أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - بغداد.. والفشل الدبلوماسي














المزيد.....

بغداد.. والفشل الدبلوماسي


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 00:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ان التطورات السياسية في الشرق الاوسط سوف تؤثر بصورة سلبية وعميقة على الدول الفاشلة او الدول التي تعاني اصلا من اللااستقرار السياسي والفوضى العارمة على كافة الاصعدة، تعد العراق من الدول التي تعاني من ازمات بنيوية في كافة المجالات الحيوية المتعلقة بالبنية الاستراتيجية للدولة الحديثة، فلم تمر سنة على الانسحاب الامريكي وحدث الربيع العربي لتهب بعاصفتها على العراق دون ان يؤدي الى الربيع العراقي التي طالما انتظره الشعب العراقي جراء الفشل السياسي للنخبة العراقية في الفترة التي تلت الاحتلال، ان الحديث عن السيادة العراقية من قبل بعض القادة والتدخلات الاقليمية تعبر عن الجهل السياسي لان من الصعب ان ترمي الحجارة على الناس اذا كان بيتك من الزجاج، ان الانتخابات الاخيرة والاعتماد على الخارج في رسم السياسة الداخلية قد فتحت ابواب العراق على مصراعيه لتكون ساحة للسياسات الاقليمية بل ولتكون سوقا لتصدير البضائع الاقتصادية والسياسية.
السؤال الذي يطرح في الوقت الراهن هو لماذا يزور وزير خارجية تركيا كركوك ويجتمع مع الادارة المحلية لتلك المدينة، ففي العرف الدبلوماسي يلتقي وزير الخارجية للدولة الزائرة بالوزير الخارجي للدولة المضيفة، الا ان العرف الدبلوماسي يبدو قد فقدت هيبته في بلاد الرافدين، بل والاكثر من ذلك يجتمع رئيس السلطة التشريعية في العراق بوزير الداخلية الايراني، الا يعد ذلك خرقا اخرا للمواثيق والاعراف الدولية؟ وللتعمق اكثر في الدبلوماسية العراقية في الفترة الراهنة فالزيارات التي يقوم بها اقوى السلطات العراقية الى الخارج ترى يستقبله سلطات محلية ليست على مستوى الوفود العراقية، وحتى المواطن العراقي يعاني الكثير من الازمات في مطارات الدول الاجنية والعربية، ففي الوقت الذي يدخل الاجنبي ببطاقة الهوية الى داخل العراق دون ان يكون هناك اي معوق وذلك لفقدان العراق لهيبتها كدولة لها قرارها ونفوذها على المستوى الدولي، ولم نرى يوما منذ الاحتلال 2003 ان تدخل السلطات في بغداد في مسالة التعامل الخارجي مع المسافرين العراقيين، اين مبدا التعامل بالمثل التي تعد من الاولويات في العرف الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
ان العراق بحاجة ملحة الى اعادة النظر في سياستها الخارجية ووضع استراتيجية للتعامل مع المحيط الدولي. لان من الصعب الحديث عن السيادة الوطنية ومنع الدول الاقليمية من التدخل في المشهد العراقي في ظل التشرذم والتشتت الداخلية، ان السياسة العامة لبغداد لا تديرها مرجعية واحدة او بالاحرى لا توجد سلم الاولويات والاساسيات في الاجندة السياسية، ان فقدان الثقة بين الاطراف السياسية والاستمرار في ممارسة السياسة وفق عقلية المؤامرة والصراع الايدولوجي والمذهبي تجعل من بلاد الرافدين الطرف الاضعف في الميدان الدولي والاقليمي، بل وتقلل من هيبة الدولة مما تحرم من التعامل الدبلوماسي الصحيح على المستوى الدولي.
ان زيارة رئيس الوزارء العراقي في الفترة الاخيرة الى ايران وعدم وضع السلطات الايرانية للعلم العراقي بجانب الممثل العراقي مع وجود العلم الايراني عبرت عن المستوى التي وصلت اليها الدبلوماسية العراقية، بل وحتى فنون الاتكيت والتعامل الدبلوماسي لدى القادة العراقيين تعبر عن المأساة التي حلت بالدولة المؤسسة للكثير من التجمعات والمنظمات الدولية، بل وكانت بغداد ضمن الارقام الصعبة في السياسات الدولية لاحتوائها على مصدر حياة الدولة الغربية (النفط) وكذلك بعدها الجيوسياسي في الشرق الاوسط.
واخيرا حصلت النشيد الوطني العراقي في اولمبيات لندن على اسوا لقب ضمن الاناشيد التي عرضت من قبل الشعوب الافريقية والاسيوية والاوربية والامريكية، الا توجد في العراق الطاقات بلى ولكن يبدو ان الفساد قد وصلت الى رمز الدولة وتستمر مسيرة العطاءات من قبل النخبة العراقية المشتغلة بالسلم الحياتي الاول متناسين الشعب والمصير والمستقبل التي يتنظره الاجيال القادمة، فالدولة التي لاتكون فيها القانون حكما، والديمقراطية مبدا والعدالة قيمة فلا تفرز غير الاستبداد في الممارسة السياسية والفوضى في البعد الاجتماعي والاقتصادي المحلية فضلا عن الفشل في البعد الخارجي والدولي.
ان الفشل الدبلوماسي في العراق ارتبطت بعاملين: اولهما الاحتلال الاجنبي التي فرضت على الدول الاخرى جوا من الخوف في التعامل مع العراق وذلك بسبب الملفات الامنية والاستخباراتية التي تبنتها الولايات المتحدة: وثانيهما الفشل السياسي في الداخل في تبني استراتيجية واضحة ذات رؤية لإيصال رسالة العراق الى العالم الخارجي، والمشاهد للقرار العراقي يدري الازمة التي وصلت اليها الدبلوماسية في هذا البلد، وحتى المواطن العادي يستشعر بقيمة دولته عندما يسافر الى الخارج.
وكما يقولون ان السياسة الخارجية تعد صدى السياسة العامة للدولة لذا من الضروري معالجة الازمات الداخلية ووضع سياسة عامة قائمة على اساس المواطنة لتكون بادرة ايجابية نحو تبني دبلوماسية قوية قائمة على اساس الاعراف الدولية ومبدا التعامل بالمثل.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي
- ثورة العولمة
- سياسة التردد
- الشارع الكردي ودور الايدولوجيا
- الزلزال السياسي ونهاية الاصنام


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - بغداد.. والفشل الدبلوماسي