أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دانا جلال - وزارة الثقافة العراقية تُهين مثقفي العراق















المزيد.....

وزارة الثقافة العراقية تُهين مثقفي العراق


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 19:11
المحور: المجتمع المدني
    


اكُنتُّم خجلى امام وزير الثقافة والدفاع بالإنابة "د سعدون الدليمي" ومدير عام تلك الوزارة التي اهانتكم، ام ان تَّغييب الذين اطلقوا شرارة الكلمة في امسية مدير المركز القافي العراقي "د. اسعد الراشد" عن حضور احتفالية افتتاح المركز الثقافي العراقي في السويد قد فرض مشهد الصمت في احتفالية بروتوكولية انتهت كما كل الاحتفاليات الحكومية دون مفاجأة تُذكر؟.
لم يتكرر مشهد المصارحة حينما التقيتم بوزير الثقافة العراقي، لم يعلنُ احدكم كما اعلنا في لقاء "الراشد"، ( بان مركزك الثقافي ووزارتك يهينون "كتاب العراق" ). ولأننا ندافع في الخندق الاخير لما هو مشترك، وانساني في بقايا عراق تقاسمه فرسان المحاصصات فإننا لا نكتفي بعضوية المثقف وثقافة الالتزام. فالكتابة خارج النص ضرورة حينما يلوثون فضاءنا الثقافي. اعلن اني خارج النص الرسمي، وان أتهتموني بالتطرف فاني معكم متفق .(1)
ماذا جرى قبل واثناء اللقاء المفتوح مع مدير المركز الثقافي العراقي في السويد؟
باستثناء النشاطات الترفيهية، فان الحضور في اي نشاط سياسي او ثقافي في المهجر يزيد او ينقص بقليل عن مائة "نخبوي"، "مثقف" او "مُنتج للثقافة"، هم جيل الأربعينيات والخمسينيات، اصحاب "البيريات البيضاء" على حد تعبير احد الظرفاء في وصفه لوقار الشيب. كان الهمس قبل المحاضرة عن واقع الثقافة العراقية، والتشوهات السلطوية المؤثرة فيها، ومستنقع المحاصصة المذهبية والقومية الذي اقتحم فضاءنا الثقافي. كان السؤال عن إمكانية هيكلة الثقافة العراقية على اسس ديمقراطية وحداثوية في ظل وزارة قائمة على المحاصصة بين احزاب "المذاهب السياسية" و"الاحزاب القومية" التي اكدت انها لم ولن تُنتج غير تنافر ثقافي في خيمة الفساد . كان الحديث بأبجديات وجع المثقف العراقي عن اسماء مافيا التأجير، وتدخل المتطفلين واشياء خاصة سنتناولها لاحقا بالتفصيل.
نعم انا متطرف
بدا "د. اسعد الراشد" حواره مُنطلِقا من رغبته بعدم تكرار السائد والمتعارف عليه في هكذا نشاطات، فكانت مداخلات الحاضرين خارج النص وبعيداً عن بروتكولات المجاملة الزائفة.
بدأت مُتَّطرِفاً، موجها كلامي للوزير من خلال مدير مركزه، كنت سأوجهه وبأعلى صوتي للوزير لو لم يستبعدني القائمين على ارسال دعوات الاحتفالية ( السفارة العراقية من خلال سكرتير السفير والمركز الثقافي العراقي). اي عار هو التعامل وإهانة كتاب العراق في المهجر و تعيينهم بعقد محلي بعنوان "حارس"، و"بستاني "، و" طباخ" في مركزكم الثقافي في مملكة السويد؟. مركز يقع تحت الارض في "الطابق الثاني" لا يحتاج الى بستاني كما الحارس، لأننا في دولة تحرس عبر شركاتها البلاد والعباد.
الكاتب والصديق "فرات المحسن" وفي حديثه "عبق"، و"كاريزما فراتية"، كان واضحا، ومكتشفا لمفردة اختصرت عقلية "ثقافة السلطة" وتعاملهم مع "سلطة الثقافة" حينما اكد بان الكاتب والاديب الذي يتقبل هكذا اهانة لهو " كاتب نص ردن".
الفنان التشكيلي "نبيل تومي" الذي اُستبعد من احتفالية افتتاح المركز الثقافي، بعث برسالة للوزير انشرها كما هي ( اهي بدعة "السياحة الثقافية" بتعيين عدد من المُقربين من اصحاب القرار في وزارة الثقافة ممن هم في العراق، ام ان الكفاءات العراقية في مملكة السويد قاصرة وعاقرة لشغل وظيفته الثقافية بعيدا عن حراسة باب المركز وحديقة البستاني في الطابق الثاني للعمارة ؟). امسية مختلفة، ومدير مركز لم تنقذه صراحة الحديث، لان الصراحة التي لا تقترن بفعل انساني وموقف شجاع من "ثقافة السلطة" حين اهانتها للكتاب والمثقفين تتحول الى افيون، بل انها محاولة لذر الرماد في بحر القصيدة وفضاء الابداع.
لنرفع شعار " ابعدوا وزارة الثقافة عن حصص "احزاب المذاهب والأقوام"
لست بصدد دراسة واقع الثقافة العراقية، او الوضع الامني وكرامة حدودنا الوطنية في ضوء مقولة وزير الثقافة والدفاع بالإنابة "د سعدون الدليمي" (عندما تسلمت مهام وزارة الثقافة قلت إني سأقود وزارة الثقافة بإرادة وزارة الدفاع، واليوم سأقود وزارة الدفاع بعقلية ومرونة وزارة الثقافة)، ولا الحديث عن سقيفة تشكيل الحكومة بما فيها وزارة الثقافة التي فرضت وكلاء ومدراء عامين متحاصصين ولا نعرف عنهم الابداع، ولا عن "حرب الملفات" المنتظرة لتوضح لنا قتلة شهيد الثقافة العراقية "كامل شياع"، وقطع الشك باليقين ان كان مدير عام العلاقات الثقافية ضحية لتهمة تهريب الاثار.
الذي يهمنا هو الخندق الثقافي الديمقراطي في العراق، خندق قاوم وبكل شجاعة من خلال منتجيه ومبدعيه محاولات تشويهه وقمعه بالاغتيال، والتهميش، والتدجين الذي مارسه حزب البعث، وتمارسها الان سلطة احزاب المحاصصة المذهبية والقومية في عراق ما بعد صدام بإعادة انتاجها وصياغتها للثقافة العراقية وفق مفاهيمها ومنطلقتها الإيديولوجية المتمثلة بــ" احزاب المذاهب السياسية والقومية".
ان ثقافة السلطة التي افرزت من خلال حبلها السري بمشيمة احزاب مذاهبها السياسية "وزارة" هي لثقافة احزاب السلطة، لم ولن تنتج غير المشوه ثقافيا ومؤسسيا ان كان في بقايا الوطن او في وجع المهجر. الحديث عن ثقافة عراقية ديمقراطية جامعة في ظل حكومة قسمت هرم الوزارة بيت احزاب المذاهب والاقوام اكذوبة لن تنطلي على احد.
لنرفع شعار " ابعدوا وزارة الثقافة عن حصص "احزاب المذاهب والأقوام".
حراك المهجر ومجالس الجالية
تمثل الحالة العراقية في مملكة السويد النموذج الافضل لمعاينة وضع الجالية في المهجر، حيث التنوع القومي، والديني، والمذهبي ، والسياسي، لجالية لها عمق تاريخي يتزايد كما وينشطر عددا على صعيد المنظمات والجمعيات والاتحادات.
حالة التباعد الهوياتي على صعيد النشاطات السياسية والثقافية احد اهم ملامح وضع الجالية، فالنشاطات الثقافية والسياسية الديمقراطية ورغم عراقتها و تَّعريقِها للنشاط والهدف فإنها تعاني من مشكلة الحاجز الذي يتسع بين الاجيال من جهة، وبكم الحضور رغم نخبوية النوع . الحراك الديني وهو مذهبي بطبعه اختار المساجد والحسينيات لجمع مريديه، الاحزاب القومية الكوردية تمارس عملها بنفس الصيغ والمفردات التي كان سائدة في الجبل وفي افضل الاحوال في المدن الكوردستانية.
اشكالية هوية الخاطب و جذره، نوعية الحضور وحجمه، الحواجز المتباعدة بين الاحزاب و الاتحادات والجمعيات التي لجات الى الهويات وطنا وخطابا جزء من مشهد حراك الجالية العراقية في مملكة الثلوج الديمقراطية التي لم تؤثر في ديناصورات الادارة لأغلب التجمعات السياسية والثقافية.
السفارة العراقية في مملكة السويد التي دخلت على خط الخلاف والاختلاف وشخصنة الحوارات والعلاقات والدعوات، المركز الثقافي العراقي وبصيغته وامكانياته المطروحة ناهيك عن عقلية الاستهانة والتعامل الدوني من قبل وزارة الثقافة مع كتاب الخارج لن تضيف جديدا للمشهد الثقافي، لان المركز وفي افضل الاحوال سيتحول الى بقرة حلوب لمن يتفق لاحقا على تبادل الادوار والنشاطات.
هل هناك سبيل لخيمة تجمع الجالية بعيدا عن شتات وتشظي الهويات ؟
بتقديري ان انشاء "مجالس الجالية" بعيدا عن المحاصصات، وفيروس التحزب، وخطاب الهويات الفرعية امر في غاية الاهمية لانتشال واقع تشتت الجالية، وحالة وتباعد هوياتيه، وحواجز بين اجياله. ان "مجلس الجالية" المنتخب من قبل الجاليات العراقية وبشكل ديمقراطي في المدن الاوربية كمتحدث باسم الجالية مع الجهات الاوربية من جهة ومع السلطات العراقية التي صادرت احلام العراقيين في الوطن و بدأت بتصدير فسادها عبر مؤسساتها الكارتونية قضية مطروحة للنقاش، لان "مجالس الجالية" في المدن الاوربية سيمثل ارادة العراقيين بعد ان حولت السلطة بأحزابها، وممثليها، ومؤسساتها، والمتحدثين باسمها العراق الى ضيعة المطلوب منا هو ان نحرس خزائنهم وابواب قصورهم ومكاتبهم.
نعم ان السلطة السياسية في العراق وممثليها ورموزها ومؤسساتها الكارتوينة لا يمثلوننا وان اعادة صياغة العراق لن يكون الا من خارج اطار المهزلة التي يسمونها بالعملية السياسية.



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتوى الحائرية والكوميديا العراقية في اغرب مظاهرة عالمية
- حوار لا يخلو من الهدوء مع د. عبد الخالق حسين
- مؤتمر اربيل وثقافة -المسدس والزيتوني-
- هر بژي كورد عرب رمز النضال
- هل تُحررنا حرَّم الأستاذ ؟
- -الايمو- يهدد -الجمهورية الخضراء-
- احمد النعمان.. لن نقول وداعا فمثلك يعود مع كل اغنية وحلم سوم ...
- مؤخرة الرئيس و الحصة التموينية
- رسالة عاجلة الى العاصمة قنديل
- هامش الخطأ في الثورة
- اكتب لأوباما واليك عنوانه
- عواصم عراقية في جمهورية الكذب
- مؤخرات الخبر التركي وبسملة مقالات اعداء الكوردستاني
- لحورية الحوار مكارم ابراهيم
- ربيع الكورد و خريف الحكام العرب
- بابا نوئيلكم يا اخوان جزار
- جدل الهويات في سقيفة العراق
- وجه السَّلفي كمؤخرته
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان
- تحت جدارية الحوار المتمدن


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - دانا جلال - وزارة الثقافة العراقية تُهين مثقفي العراق