أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!














المزيد.....

.. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. وبينهما أمور مُشْتَبِهات؛ فلا نَعْرِف هل هذا الذي نَراهُ ونُعاينه في حياتنا السياسية هو من "الديمقراطية" أمْ من نقائضها؛ مع أنَّ "الديمقراطية" بَيِّنَة، و"نقيضها (بصوره المختلفة)" بَيِّن.

أقول هذا؛ لأنَّ كثيراً من المواطنين؛ ولِكَوْنِهم عديمي، أو قليلي، الخبرة في "الذَّهَب"؛ لأنَّهم ليسوا مِمَّن يَكْنِزونه، يَظُنُّون أنَّ كلَّ ما يَلْمَع ذَهَباً؛ فإذا سَبَّ مواطِن، وشَتَم، كبيراً من كِبار القَوْم الحكوميِّ، وبدا هذا "الكبير"، في الوقت نفسه، مُعْتَصِماً بحَبْل الصَّمْت؛ لأنَّ الصَّمْت من ذَهَب، ظَنُّوا، وربَّما ظَنَنَّا معهم، أنَّ في هذا وذاك يَكْمُن شيء من معاني الديمقراطية؛ فإنَّ بينهما أمور مُشْتَبِهات!

إنَّ الحُكْم بقليل (وبقليل جدَّاً) من الديمقراطية، أو بما لا يمت إلى الديمقراطية بصلة، قد يتَّسِم أربابه بالذَّكاء، الذي لا نرى من أثرٍ له عند أهل الحكم المجاورين لنا شمالاً، أو (و) بالثِّقة بأنفسهم، أيْ بقوَّة وصلابة سلطانهم؛ فلا يَجْزَعون من دَويِّ الرَّعد، ولو كانت السماء السياسية مُلبَّدةً غيوماً؛ ولِمَ يَجْزَعون وقد وَقُوا أنفسهم، وسلطانهم حيث يتركَّز، بما يشبه "مانعة الصواعِق"؛ بلْ لِمَ تتوقَّف "قافلتهم" عن السَّيْر ما دام "الصُّراخ"، ولو كان صراخ شعبٍ، هو وحده المعتدي عليها؟!

أهي "حُرِّيَّة التعبير"، والتي هي من أعالي "الحقوق الديمقراطية" للفرد والجماعة؟

لو أرَدتُ لمعنى هذه العبارة ("حُرِّيَّة التعبير") أنْ يأتي متصالحاً مع "الواقع"، أيْ مع "حُرِّيَّة التعبير" في "واقعها"، لَقُلْتُ إنَّها عندنا من تلك "الأمور المُشْتَبِهات"؛ فلا نَعْرِف أَنَنْسِبها إلى "الديمقراطية" أمْ إلى "ما يُنافيها (ويَنْفيها)"؛ ومع ذلك، أقول بشيءٍ من اليقين إنَّها كظلِّ شجرة، نراه، ولا نرى الشجرة نفسها؛ فلماذا؟

لأنَّ "حُرِّيَّة التعبير" ليست بشيءٍ ذي أهمية في حدِّ ذاته؛ فإذا لم نَرَها مُتَّحِدَة اتِّحاداً لا انفصام فيه مع "حُرِّيَّة التغيير (التغيير بما يُوافِق محتوى التعبير)"، فلن نرى لها من وجود في "الحيِّز الأخضر" من الوجود، أيْ في الواقع النابض بالحياة؛ فنحن في زمن جديد، هو "الربيع العربي"؛ وفي هذا الزمن الذي يشبه "القارعة (وما أدراك ما القارعة)" لا نريد إلاَّ ما يشقُّ الطريق إلى "التغيير"؛ وفي هذا السياق، وفيه فحسب، نَطْلُب "حُرِّيَّة التعبير"، ومزيداً منها، ونَطْلُب حُسْن التعليل والتفسير، ومزيداً منه؛ فَقَبْل "الربيع" استنفدنا الوقت والجهد في "التفسير"؛ وكثيراً ما استنفدناهما في البحث في "رائحة الشيء"، لا في "الشيء نفسه"؛ ولقد حان لنا الآن أنْ نستنفدهما في "التغيير"؛ فَهُنا "رودوس"؛ فَلِمَ لا نَقْفِز من هنا؟!

"الحُرِّيَّة" في "التعبير (عن رأيً أو فكرةٍ أو شعورٍ أو موقفٍ..)" هي أمْرٌ لا نجادِل في أهميته دائماً؛ لكن ثمَّة ما يَفُوقه أهميةً، ألا وهو "المحتوى"، أيْ "محتوى التعبير (الحُر)"؛ فالناس توفَّروا دائماً على إنتاج "القمح" و"الذهب"، مثلاً؛ لكنَّ "كيفية الإنتاج"، لا "الإنتاج (أيْ المُنْتَج) نفسه"، هي التي بها نُميِّز مجتمعاً من مجتمع، وعصراً من عصر؛ وهذا إنَّما يعني، في أمْر "حُرِّيَّة التعبير"، أنَّ "محتوى التعبير (الحُر)"، أيْ "ما نُعَبِّر عنه الآن في حُرِّيَّة"، هو ما ينبغي له أنْ يستأثر باهتمامنا وتفكيرنا؛ فَقُلْ لي ما هي الأشياء التي تُعبِّر (أو تريد أنْ تُعبِّر) عنها في حُرِّيَّة، أَقُلْ لكَ مَنْ أنتَ (الآن).

أَنْظُرُ في بعض "المطالِب" و"الشعارات" التي "يزدان" بها هذا "الحراك الشعبي"، أو ذاك، وأتَفَحَّص المعاني الكامنة فيها، والواقع الذي يمكن أنْ ينشأ إذا ما تُرْجِمَت تلك "المطالب" و"الشعارات" بأفعال تُوافِقها، فأجْزَع؛ لأنَّ فيها ما يقيم الدليل على أنَّ الناس يمكن أنْ يُعَبِّروا في حُرِّيَّة عمَّا يتنافى (موضوعياً) مع "مصالحهم الحقيقية"، ويَذْهَبُ، عملياً، بما يُنادون به من "حقوق ديمقراطية"؛ وكأنَّ الطريق المُبلَّطة بالنِّيات الحسنة يمكن أنْ تقود السائرين فيها إلى جنَّات عدن تجري من تحتها الأنهار!

ولقد أصبح أمْراً في منزلة "البديهية"، أو "المًسَلَّمة"، أنْ يجتهد "طُلاَّب التغيير (الذي من طريقه يُغيِّرون واقعهم، فأنفسهم)" في إجابة ثلاثة أسئلة أوَّلية، هي "ماذا يريدون الآن؟"؛ "ماذا يريدون غداً؟"؛ و"كيف يتوصَّلون (أو يَصِلون) إلى ما يريدون؟".

إنَّنا لسنا كهنة حتى ندعوهم إلى أنْ يُحِبُّوا بعضهم بعضاً؛ فقصارى ما ندعوهم إليه إنَّما هو أنْ يَعوا المصلحة المُشْتَرَكة بينهم، في هذا المجال أو ذاك، فيَتَّحِدوا في الصراع من أجلها؛ وإلاَّ ظَلُّوا "أفراداً"؛ وليس من ديمقراطية في مجتمعٍ كله أفراد لا جامع يجمعهم!

في "الربيع العربي"، وفي "جامعة مؤتة" على سبيل المثال ليس إلاَّ، رَأيْنا العشرات والمئات من "الصُّلْع" يتعاركون ويتصارعون؛ وكان "المشط" هو مدار عراكهم وصراعهم؛ فإلامَ الخُلفُ بينكم إلامَ، وهذه الضَّجة الكبرى علامَ؟!

"طُلاَّب التغيير" حان لهم أنْ يتعلَّموا "الأنانية السَّوية"، فينحازوا دائماً إلى "مصالحهم (المُشْتَرَكة)"، ويخوضوا الصراع بأنفسهم، ولأنفسهم، ويربأوا بأنفسهم عن أنْ يكونوا الوقود لحروب غيرهم، أو لحروب لا ناقة لهم فيها ولا جَمَل، ولا يَشْتَقُّوا لهم سياسة (ثورية) من مبدأ ".. ولكن نكايةً وكُرْهاً بمعاوية"؛ فهذا "المبدأ" يكفي أنْ تسير عليه حتى تَجِد نفسك في طريق الصعود إلى الهاوية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!


المزيد.....




- السعودية.. فيديو قبل ليلة على وفاة -الأمير النائم- يثير تفاع ...
- واتساب يغلق قرابة 7 ملايين حساب مرتبط بعمليات احتيال، فما ال ...
- من الحانة إلى خط النهاية.. متسابق ثمل يُكمل سباق 8 كم وينال ...
- هيروشيما: ثمانون عاما بعد القنبلة الذرية ودعوات متجددة للتخل ...
- لماذا يتسابق العالم لتطوير الصاروخ -الصامت-؟
- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!