أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة














المزيد.....

من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 21:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشيع الساسة الإسلامويون من الشيعة العراقيين أنهم حققوا نصرا تاريخيا ناجزا وذلك بعد أن تمكنت أحزابهم من التربع على عرش النظام الحالي ليقرروا شكل معادلة الحكم التي تقول منا أمير ومنكم وزير. لا بل أن من بينهم من يدعي أن هذا هو نصر الشيعة الأول بعد جملة من الهزائم والتراجعات التي كانت قد بدأت منذ يوم السقيفة..
جانب كبير من المشكلة يبدأ من هنا, في التعريف الخاص لمعنى النصر.
إن رجال معارك كهذه هم أشبه بمخلوقات من الزمان القديم هبطت في عصر الفضاء فحاولت أن تلغي الزمان الممتد ما بين الخيمة وعصر النت.
وسيصير من الطبيعي أن تحاول أحزاب كهذه إستدعاء ثقافات قديمة لكي تجعل لها الغلبة في زمان هو غير زمانها فيكون الصراع في حقيقته صراعا على الماضي وليس صراعا على المستقبل.

ولو أن النصر التاريخي يعرف بعملية الإستيلاء على الحكم لكنا وافقنا على أن ما تحقق كان نصرا فعليا.
لكن ليس هناك شيئ يجبرنا على أن نصدق أن نصر مجموعة سياسية مذهبية للوصول إلى السلطة سيكون بالضرورة نصرا للشعب الذي جاءت منه, أو حتى (للمكون) الذي تنتمي إليه.
فثمة فرق بين أن تتصدر فئة من طائفة موقع السلطة لتحظى بإمتيازاتها وبين أن تكون هذه الفئة في خدمة طائفتها.
وفي حالة الإحتدام التاريخي الطويل الذي يراد لشيعة العراق أن لا يخرجوا منه فإن وصول شيعي إلى السلطة صار يسوق وكأنه بحد ذاته بمثابة نصر تاريخي لا وجود ولا حاجة لنصر آخر بوجوده.
وهكذا تكون فكرة النصر على السنة وتخليص السلطة من أيديهم هي التي يفترض لها أن تسيطر على الوعي الشيعي وهي التي تحدد له بالتالي معنى النصر وقيمته الفعلية. وفي خضم هذا التعريف المجحف لن تكون هناك فرصة ولا حاجة لتحقيق النصر في معارك ذات طبيعة بنائية وتحضرية. فما الذي سيشكله إنجاز إعادة منظومة الكهرباء أو بناء مصنع للحديد والصلب أمام إنجاز تاريخي كبير كان قد حصل عليه الشيعي وهو يسمع مكبرات الجوامع وهي تلهج بالشهادة الثالثة أو يتحقق له حلم المشاركة بالمسيرات المليونية لزيارة المراقد الشريفة.

في مرحلة الإسلام السياسي لم تعد هناك حاجة إلى برامج تنموية حقيقية وخططا نهضوية إستراتيجية. صار يكفي الحديث عن التاريخ الإسلامي بصيغة سلفية,وعن الفقه الإسلامي ومتابعة طقوسه للتعويض عن الحاجة إلى برامج نهضوية مستقبلية أو حاضرية. وسيقاس نجاح هذه الحركات بقدر ما ستكون هناك قدرة لفرض الثقافة والإلتزامات الدينية وبعث التاريخ الإسلامي حتى على مستوى إعادة إنتاج بعض أحداثه, وإن إقتضى ذلك إخراجا ومكيجة هدفهما تسهيل عملية زج الماضي في الحاضر والضغط على هذا الأخير لكي يتقبل بعملية الزج هذه.

وفي كل الأحوال لا يمكن إنعتاق الحزب الدينو سياسي من حيثيات التأسيس ومن أهداف البداية مهما أرهق الحزب نفسه بعد ذلك في محاولة مكيجة وجهه السلفي والمذهبي وفق ما تقتضيه وتحتمه شكليات كل مرحلة, وخاصة بعد وصوله إلى السلطة. وستنصب الحالة الفقهوسياسية الجديدة على محاولة التوفيق بين لحية الوجه وخاتم اليد وبدلة الأفندي.
أو أنها قد تقدم نفسها من خلال وضع عمامة على رأس رجل ببنطال, فتكون التوأمة السياسية والحالة هذه هي أشبه بتوأمة سيامية, إن هي أفلحت بالحفاظ على الجنين فستفلح في ولادة كيان مشوه لمخلوق برأسين, كل يجذب صاحبه إلى حيث يريد, فلا هذا سار ولا ذاك إنتقل.

في العراق تلعب ثنائية الصراع المذهبي دورها في تحويل النصر إلى كارثة عامة تشمل أهل المذهبين, مع حصول الشيعة على حصة مضاعفة من خسائر هذا النصر, إذ بينما سيتعرض كل العراق إلى حالة تخلف تتفق مع حاجات الإسلام السياسي له, ولغياب برامجه التحضرية والتنموية, فإن الشيعة سيكونوا هدفا ثابتا لهذا التخلف الذي من شأنه أن يجعل الهيمنة عليهم بسيطة وسهلة ليمنح ممثليهم السياسيين قدرة الإستمرار في السلطة كممثلين شرعيين لهم .
إن ثقافة كهذه ستتوجه إلى تعميق وتفعيل كل الممارسات التي من شأنها ان تحقق ذلك, ولذا تصير كل أرض هي كربلاء وكل زمان هو عاشوراء, وتبذل الجهود من أجل إستمرار كل وجوه التخلف التي تمنع الشيعي من الخروج من معادلة الزمان العاشورائي والمكان الكربلائي.
وبهذا سيتحمل الشيعي مصيبتين, مصيبته المشابهة لمصيبة السني بوصفهما مواطني دولة توزع عليهما الحكومة المركزية حصص التخلف بالتساوي, والأخرى خاصة به لأنه هو بالذات سيكون الوقود الفعلي لثقافة هدفها إغراقه تماما بممارسات ونشاطات وطقوس مقدرا أن لا يخرج من غياهبها مطلقا..

أما السلطة التي تستأثر بكل شيء فيكفيها فخرا أنها حققت لهذا الشيعي نصرا كان إنتظره منذ يوم السقيفة ويكفيها أنها جعلت كل زمانه عاشوراء وكل مكانه كربلاء وأسمعته آذان الشهادة الثالثة وجعلت وصوله إلى القامات والزناجيل سهلا وعلمته أن الطريقة الأفضل للسؤال عن حوائجه هي تلك التي تتم أمام باب الحوائج.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطالباني ومخالفته الدستورية الأخيرة
- المالكي وسحب الثقة والورقة الكردية
- هل صرناالآن بحاجة إلى المنقذ
- عبدالله بن سبأ وقضية سحب الثقة من المالكي
- حكاية اللابديل.. فاقد الشيء هل يعطيه
- شيطنة الآخر.. من الاشتباك بالسلاح الأبيض إلى الاشتباك بأسلحة ...
- ليس حبا بعلاوي وإنما كرها بالمالكي
- ما الذي أسقطه الصدريون بعِلمٍ أو بدونه
- الخلط بين بناء السلطة والدكتاتورية
- أزمة سلطة أم أزمة وطن
- وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - من هم الأشد خسارة في عراق الطوائف.. الشيعة أم السنة