أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - دانا جلال - مايوهات اليسار وعمائم الاخوان














المزيد.....

مايوهات اليسار وعمائم الاخوان


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 09:16
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لجأ الانسان البدائي الى "الرموز" و"الطقوس الايحائية" بغرض التحكم بنشاطه الاجتماعي، رسم صورة الطريدة لقتل روحها قبل عمليات الصيد كجزء من نشاط غائي كان يهدف من خلال الاستعارة للتحكم بالحدث ومجرياته.
تمزيق صورة العدو ( الطريدة) كفعل اسطوري تطور لاحقا ليتَّخذ طُرقاً واشكالا مبتذلة في العمل السياسي من قبل "جهاز الدولة" المُعَّبِر عن مصالح الطبقة بصيغ ومفردات سياسية. فالسلطة وبدلا من اقتناص الطريدة وسيلة للتحكم، تلجا راهناً الى "المكياج السياسي"، اي اقتباس صورة المُستهدف بغرض اشاعة المُختَّلف عن جوهره الطبقي والسياسي من جهة، وتفكيك الاخر داخليا وإعارته جزء من خطابها المُتَّخلف من جهة اخرى.
النموذج الاقرب لعمليات المكياج السياسي المبتذل تتمثل بالجمهوريات الموروثة التي اعلنت حملات ايمانية وتَّبنى حكامها النسل القريشي وتفرعاتهم من البيت المحمدي، كما فعل قبلهم ملوك الاردن والسعودية والمغرب.
قواعد لعبة " المكياج السياسي" شمله التغيير مع موجة التغيرات في منطقتنا، فبعد ان كان " الخطاب الاسلامي" مكياجا، فانه الان مُرَّشح للحكم من المحيط الى الخليج بعد زحف البداوة السياسية ليصبح مكياج الامس بحاجة الى مكياج، مكياج "ديمقراطي"، ورتوش "علمانية"، لطمأنه "الداخل" و"الخارج" من جهة، والاجهاز على اليسار الكلاسيكي وجعله افيونا مُضافا للأفيون الديني من جهة اخرى .
الاسلام السياسي ومكياجه يحاول تزيف الوعي الجمعي من خلال ادخال بعض القوى والاحزاب الديمقراطية واليسارية والليبرالية التقليدية في حكوماتها، التشويه لم يتوقف عند الاحزاب، بل وشمل بعض رموز الفكر والثقافة العربية ( د. برهان غليون نموذجا) ، فالمثقف العضوي صار عند البعض حديث ثوري ضمن حلقات اليسار، وعمل سياسي مع الاخوان المدعومين من قبل انقرة التي تمثل اجندة راس المال المالي والعسكري في منطقتنا.
نعيش مفارقة تاريخية وتغيرا بين طرفي معادلة "السلطة" و"المكياج السياسي"، مفارقة تفسرها رغبة عبد الإله بن كيران (العدالة والتنمية المغربي) بتشكيل الحكومة مع حزبي "الاستقلال" و "الحركة الشعبية" و"حزب التقدم والاشتراكية" ، واصرار الغنوشى «النهضة التونسي» بتشكيل الحكومة مع "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، و "التكتل من أجل العمل والحريات"، وموافقة اخوان سوريا وانقرة بضم الاكاديمي الدكتور برهان غليون للمجلس الوطني السوري المتحالف مع الجيش السوري الحر الذي جُمِد حسابه البنكي من قبل حكومة انقرة لإرغامه على الانصياع إلى تعليمات "جماعة الإخوان المسلمين السورية" التي تهيمن على تركيبة المجلس الوطني السوري المعارض والمدعوم من تركيا (صحيفة القدس) .
العلاقة بين المعارضة الاسلامية وسلطتها مع ادوات المكياج السياسي ونتيجة لميزان القوى هي لصالح القوى الدينية، بل ولها القدرة على فرض خطابها حتى على مفكرين بحجم د. برهان غليون ومجلسه الذي اتهم الحركة الكوردية في تركيا بانها ارهابية ووصفه لكورد سوريا بالمهاجرين وتشبيههم بالمغاربة المهاجرين الى فرنسا.
ان مد البداوة السياسية بموج خطاب الاسلام السياسي سيطيح بكثر من الرموز الفكرية والسياسية، وما رسالة (1) باحث بوزن عفيف الاخضر لرئيس وزراء تركيا والمُعَّرف كوردياً ب ( اردوغان كيماوي ) الا نموذج لمرحلة هزيمة اليسار الكلاسيكي ورموزه الذين يراهنون على تغيير خطاب الاسلام السياسي وجعله معتدلا. وجل اعتدالهم هو ما صرح به احد سلفيي مصر الشيخ محمد عبدالمقصود ( أن الليبراليين فصيل إسلامي في المجتمع المصري مثل السلفيين والإخوان، وينبغي على الناس فهم ذلك جيدا. و إن السلفيين لن يغلقوا البنوك والشواطئ ولن يفرضوا الحجاب، وأن ارتداء مايوهات شرعية تحركها رغبة الناس فقط). ان تغيرا سيحدث في خطاب الاسلام السياسي بعد استلامهم للسلطة وسيتراجع السلفي الدكتور عادل عزازى عن حديثه ( ترك الحكم للشعب أو ما يعرف بالديمقراطية بأنه كفر بالله)، التغير لن يخرج عن خيمة الاسلام السياسي ودعوة الداعية حازم شومان حينما دعا للشباب المصري، "ربنا يجوزكم يا شباب مثنى وثلاث ورباع ويجوز أخواتنا ويقعدن في البيت وننهى فتنة النساء".
هل تنفع سلطة الاخوان ومشتقاتها مكياج اليسار التقليدي ورموزه للاستمرار بتزييف الوعي كخطوة لابد منها لإشاعة فكر و سلطة التحريم والتكفير ؟. قال الواقدي‏:‏ حدثني أسامة بن يزيد، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه قال‏:‏ بينا أنا أنظر إلى عثمان على عصا النبي صلى الله عليه وسلم التي يخطب عليها وأبو بكر وعمر، فقال له‏:‏ جهجاه، قم يا نعثل فانزل عن هذا المنبر، وأخذ العصا فكسرها على ركبته اليمنى فدخلت شظية منها فيها فبقى الجرح حتى أصابته الأكلة، فرأيتها تدود، فنزل عثمان وحملوه، وأمر بالعصا فشدوها، فكانت مضببة، فما خرج بعد ذلك اليوم إلا خرجة أو خرجتين حتى حصر فقتل‏.
لم يردع عصا "محمد بن عبد الله" رمزا حمله عثمان لإيقاف الثورة وردع الثوار، فهل ينفع مكياج سياسي حداثوي لتجميل صورة الاخوان؟
رسالة الاستاذ عفيف الاخضر



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت جدارية الحوار المتمدن
- هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة
- حوار لا ينقصه الصراحة مع د. صلاح بدرالدين
- رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي
- العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي
- الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل مشكلة كركوك
- في الثورة المضادة .... من ميدان التحرير إلى جامع قاسمو
- -عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج4-4
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج3


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - دانا جلال - مايوهات اليسار وعمائم الاخوان