أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!














المزيد.....

هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3764 - 2012 / 6 / 20 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذه ليست "ثورة شعبية"؛ لأنَّ نزول جزء ضئيل من الشعب إلى "الشارع"، أو إلى "ميدان التحرير" في مصر، لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ هذا "الحراك الشعبي" يُعَدُّ "ثورة شعبية".

وهذا الذي قُلْت ليس قولي؛ وإنَّما "قولهم الفَصْل"؛ فإنَّ أحداً من المنافحين عن نظام حكم عربي فرديٍّ استبداديٍّ ممقوت ومبغوض شعبياً لا يفوته أنْ يُشْهِر هذه "الحُجَّة ("المُقْنِعة"، "القاطعة")".

والمُلازِمون بيوتهم من الشعب، وهُمْ "الأكثرية الشعبية"، يُصَوَّرون، أو يُصَوِّرهم نظام الحكم هذا، على أنَّهم مواطِنون ينشدون "الأمن" و"الاستقرار" و"كَسْب القُوت"، ولا يَرْضون أنْ تَعُمَّ "الفوضى" بلدهم؛ فَهُمْ إمَّا موالون لنظام الحكم القائم وإمَّا متخوِّفون من إطاحته، أو السعي في إطاحته.

وهذه "الأكثرية الشعبية (الصامتة، الهادئة، في زمن الثورة)"، والتي إليها ينتمي كل مواطِن "صالح"، ليست بـ "السَّلْبيَّة"، سياسياً، على ما يزعمون؛ بل هي "مُفْعَمَة بالحيوية السياسية"؛ والدليل "المُفْحِم" على ذلك يأتينا من "يوم الاقتراع"؛ فالناخبون منها يُقْبِلون إقبالاً كثيفاً واسعاً على صناديق الاقتراع لاختيار نوَّابهم، أو رئيسهم، الذي من فَرْط حُبِّهم له، وثقتهم به، يواظِبون على إعادة انتخابه؛ فهو، والحقُّ يُقال، لا يَقْبَل "الرئاسة الأبدية" إلاَّ من طريق "الانتخاب الحر الديمقراطي الشَّفَّاف".

في مصر، وعلى مضض، قَبِلوا، أيْ قَبِلَ نظام الحكم نفسه، أخيراً، أنْ يكون رئيس "الجمهورية الثانية" ضئيل "الوزن الانتخابي (والشعبي)"، على أنْ يكون شفيق لا مرسي؛ فإنَّ 10 ملايين صوت (أو أكثر قليلاً) تكفي الآن لفوز المرشَّح بمنصب الرئيس. إنَّهم 10 ملايين ناخب من أصل 50 مليون ناخب (ومن أصل 80 مليون مواطن).

الثورة ليست شعبية؛ لأنَّ الشعب كله، أو غالبيته العظمى، أو غالبيته، لا يُشارِك فيها، ولم يَنْزِل إلى "الشارع"، وبقي في البيت، أو مزاوِلاً للعمل؛ أمَّا "الرئيس"، وإذا ما كان شفيق، فشرعيٌّ، وشعبيٌّ، ويُمثِّل الشعب، وإرادته الحُرَّة، ويَحْكم باسمه، وإنْ جاء به إلى سدة الرئاسة ثُمْن الشعب المصري؛ فيا له من ميزان مُخْتَل هذا الذي يَزِنون به "شعبية" الثورة، و"شعبية" الرئيس!

إنَّ الشعب، ولجهة مشاركته في الثورة، يشبه "المُؤمِن" الذي رأى "مُنْكراً"؛ فَيُغَيِّره بيده، فإنْ لم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع فبقلبه؛ وإنِّي لمتأكِّد أنَّ "غالبية الشعب" في مصر وسورية، مثلاً، هي كالمُؤمِن غير القادر على تغيير "المُنْكَر"، والذي هو كناية عن حكم العسكر وحكم بشار، بيده، أو بلسانه، فـ "تُحاوِل"، من ثمَّ، تغييره بـ "قَلْبِها"، أيْ بالدُّعاء على هذا الحكم وذاك بالسوء وهي ملازِمةً البيت؛ ولسوف نراها تملأ الشوارع والميادين احتفالاً بالخلاص من هذا الحكم وذاك؛ فإنَّ من السخافة بمكان أنْ تُصوَّر الغالبية الشعبية غير المشارِكة مباشَرَةً في الثورة؛ لأسباب عدَّة، في مقدَّمها تخوُّفها من عواقب وتبعات هذه المشارَكة، على أنَّها "رصيد شعبي" لحكم العسكر في مصر، أو لحكم بشار في سورية.

"الشعب الثوري"، وهو قسم كبير من الشعب (ومن شبابه على وجه الخصوص) لكنَّه لا يَعْدِل غالبية الشعب، هو الذي يصنع الثورات، التي هي القوَّة المحرِّكة للتاريخ؛ فأين هي "الثورة الشعبية"، في التاريخ، التي اكتسبت صفتها هذه لِكَوْن غالبية الشعب هي التي شاركت فيها مباشَرَةً؟!

الثورة "شعبية" إنْ فَجَّرَتْها، وشاركت فيها مباشَرَةً، "الطلائع" من الشعب، ومن شبابه على وجه الخصوص؛ فإنَّ هؤلاء هُمْ الذين وطَّنوا أنفسهم على تغيير "المُنْكَر" بأياديهم، تاركين لسواد الناس مهمَّة تغييره بوسائل وطرائق تشبه "اللسان" و"القَلْب"؛ لكنَّ "سواد الناس" يجب ألاَّ يُفْهَم على أنَّه هو عينه "سواد الحاكم"، أيْ خدمه وحاشيته وأمتعته.

و"الشعب الثوري" هو الذي يؤسِّس لـ "الشرعية الثورية" بعد، وبفضل، انتزاعه للسلطة انتزاعاً.

إنَّ غاية الثورة في مصر وسورية هي "الدولة المدنية الديمقراطية"؛ لكنَّ هذه الغاية لن تُدْرَك بما يشبه صلوات كاهن؛ فثمَّة "لحظة" من "الدكتاتورية" في تاريخ كل ثورة شعبية ديمقراطية؛ وفي هذه "اللحظة"، التي قد تَعْدِل بضعة أيام، أو بضعة أسابيع، أو بضعة أشهر، تُنْتَزَع السلطة من أيدي مغتصبيها، ويُعْمَل بـ "الشَّرعيَّة الثورية"، التي لا تعلوها شرعية في تلك "اللحظة"، وتُحَلُّ أجهزة ومؤسَّسات وهيئات، وتُنْجِز "المحاكم الثورية" عملها على خير وجه؛ فـ "الشَّرعية الدستورية والقانونية" المعمول بها في "العهد البائد" لا تَصْلُح أبداً للانتقال بالبلاد إلى عهد جديد، وللتأسيس لـ "الدولة المدنية الديمقراطية".

وفي هذه "اللحظة" نفسها، تتولَّى "حكومة انتقالية (مؤقَّتة)" إدارة شؤون البلاد، وتؤلِّف قوى الثورة "جمعية تأسيسية"، تتوفَّر على إعداد مشروع دستور جديد للبلاد، ثمَّ يُسْتَفْتى فيه الشعب؛ فتنتهي تلك "اللحظة (الضرورية)" من "الدكتاتورية الثورية"، ويبدأ عهد "الدولة المدنية الديمقراطية"، التي هي غاية "الربيع العربي"، وغاية ثورتي مصر وسورية الآن، وعلى وجه الخصوص.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!
- -الديمقراطية- ليست -فتوى-!
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!
- صراعٌ يَصْرَع الأوهام!
- خَبَرٌ صغير!
- .. إلاَّ انتخاب شفيق!
- مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!
- -الرَّائي- و-المرئي- في -الرؤية الكونية-
- -العقد شريعة المتعاقدين-.. أهو مبدأ ل -السرقة-؟!
- حتى لا ينتصر شفيق وتُهْزَم مصر!
- إنَّها -المستحيلات الثلاثة- في الكون!
- التفاعل بين -المادة- و-الفضاء-


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!