطيني
- مواضيع زائدة عن الحاجة
- الإمبراطورية الأرزية اللبنانية وحضارة البلح الخليجية
- الشباب والمشاريع الثقافية العربية
- -لاجئو الداخل الفلسطيني- الملف المنسي للتهجير القسري
- الشباب العربي والفضائيات
- يومياتُ حمارٍ سياحي
- قليل مما يحدث في الضفة وغزة .... هذه حكايتنا مع الأمن والأما ...
- ما الذي يجب على الفلسطينيين أن يحملوه لمؤتمر دمشق ؟
- حول استبدال الأوطان بعلب السردين
- تعقيباً على ما يحدث دوماً ... حول استبدال الأوطان بعلب السرد ...
- بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشر ...
- فوضى كتاب الطفل العربي .... ما بين مأزق الكتابة واشكالية الت ...
- تراثنا ... الأمانة التي نفرط بها
- شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مهند صلاحات - العالم والإرهاب والتطرف ما بين خطابي بوش وابن لادن