أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - العراق بحاجة لصناعة الانسان














المزيد.....

العراق بحاجة لصناعة الانسان


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بحاجة لصناعة الانسان
قبل ايام نشر احد الاصدقاء في الفيس بوك قصه حقيقة رائعه تحمل اهدافا لا تخلو من ابعاد انسانيه وعلمية وحضارية, ولكي تعرفون هذه القصه فاني حرصت على نقلها كاملة لانني وجدت ان مجرد التطرق اليها لا يفي بالغرض الذي من اجله كتبت هذا المقال واليكم القصة;
ذات يوم ..وقفت معلمة الصف الخامس وقالت للتلاميذ: إننى أحبكم جميعا .. وهى تستثنى فى نفسها تلميذا يدعى "تيدى" , مستواه الدراسى متدنى جدا ,منطوى على نفسه..وهذا الحكم منها كان بناء على ما لاحظته خلال العام الدراسي الذي شارف على الانتهاء, فهو لا يلعب مع الأطفال و ملابسه متسخة, ودائما يحتاج إلى الحمام و يبدو كئيبا لدرجة إنها كانت تجد متعة بتصحيح أوراقه بالقلم الأحمر لتضع عليها علامات x بخط عريض وتكتب عبارة راسـب فـــى الأعـلى, ذات يوم طُلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ وبينما كانت تراجع ملف تيدي فوجئت بشئ ما ! اذ وجدت تقويم معلميه السابقين عكس ما تعتقد
معلم الصف الأول: "تيدى طفل ذكى موهوب يؤدي عمله بعنايه و بطريقه منظمه"
معلم الصف الثانى: "تيدى تلميذ نجيب و محبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بمرض السرطان."
معلم الصف الثالث:"لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه لقد بذل أقصى ما يملك من جهود لكن والده لم يكن مهتما به و إن الحياة فى منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات"
معلم الصف الرابع :"تيدى تلميذ منطوى على نفسه لا يبدى الرغبة فى الدراسة وليس لديه أصدقاء و ينام أثناء الدرس"
هنا أدركت المعلمه تومسون المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها ! و قد تأزم موقفها عندما ..أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة بأشرطة جميلة عدا اتيدي اذ كانت هديته ملفوفة بكيس مأخوذ من أكياس البقاله ... تألمت السيدة تومسون و هى تفتح هدية تيدى وضحك التلاميذ على هديته وهى عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار و قارورة عطر ليس فيها إلا الربع, ولكن كف التلاميذ عن الضحك عندما عبرت المعلمة عن إعجابها بجمال العقد والعطر وشكرته بحرارة، وأرتدت العقد ووضعت شيئا من ذلك العطر على ملابسها, يومها لم يذهب تيدى بعد الدراسه إلى منزله مباشرة بل أنتظر ليقابلها وقال : إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي ! عندها أنفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدى أحضر لها زجاجة العطر التى كانت والدته تستعملها, ومنذ ذلك اليوم أولت أهتماما خاصا به وبدأ عقله يستعيد نشاطه و بنهاية السنة أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزا فى الفصل ثم وجدت السيده مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي كتب بها أنها أفضل معلمة قابلها في حياته فردت عليه "أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة"
بعد عدة سنوات فوجئت هذه المعلمة بتلقيها دعوةمن كلية الطب لحظور حفل تخرج الدفعة فى ذلك العام موقعة بأسم "إبنك تيدى" فحضرت وهى ترتدى ذات العقد و تفوح منها رائحة ذات العطر
هـــل تعلـــم مـــن هـــو تيـــدي الآن ؟! تيدي ستودارد هو أشهر طبيب بالعالم.. ومالك مركز( ستودارد) لعلاج السرطان. انتهت
مؤكد انكم استمتعم بتلك القصه اللطيفه, الحقيقة انني تألمت كثيرا لقراءتها حين شعرت اننا نفتقد لأبسط مقومات معرفة الانسان وتهيئته ليكون انسانا صالحا يفيد اهله ووطنه والبشريه اجمع, تعليمنا الذي فقد رونقه منذ حقب سابقه لازال يراوح مكانه عندما اصبح وسيلة للهروب من الجندية وحسب, معلمنا الذي ينظر للعامل والكاسب بحسرات, ايدولوجياتنا التعليميه واهدافنا المفتقده لخريطه واضحه, الانسان ذلك العمود الذي تقف به خيمة الوطن لا نملك ستراتيجيه لتاهيله حين يكون عجينة نصنعها بأيدينا كما حصل مع تيدي , قلتها واعيدها في كل مناسبة ولن اتركها " اننا بحاجة لبناء انسان" نريد انسانا لا يعرف لغة الموت والحرب والدمار والفساد والبغض والكراهية , نريد انسانا يصنع نفسه لاجل العراق الذي يأن على فقدان الاجيال, نريد انسان يشعر بقيمته ولا يهمه من نشرات الاخبار وما يجري بها بل يهمه الابداع والعلم والتنوير,
نتمنى بمن يمر على هذه الكلمات ان يشعر بمسؤوليته وينتبه لقيمة دوره في صناعة الانسان العراقي, واخيرا نقول: اعطوني انسانا صالحا اعطيكم وطنا عظيما..



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت الابيض والشعر الابيض
- الرشول والقبول الاجتماعي
- الوظيفه الحكومية وانحراف الاهداف
- مالذي تمثلة شخصية الزعيم
- السياسيون والفقراء وماذا بعد
- السياسه ليست كل شيء
- قانون البنى التحتيه والخطى نحو المسار الامثل
- براءة المسلمين وكشق المستور
- ميناء مبارك وكل عام وانتم بالف خير
- سلاما سلاما
- الشعب يدفع الثمن مرة اخرى
- 11 ايلول والشرعيات المفترضه
- تناشز المدارس والوظائف في العراق
- الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالاسلام
- الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟
- على طريقة المزرعه السعيده
- بين العجم والروم بلوه ابتلينا
- القمة الاسلاميه , سوريا وعناق وعراق
- العراق ابو كملة بكعه 2
- العراق ابو كَمله البكَعه 1


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - العراق بحاجة لصناعة الانسان