البيت الابيض والشعر الابيض

كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البيت الابيض و الشعر الابيض!
بدأ حراك الانتخابات الامريكية يدخل مرحلة الغليان حيث يتنافس الحزبان التقليديين الجمهوري والديموقراطي على الدخول للبيت الابيض مع طموحات النخابين والسير بالولايات المتحده نحو تطلعاتها الاقتصادية وسياساتها الخارجيه ومقومات ريادتها العالميه, في هذه الانتخابات لا تؤثر العوامل الداخليه وحسب انما ضمانات الخارج لها الاثر بتحديد بوصلة الرئاسه في اللعبة الاقوى حيث تشغل الشارع والاوساط الاعلاميه, اذ تختلف القراءات والموضوعات والتقارير حيث تهتم بأدق التفاصيل من الاكبر حجما حتى الطريفه والدقيقة وهي ثقافة ذلك الشعب الذي يقبع خلف الاطلسي حيث يعتقد انه يقود العالم,
من بين تلك التقارير ما تناقلته الصحافة الامريكيه عن رحلة السباق باثارها الجانبيه والكاريزما الخارجيه للمرشحين "اوباما ورومني" حيث اوردت صحيفة نيويورك تايمز خبر تأثر اوباما سريعًا بالمهام الصعبة التى تواجهه، وعلى رأسها صراعه لإنقاذ الاقتصاد الأمريكى، بالإضافة إلى الحربين اللتين تخوضهما قوات بلاده فى العراق وأفغانستان وقت تسلمة الرئاسه الامريكيه في 20 يناير عام 2009 اذ ابيض لون شعر اوباما بعد 44 يوما فقط من تولية الرئاسه حيث لا يتجاوز عمره ال47 ربيعا, والطرافه التي عرف بها اوباما قادة لاجابته الدبوماسيه حين سأله صحفي اميركي عن سبب انتشار الشيب بعد تولية الرئاسه حيث اجاب «إنكم تعتقدون أن شعري صار اشيب لانني اصبحت رئيساً، كلا بل السبب هو ان بناتي بلغن مبلغ النساء!»
لهذا فان المنافسه الرئاسيه بالنسبة للامريكيين ليست ممارسه سياسيه وحسب انما تاخذ ابعادا اوسع مع ذلك من خلال المناظرات والخطابات وغيرها, هذه المتعه السياسيه ان صح التعبير عنها لها دور ليس بالقليل في الشعور بالمواطنه والانتماء الاجتماعي حيث تسود تلك الاجواء الديموقراطيه من اجل الاستباق لانتزاع اصوات الناخبين حتى وان كلف الامر ابيضاض الرأس ومشيبه كما حصل لاوباما الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الخمسين في ولاية شيكاغو بين الانصار, وبينما تتسيد تلك الاجواء امريكا باحتدام الوصول لبيتها الابيض لايزال الضباب السياسي يغطي اجواء الربيع العربي وخصوصا ازمة سوريا التي لا يكفيها ابيضاض الرؤوس وحسب انما احمرارها بدماء الابرياء,
وحتما ان لقضايا الشرق الاوسط معادلات ومتغيرات تتماشى و الانتخابات الرئاسية الامريكيه وبرؤية جديدة يقدمها المتباريان في ضل متغيرات المنطقه وحراكها كما ان المعادلات لن تغيب عنها الرؤى الاقتصاديه وما يكلف امريكا وما يفيدها لن يكون مجرد حساب اعتيادي لان اوباما يعرف ذلك جيدا وكيف ان المهمه الاخطر هي الحفاظ على توازن الدولة الاقوى اقتصاديا وسياسيا فقط لان امريكا عندهم تستحق المشيب ولاجل كسب الرهان بذلك الشيب المحيط ببنيته الافريقيه الاصيله.

#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل