أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟














المزيد.....

هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يعني ان يعتلي ارهابي متخلف منبر" المسجد الرشيدي" في مدينة اشبه بالقزح لتنوعه القومي والديني، واي قوة تدفعه لإصدار فتوى التكفير والقتل في مدينة زاخو التي لم تعرف غير التسامح، لان مسلميه لم ينسوا حديث اجدادهم عن المحبة التي انطلقت من الكنائس التي بنيت قبل المساجد بقرون، ولم ينسوا حكمة دينهم القومي "الايزيدي".
لِمَ سكتَ الجميع عن مسجد امامه متخلف وارهابي، ولم يطالبوا بإحالته على التقاعد او ارساله الى قندهار قبل ان يعلن " ملا اسماعيل عثمان" في خطبته الارهابية بان جوار المسجد محل للمساج وان الله لا يحب التدليك والمدلكين، فعليكم يا شباب الاسلام جهاد حرقه كما يُحرق المشركين.
من الحماقة ان نعزل حديث الارهاب الذي انطلق من حنجرة امام مسجد "رشيد" في مدينة زاخو عن التطورات في منطقتنا، فالمد المتعاظم للإسلام السياسي، و نشاط المخابرات التركية في كوردستان، و مؤسسات فتح الله كولن " المرشد الروحي لاردوغان" التي تهدف الى نشر الاسلام الاردوغاني ومن ثم اجندة تركيا، و الدور الايراني ودعمه للإسلام السياسي في كوردستان رغم توجهات ايران المذهبية. كل تلك العوامل الخارجية لها دورها وتأثيرها لفعل ارهابي منظم لا يمكن اختزاله بحنجرة ارهابي معمم في خلية نائمة تنطلق عند الحاجة من مسجد تم احتجازه من قبل ارهابي معمم .
حرق المرافق العامة والفنادق والنوادي في كثير من مدن كوردستان كانت صدمة لحكومة الاقليم واحزاب السلطة حسب وصف سكرتير الحزب الديمقراطي السيد فاضل ميراني . الحقيقية انها لم تكن صدمة لمن يتابع نشاط الاسلام السياسي وبؤر الارهاب في بعض المساجد الكوردستانية من قبل ارهابيين لبسوا العمائم كحَّصانة الهية تحمي جرائم الارهاب الفكري والتدميري. فقانون الله الذي يقدمونه لنا فوق الجميع، وان كان هناك معترض سيُحشر حشراً مع القوم الكافرين.
المشكلة التي تعيشها كوردستان، لا تتمثل فقط بوجود حاضنات ارهابية تجد ملاذات امنة ومحصنة، (دينية، و سياسية)، بل في خطاب احادي الجانب للمعارضة التقليدية، معارضة تحاول ان تستغل الحادثة لتصفية حساباتها مع حزبي السلطة.
أغلب احزاب المعارضة الكلاسيكية تطابقت بياناتها مع بيان الاتحاد الاسلامي الكوردستاني بإدانة حرق مقرات الحزب الاسلامي في العديد من مدن كوردستان دون ان تعلن تلك الاحزاب عن ادانتها لحنجرة الارهاب المعمم وتحميله المسؤولية الشخصية، احزاب المعارضة الانتهازية لم تتجرا بالتطرق الى الامام والمسجد الذي انطلق منه شرارة الاحداث ولم يقتربوا من مشكلة شباب تحولوا من واقع الضحية الى فعل الجريمة بحرقهم لمراكز ثقافية ونوادي وفنادق ومحلات بيع الخمور.
ندين مع الحزب الإسلامي الكوردستاني حرق مقراته مع تأكيدنا بان حرق المرافق العامة وانتهاك حقوق الانسان اقدس من اي مقر لأي حزب سياسي، وهذا ما لم يظهر في بيانات الادانة للحزب الاسلامي والمتخندقين معه حيث تحولت بيانات ادانتهم لبيان ادانة.
ان تصفية الحسابات الحزبية باستغلال جرائم الاوباش تزيد الامور تعقيدا في كوردستان، فما جرى لم تكن هجمة اسلامية ضد المسيحيين والايزيديين كما يحاول الدين السياسي لكل الاطراف تصويرها، ولم تكن هجمة كوردية ضد اهلنا الكلدان والاشور والسريان كما يحاول بعض المتعصبين قوميا ان يصورها، ولم تكن هجمة للسلطة وقمعا منظما لحكومة الاقليم وحزبي السلطة ضد الديمقراطية الوليدة في كوردستان كما يحاول بعض اطراف المعارضة البرلمانية تصويرها ، وما حدث لم تكن جريمة وعمل فردي منعزل كما تحاول سلطة الاقليم تصويرها.
من المتهم ؟ . نؤمن بنظرية المؤامرة ولا نقول كما يفتخر البعض بعدم الايمان بها، فالمؤامرة جزء من السياسية وهل هناك منطقة مسيسة اكثر من منطقتنا؟ هناك فعل خارجي ، مباشر او غير مباشر ،ولكن الذي يهمنا و العامل الداخلي لأنه الاكثر تأثيرا وتحميلا للمسئولية.
حزبي السلطة واحزاب المعارضة الكلاسيكية البرلمانية شاركوا بصمتهم وانتهازيهم بالتعامل مع الاسلام السياسي الذي تحول الى حاضنة لمن يريد ان يفرض سياسة الاسلام ومفاهيمه على الجميع.
حزبي السلطة والمعارضة الكلاسيكية يقدمون المٌعمم حين الخلاف و الاختلاف. وما الامام الذي كان يخطب في ساحة السراي( ساحة الثورة) في مدينة السليمانية وهي الاكثر علمانية في مدن الشرق الا شكل من اشكال انتهازية المعارضة التي فضلت خطيب المسجد على خطيب الثورة. ان كان هذا واقع المعارضة الكلاسيكية فالحديث عن السلطة هو حديث عن الوجه الاخر والوجه الاكثر فسادا.
ويبقى السؤال الذي طرحناه حين انتفاضة الشباب في مدينة السليمانية وتوجههم نحو مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني بدلا من التوجه نحو مجلس محافظة المدينة او مجلس الوزراء ليرفعوا شعار إسقاط الفساد. قلنا حينها، "هل اخطأ الشباب وضاعت جغرافية الثورة" ؟ ويتكرر المشهد في زاخو ودهوك وسميل. فهل يعتبر مواطني كوردستان ان الحنجرة الصدئة لإمام مسجد تم احتلاله من قبل ارهابي معمم له عمق وحاضنة؟. على الاحزاب الاسلامية واحزاب المعارضة الكلاسيكية وحزبي السلطة ادانة جريمة انتهاك حقوق الانسان قبل الحديث عن ادانة حرق مقرات تم اخلاءها قبل جريمة حرقها. عليهم جميعا الاعتذار لمواطني كوردستان وتقديم الامام الذي اصدر فتواه للمحاكم . زاخو وبقية مدن كوردستان ستتحول الى روما، لان "نيرون الاسلام السياسي" يختفي خلف الف عمامة، وخلف كل عمامة، الف نيرون ملتحي.
نيرون العصر يختفي في مناطق و ملاذات امنة، هل نتركهم يصولون ويجولون في بعض بيوت الله ليحرقوا كوردستان او يحولها الى قندهار؟.



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة
- حوار لا ينقصه الصراحة مع د. صلاح بدرالدين
- رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي
- العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي
- الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل مشكلة كركوك
- في الثورة المضادة .... من ميدان التحرير إلى جامع قاسمو
- -عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج4-4
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج3
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج2
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) -ج1-


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟