أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دانا جلال - جدل الهويات في سقيفة العراق














المزيد.....

جدل الهويات في سقيفة العراق


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 00:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اجتمعوا في خيمة العراق، والعراق بالنسبة لهم خيمة و سقيفة. عاهرة بتراكمات رأسمالها المالي، وجوار لم يكن جواره و حواره التاريخي ابعد من رأس حربة، وساسة كانوا بالأمس ضمن الثورة، ولم يتغيب المُتدحرجين سلطويا ومطالبتهم بقسمة نبوءات العراق وعوائد بترولها، بين "شيوخ قبائل السياسة العراقية" بعد توسيعهم لحدود قبائلهم وطوائفهم بمرسوم الهوية.
حينما تتوسع حدود القبائل والطوائف، فالمشترك ينزوي في بقايا حلم مؤجل في بقايا وطن بجوار "سقيفة" لعملية سياسية انتجت المهازل بفصول المأساة، فمن يدُّلني على العراق؟.
ان تصبح الخلافات بين "ولايات طوائف العراق المتحدة " حول الميزانية و حدود المحافظات، على مصادر المياه وحقول النفط المشتركة اكبر واعمق من الخلافات بين دول منطقتنا، هو نتاج قسمة طبيعة لقسمة السقيفة. ويبقى حلم العراقي بتكرار الحدث التاريخي للسقيفة الاولى، حينما قال الخليفة الثاني مُعقباً في فلتة الاول بانه " فلتة وقى الله شرها"*.
ان يهرب سجناء، ونواب، وقاعدة، وقادة قتلة، ان يُعلن حرب الملفات ما ظهر وما بطن، ان يُهَّرِب قراصنة النفط ذهبنا الاسود ووزيرنا "الشهرستاني" يردد بان (عقود نفط كوردستان باطلة كزواج عتريس من فؤادة باطل وسرقة ايران لحقولنا بزواج متعة بائن)، ان يُتَّهم او يمارس نائب رئيسنا بارهاب الدولة ضد الدولة، ان يُسرق تاريخنا واثارنا، ان يعلن امي مستندا على امي الغار نفسه شرطيا الهياً ويأمر بالحشيش الايراني وينهي عن الزحلاوي العراقي، ان يستورد وزير دفاعنا طائرات ورقية للدفاع عن حدود من ورق، ان يستورد وزير الكهرباء لعب اطفال ماليزية بديلا عن "الميغاواط " على امل ان ينتهي عصر الشمعة و الفانوس العراقي، ان يمزج وزير تجارتنا العلف الحيواني بالطحين ويُقدم لشعب يعامل كالبقر، ان ننسى جرائم الدايني و الدليمي ونصدق وهم الشركات الوهمية التي سرقت ملياراتنا، ان يخجل المُرابي "شايلوك" من وزراءنا، وان يعتذر مسيلمة الكذاب من نوابنا، وتُهزم المافيات المتعددة الجنسيات امام قادتنا، نتاج طبيعي لسقيفة العصر . علنا نكرر ما قاله عمر بن ونقول بانها فلتة ديمقراطية بحدود سقيفة العولمة قد يقينا الله شرها.
ان نضع مراقد الائمة والاولياء في قائمة القسمة ونقاش السقيفة و محاصصات الساسة، ان يتنازع الوقف السني والوقف الشيعي على عائدية مرقد الامامين العسكريين في سامراء، فتلك هي النهاية، لان الخلاف والاختلاف انتقل من حاضر خرابهم وعتمة مستقبلنا الى الماضي الذي كان مشتركاً.
الائمة لا ينهضون من قبورهم ليعلنوا عائديتهم لهذا الوقف او ذاك، و قادتنا فلتة، فهل يقينا الله شرهم بعد ان انسحب شيخ سقيفتهم " الاميركي" من خيمة العراق؟.
حرب الملفات في العراق بدا بالانتقال صوب هرم السلطة، حرب ظاهره العدالة ودماء العراقيين، وجوهره اعادة جديدة لتوزيع السلطة والثروات، حرب ظاهره كالقشة التي ستقصم ظهر العراق وخفاياه لملمة فضائح الاخوة الاعداء بترحيل الملف لحقل الغامهم الذي سيفجر جغرافية وطن عرفناه باسم العراق .
التجربة العراقية اكدت بان رحيل الدكتاتورية بمعالجة قسرية " خارجية" سيخلف كارثة في كل مفاصل الحياة ان نتج عنه صراعا وتنازعا بين الهويات.
الكارثة العراقية تتمثل بطبيعة وجوهر الصراع المشوه، صراع اتخذ منحى صراع (سني – شيعي – كوردي) وممثليهم في البرلمان والعملية السياسية ( القائمة العراقية – التحالف الوطني- التحالف الكوردستاني)، ولئن تلك الكتل حملت راية المذهب والاقوام فإنها غير قادرة على الخروج من مازق خطابها الا بنفي ذاتها او الاستمرار بالكذب بانها قادرة على احتواء العراقيين وتجميع العراق.
لا خيار لهم، فالسقيفة برعاية "الشيخ الاميركي" ستعلن عن مخرجاً لحرب ملفاتهم، لان البديل هو "سلطة المذهب" الاحادية، سلطة لا يمكنها جمع فسيفساء العراق، اما خارج السلطة فإنها ستعلن "معارضتها المذهبية" و تخندقها المذهبي لنفي الاخر واعادة الحياة فيه. فالسلطة والمعارضة في ظل صراع الهويات والدين السياسي وجهان لعملة واحدة حين غياب او ضعف القوى الديمقراطية.
مخرج سقيفتهم سيعمق صراع الهويات ويبعد العراق عن العراق لحين الاعلان الرسمي عن " ولايات المتقاطعة العراقية".
البديل قبل دفن العراق في العراق هو" الهوية والخطاب الديمقراطي "، فالدين السياسي وخطاب الفكر العروبي قسم البلاد، وخارج قسمته عراقي يُنسَّف بمفخخة الارهاب واحلام مؤجلة في بقايا وطن متناثر.

(*) قال عمر بن خطاب: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة ولكن الله وقى شرها.( ذكره وباختلاف بسيط في الرواية كل من السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وابن كثير في البداية والنهاية ، وابن هشام في السيرة النبوية ، وابن الأثير في الكامل ، والطبري في الرياض النضرة ، والدهلوي في مختصر التحفة الاثني عشرية والبخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه السَّلفي كمؤخرته
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان
- تحت جدارية الحوار المتمدن
- هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة
- حوار لا ينقصه الصراحة مع د. صلاح بدرالدين
- رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي
- العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي
- الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل مشكلة كركوك
- في الثورة المضادة .... من ميدان التحرير إلى جامع قاسمو
- -عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دانا جلال - جدل الهويات في سقيفة العراق