أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - الفيتو... وصناعة الرعب














المزيد.....

الفيتو... وصناعة الرعب


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 03:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




إن الهدف وراء تاسيس منظمة الامم المتحدة كانت لتحرير الانسان من الانتهاكات التي يتعرض له البشر في مختلف بقاع العالم، و الحد من ويلات الحرب مثلما ذكر في ديباجة الوثيقة الكونية، فالامن والسلم وصيانة حقوق الانسان كانت الاسس التي بنيت على اساسها تلك المنظمة، إلا أن العالم لم تشهد استقرارا بمجرد الاعلان عن تاسيس المنظمة الاممية، فالحروب والتلاعب بحياة الشعوب كانت العناوين العريضة لعالمنا في القرن العشرين،ولم تتغيير الاوضاع في الالفية الثالثة واستمرت ويلات المستضعفين في الارض، ولكن التساؤل هنا الم يحن الوقت بعد للتفكير في إطار دولي جديد يصان في ظلها الحقوق والحريات، لان مجلس الامن كانت اداة لصد السياسات والممارسات القطبية بين القطبين الامريكي والسوفيتي الى بداية تسعينيات القرن الماضي وأداة للمجاملات السياسية بين القوى الصاعدة حاليا، وفي الوقت التي تعجز فيه السياسات الخارجية للدول العظمى في مواكبة التطورات والمعطيات السياسية الجديدة على الساحة الدولية خاصة التغيير السياسي في المنطقة العربية تتجه تلك الدول باتجاه اللعبة الخبيثة باستخدام مجلس الامن في كاداة للضغط على بعضها البعض وصناعة التاثير السياسي في السياسة الدولية على حساب دماء الاطفال في سوريا.
إن استخدام حق النقض الفيتو من قبل مندوبي روسيا والصين لدى مجلس الامن لإسقاط مشروع القرار العربي الغربي ضد الطاغية بشار تدل على الغطرسة الدولية والمعايير المزدوجة التي يتبناها القوى العظمى في التعامل مع القضايا الانسانية، وكذلك الرعب التي يخلقها حق النقض الفيتو في الملفات الدولية، ان الموقف الروسي والصيني تجاه سوريا يرتبط بملفات جيوسياسية وحقائق المعطيات السياسية الجديدة اكثر من اهتمام تلك الدول بالنظام البعثي التي اقتربت من لحدها، فالثورات العربية افرزت حالة من الذعر لدى موسكو وبكين وذلك خوفا على مصالحهم الاستراتيجية في الشرق الاوسط التي بدات تتلاشى لصالح الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة وكذلك تركيا، فالمحور التركي- الاوربي- الامريكي سوف تكون الاساس في اي موازنات مستقبلية في المنطقة العربية، وأن الروس والصينين يدركون ذلك جيدا، لذا تعد الورقة الاخيرة لدى البلدين في فرض حقائق جديدة او بالاحرى فرض سياسة الامر الواقع على الغرب وهذا ما يجعل الملف السوري من الملفات الشائكة في اروقة القوى العظمى نتيجة للبعد الاستراتيجي لسوريا وكذلك علاقات الاخيرة مع طهران فضلا عن كون سوريا الحديقة الخلفية لطهرن لتمرير سياساتها الخارجية، فالتخلص من طاغية دمشق يعني تهديد للمصالح الاستراتيجية لتلك الدول . ولكن التغييرات السياسية ونجاح الثورات افرزت حقيقة مفادها ان الواقعية السياسية لم تعد تجني نفعا مع المتعطشين للدماء، وان التاريخ لن يرحم السكوت الدولي على قتل المدنيين بدماء باردة في مدن العزة والمجد، المدن التي تابى الخضوع والركوع للطاغية الهمجي، وهنا لابد لنا من الوقوف على الاسباب التي تعرقل مسيرة الثورة السورية وتساهم في بقاء النظام الحالي رغم ضعف وهشاشة النظام، ومن خلال متابعة المعادلة السورية يتبين لنا بان هناك سببين في هذا الصدد
اولهما: ان المنظومة الدولية تعاني من ازمات محورية وان الامم المتحدة لم تعد قادرة على الالتزام بالاهداف التي من اجلها تاسست، وان السياسة العالمية في الوقت الراهن تديرها الخوف والقلق من التطورات المفاجى في الشرق الاوسط الامر الذي يعكس حالة الفوضى في القرار الدولي والتعمق في التفكير القائم على اساس عقلية المؤامرة في العلاقات الدولية بين القوى العظمى مما يخدم النظام العبثي في سوريا لكي تستمر في القتل والنهب.
ثانيهما: الضعف والنفاق العربي في التعامل مع الملف السوري، فالامر في سوريا لا يتطلب من العرب سوء التدخل السريع وفرض منطق القوة على بشار مثلما فعلوها مع صدام في بداية تسعينيات القرن الماضي، إلا ان فاقد الشي لا يعطي وان العرب لا يملكون تلك الارادة في ضل بقاء الكثير من قلاع الطغيان في العالم العربي، وان هذه المسالة اعطت انطباعا ايجابيا لعصابة بشار لكي لا تخضع للقرارات والنظريات العربية.
واخيرا اقول ان التخلص من النظام السوري سوف يخدم المنطقة برمتها لانها من الانظمة الخطيرة التي لا تتلاءم مع روح العصر والتطورات الجارية في عالمنا المعولم. ويستمر الثورة السورية تحت شعار الانتصار فوق الارض او شهداء تحت الارض.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي
- ثورة العولمة
- سياسة التردد
- الشارع الكردي ودور الايدولوجيا
- الزلزال السياسي ونهاية الاصنام
- طبخة عراقية بأيدي أجنبية
- صناعة الردع في بغداد!
- أنقره وازماتها المتجددة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - الفيتو... وصناعة الرعب