ردا على الكاتب العراقي زيرفان البراوري (العراق لايقاس بمنظارك الضيق!)

كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 17:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

رداً على الكاتب العراقي زيرفان البراوري
(العراقُ لا يقاسُ بِمنظارك الضَيق!)

نَشَرَ الكاتب زيرفان سليمان البراوري في موقع الحوار المُتمدن بتاريخ 4/8/2012 ضمن محور السياسة والعلاقات الدولية على الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=318437
مقالاً بعنوان (بغداد والفشل الدبلوماسي) منتقداً السياسةَ الخارجية للعراق ومبرراً زيارة داود اوغلو الى كركوك والتي أثارت الكثير من الجدل كونها جاءت بوقت تشهد فيه علاقة الاقليم مع الحكومة توتراً غير اعتيادي ولا مجال لذكر ذلك هنا وان ما يهمني هو تصويب فكر الكاتب المذكور بما ورد بمقالته تلك وايضاح بعض الامور التي لابد منها انطلاقا من احترام الرأي وثقافة النقد البناء,
بَدأَ الكاتب الحديث عن العراق بعبارة (تُعد العراق من الدول التي تعاني....) وهذا أول خطأ لغوي وَقَعَ فيه الكاتب بنفي صفة التذكير للعراق واستخدامه التأنيث (تُعد) وكان الاحرى ان يقول (يعد) ونحن لا نلوم الرجل فهو كما يبدو من اسمة انه ليس عربي ولكن العربية لا ترحم الاخطاء اللغوية سواءاً عن قصد ام لا عندما انث العراق ولعله لا يدري ان العراق هو الوحيد في العالم يحمل صفة التذكير واتمنى ان يضيف ذلك لجعبته مستقبلا عند الكِتابة
يَعتقد الكاتب ان الانتخابات الاخيرة اعطت لدول الجوار الذريعة بالتدخل في رسم السياسة الداخلية للبلاد وفتحت ابوابه على مصراعيها ونحن هنا متفقون معه تماما ولا يوجد اي عراقي يختلف معه من الفاو حتى زاخو, بعدها يتساءل عن سبب زيارة وزير خارجية تركيا لمدينة كركوك وهو سؤال بمحله ورد في متن المقال وانا شخصيا استبشرت به خيرا لأنه محور المقال ولكن المفاجئ تعليله غير السليم فيجيب بالشكل الاتي (ففي العرف الدبلوماسي يلتقي وزير الخارجية للدولة الزائرة بالوزير الخارجي للدولة المضيفة، الا ان العرف الدبلوماسي يبدو قد فقدت هيبته في بلاد الرافدين، بل والاكثر من ذلك يجتمع رئيس السلطة التشريعية في العراق بوزير الداخلية الايراني، الا يعد ذلك خرقا اخرا للمواثيق والاعراف الدولية؟)

ويبدو انه وقع بخطأ اخر لكن هذه المرة ليس لغوياً , لأنه يبرر اخطاء الافراد ان كانت تحسب اخطاءاً! واتمنى لو عاد الى الوراء قليلا وتتبع الزيارة التي قام بها مسعود بارزاني الى ايطاليا والتي استقبله فيها (ريناتو سكيفاني) رئيس مجلس الشيوخ الايطالي واعتقد انه رئيس السلطة التشريعية ! علما ان بارزاني رئيس اقليم وليس بمستوى وزير! هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اذا كان الاقليم يعترف بتلك الاعراف الدبلوماسية كان الاحرى به ان يُبلغ وزارة الخارجية العراقية لتقوم بواجباتها واعرافها خصوصا اذا ما علمنا ان وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري كردي ولا تفوته هكذا امور بعد الخبرة التي اكتسبها في ادارة هذه الوزارة فهل تؤاخذ الحكومة العراقية بما لم تُحط به علما ام ان باءكم تجر وباءنا لا تجر؟!!
يسرد بعدها الكاتب مبررات ضعف السياسة الخارجية بسبب الصراعات الداخلية وهذا راي مقبول بل وصائب , كما انه طرح مسالة حلول العراق مع مجموعة دول على النشيد الوطني الاسوأ في اولمبياد لندن التي افتتحت نهاية تموز المنصرم معللا ان السبب في وجود هذا النشيد هو لوجود الفساد وعدم فسح المجال للطاقات وليته ادرك ان التقويم المذكور لم يكن رسميا او صادر من جهه متخصصه وانما من صحيفة انجليزيه(صحيفة التلغراف) والتي وضعت الانجليز في المرتبة الاولى على طريقة المقربون اولى بالمعروف ! ولم يكن سبب هذا التصنيف على اساس جمالية النشيد وانما لكونه يذكر الناس بمآسي صدام، وفيه خيلاء وتعال ويصدر رسالة خطيرة , ولعلهُ سبباً موضوعياً ونفسياً لا فنياً رغم تحفظنا على ذلك النشيد! وليعلم اخي الكاتب ان قانونا يخص النشيد الوطني يُناقش في البرلمان اخرها كان في تموز بجلسته المنعقدة بتاريخ 12 تموز هذا العام , ولو علمنا ان الصحيفة المذكوره ستصنف في هذا التاريخ لخرجنا بمظاهرات عارمة من اجل اقرار النشيد الوطني لنحصل على ثقة واعجاب الجريدة واراحة الكاتب المقهور والملتهب على سمعة العراق!! وهذا حقك الطبيعي لانك ابن البلد ولديك غيرة على سمعته وكرامته ولكن لا تبرر بما لا يقبله العقل والمنطق والنظر من زاوية ضيقة وبمنظار قصير المدى,
اخيراً اودُ ان أُذكرَ الكاتب المُحترم أن القلم أمانه, واتمنى ان يكون الكاتب منحازا لشعبه قبل حكومته لان الكاتب من النخبة المثقفة والمدركة لما يجري وان هم سكتوا ضاع الحق واستهتر الطواغيت ولنا في ذلك شواهد!, واعلم يا سيد براوري ان العراق شامخ رغم كل هذه الهجمات الشرسه التي تُشن من الداخل قبل الخارج وبأيادي اثمة تضن انها تنتقص من كرامته وسيادته فينقلب السحر على ساحرة في النهاية وان من يظلم العراق سيحجز لنفسة تسلسلا في قائمة الظالمين الطويلة تلك , وما اكثرهم.

كريم السيد
4/8/2012

#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات