أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - دانا جلال - هامش الخطأ في الثورة














المزيد.....

هامش الخطأ في الثورة


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 17:28
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الثورة وكما وصفها "غوركي" ليست ببركان تقذف بالرجال كما تقذف البراكين بالحجارة. الثورة سهول، وجبال، وصحاري مقفرة، بل هي "كوكب" يضم مكامن حقول غير منتهية لعالم سري، عالم نكتشف فيه رموز وطقوس قد تحيل نبضة الثورة وروحها الى مومياء ودين جديد بقائمة الانبياء و المعصومين الذين يولدون ويورثون في خلايا الحزب والحركة.
انبياء الثورة ومعصوميها يفسرون نص الثورة بحديث الحزب، والنتيجة ان المُختَّلِف والمُختَّلفْ يتحولان الى بدعة، وكل بدعة في الحزب ظلالة. المُختَّلِف والمُختَّلفْ عداء للدين في الحزب الديني، وللطبقة في الحزب الطبقي، و للقومية بالنسبة للأحزاب القومية.
تحويل "الحزب" و"الثورة" الى دين جديد، يتجلى في المجتمعات الشرقية بكامل تفاصيله، فالشرق ليس بمنتج للرموز والطقوس فحسب، بل هو منتج كبير لرموز وطقوس ثورية تقتبس مفرداتها من تراكمات هائلة لثوراته العنيفة. هنا تكمن قوة الشرق وضعفه. فالتحزب في الشرق متهم بانه نقيض لحرية الانسان في رحلة اكتشافه للذات وبحثه عن الحرية ، متهم بانه اسوا من جمهورية افلاطون الذي طُرِدَ فيها الشعراء، لأن الحزب وكما هو شائع يقبل الشعراء مقابل تنازلهم عن حرية القصيدة.
هل يمكن تحرير "الحزب" و"الثورة" من النزعات الدكتاتورية ورفع التهم الموجهة اليهما من قبل أعدائهما؟.
حاول "تروتسكي" و"دوبريه" من خلال مفهوميهما " الثورة المستمرة"، و " ثورة في ثورة" اكتشاف ضفاف اخرى للثورة ، بحثهما انصب على جهد فكري من اجل ديمومة الثورة باكتشاف خطاب سياسي و"حلقة التواصل" بين المراحل، اي ان محاولاتهما انصبت على الجوانب الغائية مع ابقاء ذات المركب والبوصلة.
مهمة (الثورات والاحزاب) راهناً، وبعد المتغيرات البنيوية التي شهدتها الانسانية تتمثل بممارسة نضال فكري وجماهيري لرفع التهمة عن مصادرة حرية الفرد وابداعه في خنادقها وخلاياه. ان الاحزاب السياسية في منطقتنا وبعد المد الجماهيري الذي افرز خريف الحكام كمقدمة لربيع الشعوب بحاجة الى توسيع مجال الحرية الفردية داخل الاحزاب وتقبل حرية منظمات المجتمع المدني المجاورة لها والابتعاد عن فكر الوصاية ومحاولات تدجينها.
هيكلة الاحزاب وهرميتها مازال يحمل ذات المسميات والمهام المحصورة في لجانها "الاعلامية" و"المالية" و"الفكرية" ووو. السؤال الذي لم يطرح هو ( اين هي "لجنة حقوق الانسان" في الأحزاب والحركات الثورية)؟.
كي لا تغتصب الثورة بعد اغتصاب دكتاتور هُزِمَ زنقة زنقة "القذافي نموذجا" وكي لا يتحول ثوار الامس الى طغمة "دكتاتورية ثورية" فان العمل من اجل حقوق الانسان من خلال لجنة قائمة بذاتها في الاحزاب والحركات الثورية تمثل مهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل. ان "لجنة حقوق الانسان" في الحزب لم ولن يكون بديلا عن المنظمات التي تعمل بشكل مستقل للدفاع عن حقوق الانسان ، لان الاخيرة تراقب النظام وتسجل وتوثق جرائمه من جهة وتسلط الضوء على هامش الخطأ في الثورات بغرض تقويمها وليس بغرض الدفاع عن النظام كما ظهر في بيان لعدد من مناضلي وكتاب الثورة السورية و اتهامهم للمرصد السوري لحقوق الانسان بانه طائفي ويعمل لصالح النظام القمعي في دمشق. فالمرصد وغيره من المنظمات التي تعمل في ذات المجال ليست بمنظمة حزبية تضع الاجندة وفق روى سياسية محددة، وليس من مصلحة الثورة ان تضع هكذا منظمات في حقيبة المسئول الحزبي او خطابه السياسي. ان احزاب الشرق وحركاته الثورية مازالت بعيدة عن ممارسة شجاعة النقد الذاتي، والنتيجة هي تشويه للثورة والثوار من خلال تقديمهما كجمهورية فاضلة وانبياء دين جديد . على الثوار ان يقبلوا بحقيقة وجود هامش الخطأ الثوري في العملية الثورية ومن ثم امتلاك جرأة النقد بدلا من اللجوء الى نقد النقد ، فالثورات النقية لم تولد ولن تتحقق لان اداة الثورة هو الانسان بكل قوته وضعفه، بتأثيره في مجريات الاحداث وتأثره بما حدث.
http://www.sooryoon.net/?p=43812



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتب لأوباما واليك عنوانه
- عواصم عراقية في جمهورية الكذب
- مؤخرات الخبر التركي وبسملة مقالات اعداء الكوردستاني
- لحورية الحوار مكارم ابراهيم
- ربيع الكورد و خريف الحكام العرب
- بابا نوئيلكم يا اخوان جزار
- جدل الهويات في سقيفة العراق
- وجه السَّلفي كمؤخرته
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان
- تحت جدارية الحوار المتمدن
- هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - دانا جلال - هامش الخطأ في الثورة