أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لو قرأوا -الدولة والثورة-!














المزيد.....

لو قرأوا -الدولة والثورة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اليوم الأحد 17 حزيران 2012 لن يكون يوماً عادياً في حياة مصر، وإنْ تعذَّر على المرء أنْ يَعْرِف الصفة التي بها سيَدْخُل التاريخ؛ فـ "الحسم" سيتعدَّى "الانتخابي" إلى "التاريخي"، في أرض الكنانة، التي تخطَّى فيها الصراع (السَّافِر الآن) بين الثورة (ثورة 25 يناير) والثورة المضادة (التي يقودها "المجلس العسكري الأعلى الحاكم المتحكِّم") نقطة اللاعودة.

مُذْ أعلن عمرو سليمان، في بيانه التاريخي الشهير، تخلِّي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية (وحتى قبل ذلك) وأنا أُشَدِّد، في كل ما كَتَبْت عن الثورة المصرية العظيمة، على أهمية وضرورة عدم الثِّقَة بالمؤسَّسة العسكرية المصرية، وبالمجلس العسكري الأعلى الحاكم على وجه الخصوص؛ ولطالما قُلْتُ إنَّ هذا "المجلس" الذي يرأسه المشير طنطاوي، والذي تظاهر بالانحياز إلى الثورة، وبتبنِّيها واحتضانها، لا يعدو كونه "حكومة بونابرتية"، تُعِدُّ العُدَّة للانقضاض على الثورة، وإنَّ مهمته الحقيقية هي إدارة البلاد بما يمكِّن قوى الثورة المضادة من إنهاء الثورة والقضاء عليها؛ فثورة 25 يناير اختزنت من الطاقة الثورية التاريخية ما يجعل احتواء المؤسَّسة العسكرية لها من الصعوبة والاستعصاء بمكان، وما يَفْرِض على قوى الثورة أنْ تعي وتُدْرِك أنَّ انتصارها النهائي والحاسم لن يتحقَّق إلاَّ من طريق تحطيم هذه المؤسَّسة، والتي هي شيء يختلف تماماً عن الجيش؛ أَوَلَمْ أَقُلْ، قبل بضعة أيام من وقوع ما يسمَّى، الآن، في مصر، "الانقلاب الناعم (على الثورة)"، بأهمية وضرورة العودة إلى 11 شباط 2011؟!

وقبل هذا بيومين، كَتَبْتُ عن "الصِّراع الذي يَصْرَع الأوهام"، فقُلْتُ إنَّ "مجلس القضاء الأعلى" لن يُفْهَم على خير وجه إلاَّ إذا فُهِم على أنَّه "التوأم القانوني" لـ "المجلس العسكري الأعلى (الحاكم)"؛ و"المجلسان" تتضافر جهودهما الآن على إنقاذ نظام الحكم القديم من خطر الانهيار المُحْدِق به.

وقُلْتُ أيضاً: لقد آمن المصريون زمناً طويلاً بوَهْم "استقلال القضاء" عن "السُّلْطة" حتى في اللحظة الحاسمة من الصراع بينها وبين الشعب؛ فإذا باحتدام هذا الصراع يُسْبِغ عليهم نعمته، ويريهم "مجلس القضاء الأعلى" بعيون يقظة لا تغشاها أوهام، ويدعوهم إلى الإيمان القويم، ألا وهو الإيمان بأنَّ مبارك مُمْتَدٌّ، يَضْرِب جذوره عميقاً، في "المجلسين"، وفي غيرهما؛ وليس ممكناً، من ثمَّ، أنْ تنتصر الثورة إلاَّ بثوَّارٍ اغتسلوا، عقلاً وشعوراً وإرادةً وسلوكاً، من هذا الوهم، وأشباهه؛ وما أكثرها!

إذا هُزِمَت ثورة 25 يناير فسوف نقرأ ونسمع كثيراً عن الأسباب والمُسبِّبات؛ لكن ثمَّة سبب، وعلى أهميته الثورية، من وجهة نظري، لن يُؤتى على ذِكْرِه؛ فَدَعوني أَذْكُرُه لكم الآن، وإنْ سَخِرَ منه (على ما أتوقَّع) الليبراليون والإسلاميون على وجه الخصوص؛ وهذا السبب إنَّما هو عدم قراءة (وعدم تمثُّل معاني) كتاب "الدولة والثورة" للينين!

لو قرأوا هذا الكتاب، وتمثَّلوا معانيه، لَمَا نَظَروا بعيون تغشاها الأوهام إلى المؤسَّسة العسكرية المصرية، وإلى المجلس العسكري الأعلى برئاسة طنطاوي، وإلى جهاز القضاء، والمحكمة الدستورية العليا، وإلى سائر أجهزة الدولة (أو "الدولة العميقة") في مصر؛ فـ "الدولة"، بتعريفها الموافِق تماماً لحقيقتها الموضوعية، وعلى ما وَرَد في الكتاب نفسه، لا يمكن أنْ تَقِف إلى جانب ثورة شعب بأهمية وعِظَم ووزن ثورة 25 يناير؛ فهذه الثورة، هي، في "عُمْق الدَّافِع إليها"، وفي "لا نهائية هدفها"، وفي "ديناميتها الشعبية الثورية"، أعظم وأوسع وأعمق من أنْ تتصالح معها "الدولة" من طريق "جُمْلَة من الإصلاحات الليبرالية"، أيْ من طريق تفصيل ثَوْبٍ لها أقْصَر كثيراً من قامتها.

الآن، لا خيار لدى الناخِب المصري الثوري إلاَّ ذاك الأقرب إلى "الاضطِّرار الثوري" منه إلى "الخيار الثوري"؛ وهذا "الخيار ـ الاضطِّرار" إنَّما هو التصويت للمرشَّح الرئاسي (الإسلامي) مرسي.

وحتى لا يُساء الفَهْم أقول إنَّ الموقف الثوري هو "دَعْوة (والإصرار على دَعْوة) مرسي إلى الانسحاب من السِّباق الرئاسي مع المرشَّح الرئاسي للثورة المضادة شفيق؛ فإذا لم يُلَبِّ هذه الدعوة الثورية، راكِباً رأسه؛ ولقد ركبها، فإنَّ على الناخب الثوري أنْ يُصوِّت لمرسي، ليس حُبَّاً به؛ وإنَّما نكايةً بشفيق، وبالرَّقّبّة الطويلة التي تُحرِّك هذه الرأس الصغيرة".

ويوم الاثنين 18 حزيران 2012، ومهما كانت النتيجة النهائية للاقتراع، يجب أنْ يُوافِق، بحسب "التقويم الثوري"، 11 شباط 2011؛ فالثورة يجب أنْ تُسْتأنَف؛ لأنَّها لن تُحْرِز انتصارها التاريخي النهائي إلاَّ من طريق انتزاع السلطة انتزاعاً من يَد المجلس العسكري الأعلى، ومن أيدي أعوانه وحلفائه في أجهزة الدولة؛ فـ "العصيان الثوري (وشقُّ عصا الطَّاعة)" هو الذي حان له أنْ يُوْلَد؛ ولا بدَّ له من أنْ يَخْرُج من رَحْم "جولة الحسم الانتخابي"، ورغماً عن "طنطاوي"، الشَّخص والرَّمْز، والذي إنْ قُيِّض له أنْ يلبس "إكليل الغار"، فسوف يَقِف أمام "ضريح الثورة" قائلاً في هُزْءٍ وسُخْرِيَة: إنَّكم قَوْمٌ من الأغبياء؛ فلقد وَضَعْتُم ثِقَتُكُم بي، وبالمجس الذي أرْأس، ضاربين صفحاً عن أهمِّ عبارة تضمَّنها بيان عمرو سليمان، ألا وهي العبارة "لقد كلَّف الرئيس (المخلوع مبارك) المجلس العسكري الأعلى بإدارة شؤون البلاد"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيضاحات وردود
- -مأثرة- ماركس التي عَجِزوا عن النَّيْل من إعجازها!
- -دولة المواطَنَة- التي تتحدَّانا أنْ نفهمها!
- -الديمقراطية- ليست -فتوى-!
- العودة إلى 11 شباط 2011!
- حتى يصبح -نفي الرأسمالية- هدفاً واقعياً!
- صراعٌ يَصْرَع الأوهام!
- خَبَرٌ صغير!
- .. إلاَّ انتخاب شفيق!
- مصر.. عودة الوعي وعودة الرُّوح!
- -الحولة-.. صورة حاكمٍ وسُورة شعبٍ!
- -الرَّائي- و-المرئي- في -الرؤية الكونية-
- -العقد شريعة المتعاقدين-.. أهو مبدأ ل -السرقة-؟!
- حتى لا ينتصر شفيق وتُهْزَم مصر!
- إنَّها -المستحيلات الثلاثة- في الكون!
- التفاعل بين -المادة- و-الفضاء-
- في فلسفة اللغة
- فساد الكِتَابة!
- لويس السادس عشر يُبْعَثُ عربياً!
- فكرة -الرُّوح- وكيف شَقَّت طريقها إلى رأس الإنسان


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لو قرأوا -الدولة والثورة-!