أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - السياسيون والفقراء وماذا بعد














المزيد.....

السياسيون والفقراء وماذا بعد


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسيون والفقراء, وماذا بعد؟!
الصورة الاولى: سياسي يظهر انيقا, محمر الخدين والوجنتين, مبتشرا مطمئنا يتحدث عن كتلته وموقفها منتقدا الاخرين متوعدا بانفراج ازمة العراقيين, اما ازمته فقد حُلّت بالأساس!
الصورة الثانية: امرأة مسنه تضع يدها فوق رأسها لتتكلم عن تجربتها في جهنم البشر وبؤسها في ضنك العيش لتتنقل الكاميرا بين غرف بيتها المصفح بأوانيه الباليه وبعض المفروشات التي لا تصلح ان توضع في زريبة!
في الصورتين ثمة تلازم, السياسيون والفقراء; انهم يهيمنون على الشاشات الصغيرة, فهم ابطالها ويستحقونها بجداره لدرجة انك تلتفت لما يقولونه جيدا وتنصت باهتمام برفقة شيء من الشعور تماما كما لو شاهدت حسين فهمي يحتضن ميرفت امين منتظرا ساعة الصفر!
السياسيون الذين يظهرون ببذلاتهم الأنيقة وهي توحي بترفهم والفقراء الذين يظهرون بملابسهم الرثة التي توحي ببؤسهم; مادة اعلامنا وسلعته التي لا تبور, حتى انك لتجد الكاميرات والميكروفونات تتواجد في مكانين على وجه التحديد, البرلمان العراقي ومناطق التجاوز (الحواسم)!
البائسون المحتاجون الفقراء المكَاريد, سمهم ما شئت, اصبحوا مادة القنوات الفضائية اذ ما تأفك ان تتنافس في عليهم للحصول على لقاء يشرحوا فيه معاناتهم وحاجاتهم واهمال المسؤولين لنداءاتهم ليختموا اخيرا بمعوذات اللقاءات الكلاسيكية "نناشد السادة المسؤولين" بعد ان يوصون بقول الاهم "نشكر قناة الفلانية ام الفقراء والمظلومين وعلى رأسها الاستاذ فلان الفلاني ابو الفقراء والمساكين على هذه الالتفاتة",
هذه التراجيديا التلفزيونية اليومية تشعر المتابع بمسرحة الواقع, ليس لكره المشاهد لكذا مواد انما لانعدام المصداقية (احيانا) واستعمال عباد الله مادة للربح وجذب الانتباه, بودنا الانتباه لكلمة (احيانا)! على طريقة كلمة الحق التي يراد منها الباطل,
والدتي مثلا حين ترى مشهد ام بائسة تصّر على بقاء القناة لاجل ان تشاركها حزنها ولأجل ان تبكي على كل كلمة تقولها وهي تهمس بعبره "ويلاه, شوف الوادم, الله ولحد"
حقيقة, ان اي عراقي يتمنى ان لا يشاهد ذلك الفقير بل يتمنى ان يشاهد السياسي, ولكن كيف ؟
لقطه اولى: مقدم برنامج بوجه مبتشر وباسم وضاحك وهو يقول : مرحبا بكم يا ابناء وطني السعيد, انه ليوم جميل, ولساعة جميلة ان التقي بحضراتكم لنعيش معا حلقة جديدة من برنامجكم "العراق شعلة الثقافة والفنون" اذ يحتضن مهرجان الجواهري نخبه من الادباء والشعراء من مختلف دول العالم لليوم التاسع على التوالي,
سياسي: بجهود الساده النواب وصدق وعدهم ; اتفق المجلس على تخصيص مكافئة مجزية للسادة العلماء المتنافسون على جائزة الابتكار العلمي العراقي لهذا العام كما ناقش المجلس مسألة بناء المنتجعات السياحية التي من المقرر اقامتها في محافظة ذي قار وكذلك تم اقرار مشروع الطرق الخارجية لمدينة كربلاء لغرض معالجة حركة الزائرين اثناء الزيارات في المدينة,
الاقتصادية فيقول: مشروع زئبق ميسان الكبير لايزال يحقق نجاحا منقطع النظير في الاوساط الصناعية العالمية, كما ارتفع مؤشر اسهم بابل الى اعلى درجاته مع اقبال شديد على الهاتف الذكي الجديد الذي تنتجه الشركة العامة للصناعات الإلكترونية, وتنافس الشركات العالمية على استيراد الفوسفات الوطني الذي يستخرج من محافظة الانبار,
الرياضة: فاز منتخبنا الوطني بصعوبة بالغه على المنتخب الايطالي بنتيجة 2/1 ضمن منافسات المجموعة الثانية من كاس العالم المقامة في بغداد كما تأهل الرباع العراقي لنهائيات مسابقة 100 متر في اولمبياد برلين المقامة بألمانيا واحتراف قائد منتخبنا الوطني لكرة السلة في نادي ميامي هيت في (NBA) ليكون الاعلى اجرا مع اللاعب ليبرون جيمس افضل لاعب في الدوري الامريكي,
هذه الاحلام او الاحرى الاوهام لا يمكننا ان نعيشها اذا ماكنا نبقى واقع الصورتين الاوليتين "السياسي الانيق والفقير البائس" ولا يمكن لوطن ان يرتقي وولاة امره لا يشعرون ببؤس حال رعيته, ولا يمكن للعراق ان يتقدم مالم تنعدم تلك المشاهد المملة المتكررة, فبناء الانسان الحضاري هو طريقنا نحو الحضارة والتقدم, ولا تقدم بإنسان لا يشعر بكلمة الحياة .
كريم السيد



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسه ليست كل شيء
- قانون البنى التحتيه والخطى نحو المسار الامثل
- براءة المسلمين وكشق المستور
- ميناء مبارك وكل عام وانتم بالف خير
- سلاما سلاما
- الشعب يدفع الثمن مرة اخرى
- 11 ايلول والشرعيات المفترضه
- تناشز المدارس والوظائف في العراق
- الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالاسلام
- الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟
- على طريقة المزرعه السعيده
- بين العجم والروم بلوه ابتلينا
- القمة الاسلاميه , سوريا وعناق وعراق
- العراق ابو كملة بكعه 2
- العراق ابو كَمله البكَعه 1
- تاملات فيلسوف كهربائي حاذق!
- كلامكم بوادي وافعالكم بوادي اخر!
- ردا على الكاتب العراقي زيرفان البراوري (العراق لايقاس بمنظار ...
- الرجل المريض يتعافى بجروح العراق!
- الحياة فن لانجيد صناعته


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات بـ-التواطؤ ...
- احتجاجات في إسرائيل بعد إعلان الحكومة عن خططها للاستيلاء على ...
- ترامب يزعم بأن للولايات المتحدة الفضل الأكبر في تحقيق النصر ...
- بوتين في تهنئة للمحاربين القدامى: لقد أنقذتم البشرية من خطر ...
- ترامب الحائر في المتاهة اليمنية
- انفجارات قوية في مطار بورتسودان إثر استهداف مسيرات جديد لخزا ...
- فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية ... فما هي المؤهلات المطل ...
- بن زايد يقلّد رئيسة تنزانيا وسام -أم الإمارات-
- قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا يحصد ستة قتلى في سومي وكورسك ...
- واشنطن تجمد رسميا المنح البحثية لهارفارد حتى تلتزم الجامعة ب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - السياسيون والفقراء وماذا بعد